روما، عواصم - وكالات: بعد عشر سنوات على بداية الأزمة وانطلاق أول تظاهرة قوبلت بنيران اتسعت لتشمل سورية وتحول محافظات إلى انقاض وملايين إلى لاجئين، دق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ناقوس الخطر أمس، مشددا على أن السوريين يعيشون أسوأ ظروف إنسانية يتعرضون لها منذ بداية الأزمة، مؤكدا أن ملايين السوريين انزلقوا في هاوية الجوع خلال العام الماضي وحده.ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية عن ممثل برنامج الأغذية العالمي ومديره في سورية شون أوبراين قوله إن "النزاع تسبب في خسائر فادحة للشعب السوري، ففي كل يوم يدفع بالمزيد والمزيد من السوريين نحو الجوع والفقر، وتواجه الأسر خيارات مستحيلة، هل يحصلون على الطعام أم على الرعاية الصحية التي يحتاجونها".وأشار التقييم الذي أجراه برنامج الأمم المتحدة إلى أن 12.4 مليون سوري أي نحو 60 في المئة من السكان، يعانون انعدام الأمن الغذائي والجوع في الوقت الحالي، وهو ضعف العدد المسجل في عام 2018، مؤكدا أن نحو 4.5 مليون شخص سقطوا في براثن الجوع وانعدام الأمن الغذائي خلال العام الماضي وحده.أضاف أن السوريين يواجهون صدمات متعددة من بينها انهيار الليرة السورية، وتأثيرها على أسعار السلع الأساسية، وتداعيات الأزمة المالية في لبنان، فضلاً عن الأعمال العدائية المستمرة والنزوح واسع النطاق، كما أدت جائحة فيروس "كورونا" إلى تفاقم سوء حالة انعدام الأمن الغذائي.
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في تصريح إن سوريا لا تزال "كابوسا حيا" حيث يواجه حوالي 60 بالمئة من السوريين خطر الجوع، مضيفا "من المستحيل أن ندرك بشكل كامل حجم الدمار في سوريا، لكن شعبها عاني من بعض أسوأ الجرائم التي عرفها العالم هذا القرن. حجم الفظائع يصيب الضمير بالصدمة".وأكد أن "هناك حاجة إلى توسيع إمكانية وصول المساعدات الإنسانية... تكثيف تسليم المساعدات عبر الخطوط وعبر الحدود ضروري من أجل الوصول إلى المحتاجين في كل مكان. ولهذا دعوت مجلس الأمن مرارا إلى التوافق حول هذه المسألة الحيوية".على خط مواز، أعربت الكويت عن الأسى لما ورد في تقارير اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق، بشأن الأوضاع المزرية التي يعيشها أطفال سورية، حيث أكد مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف السفير جمال الغنيم، امام الدورة الـ46 لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان، تشديد الكويت على أهمية إعطاء موضوع الأطفال ومصيرهم الأهمية التي يستحقونها اذ من المؤسف ألا يعرف الملايين من هؤلاء الأطفال شيء عن الحياة سوى الحرب.سياسيا، ووسط استمرار جولة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخليجية، التي يبدو أن ملفها الأساسي "سورية"، أطلقت روسيا وتركيا وقطر عملية تشاورية جديدة في الشان السوري، على حد إعلان وزير الخاريجية التركي تشاووش اوغلو.