* السيسي: الوقت يداهمنا ولا مجال للتراجع وعلى الدول الغنية الوفاء بالتعهدات التي قطعتها* رئيس الإمارات: العالم يواجه تحديات معقدة وتغير المناخ يهدد الأمن والاستقرار

الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يلقي كلمته (وكالات)

رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد يلقي كلمته (وام)
القاهرة، عواصم - وكالات: فيما يتواصل توافد العشرات من قادة العالم إلى مؤتمر الأطراف حول المناخ "كوب 27" الذي انطلق في شرم الشيخ بمصر أول من أمس، بدأ زخم الفعاليات على المستوى الرئاسي أمس، بحضور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وقادة وزعماء من مختلف بلدان العالم.وافتتح الرئيس المصري القمة، مشدداً على أهمية التحرك لمعالجة أزمة المناخ المصيرية التي تعتبر أكبر التحديات التي تواجه العالم على الإطلاق، معرباً عن أمله ببذل الجهود من أجل تنفيذ خطوات حسية في هذا المجال، مشددا على أن المعاناة الإنسانية بسبب تغير المناخ تتكرر وتؤكد الحاجة الملحة لإنهائها.كما أضاف في كلمته الافتتاحية أن الشعوب حول العالم تنتظر من المجتمعين التنفيذ السريع والفعال والعادل لخفض الانبعاثات والاحتباس الحراري، للحد من الكوارث المناخية التي تضرب مختلف المناطق مسببة ضحايا وخسائر ضخمة.وقال إن الوقت يداهم العالم ولا مجال للتراجع عن تنفيذ الالتزامات المناخية، حيث تسهم نتائج مؤتمر المناخ في تحول حياة ملايين البشر نحو الأفضل.ولفت إلى أن الدول النامية تعاني أكثر من غيرها بسبب أزمة المناخ الراهنة، فيما يجب العمل على خفض الاحترار المناخي بمقدار ثلاث درجات.وطالب السيسي الدول المتقدمة بالوفاء بالتعهدات التي قطعتها لتعويض خسائر تغير المناخ.من جانبه، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن على البشرية التعاون أو الهلاك إزاء الاحترار المناخي وتداعياته المتسارعة، مخيّرا العالم بين التضامن أو الانتحار الجماعي.وقال: نحن نسلك الطريق السريع نحو الجحيم المناخي ونواصل الضغط على دواسة السرعة، معربا عن الأسف "لأننا بصدد خسارة الكفاح من أجل حياتنا"، مشددا على أن الفوضى المناخية هي السبب الرئيس في الصراعات العالمية، منبها إلى أن الإنسانية تخوض معركة بقاء في مواجهة التغير المناخي، داعيا إلى اتفاق بين الاقتصادات المتقدمة والنامية والناشئة من أجل البيئة ولصالح البشرية، لاسيما الصين والولايات المتحدة.إلى ذلك، شدد على أهمية التخلي عن الفحم كمصدر رئيسي للطاقة وتجنب أضراره الخطيرة، وحض المؤسسات الدولية على تغيير نهجها الاقتصادي وتوفير موارد مالية للحياد الكربوني.بدوره، أكد رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد في كلمته، مواصلة التركيز في الإمارات على خفض الانبعاثات في قطاع النفط والطاقة، متوجها بالشكر لمصر والأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن المناخ، على تنظيم الدورة السابعة والعشرين من مؤتمر الأطراف، قائلا "أطلقنا شراكة ستراتيجية مع الولايات المتحدة لاستثمار 100 مليار دولار في إنتاج الطاقة النظيفة"، ومشددا على أن "عالمنا يواجه تحديات معقدة ومن بينها تغير المناخ الذي أصبح يؤثر على الأمن والاستقرار".من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن العالم يجب أن "يفي بإرث" قمة غلاسكو في العام الماضي، حينما تعهد مكتب رئيس الوزراء بأكثر من 200 مليون جنيه إسترليني من التمويل البريطاني لحماية الغابات والاستثمار في التقنيات الخضراء.لكنه واجه انتقادات في الداخل تزامنت مع انعقاد القمة الجديدة بسبب قرار الحكومة إصدار المزيد من التراخيص للتنقيب عن النفط والغاز في بحر الشمال واستمرار معارضتها لطاقة الرياح البرية الجديدة.وعقد سوناك في يوم حافل بالمؤتمر سلسلة من الاجتماعات الثنائية، من بينها اجتماعه مع رئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية المتطرفة جيورجيا ميلوني ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وسط التوتر المستمر بشأن ترتيبات التجارة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.وقدم نحو 110 من قادة الدول والحكومات مداخلات أمس وتتواصل اليوم، أمام المندوبين المجتمعين بشرم الشيخ.وتأتي تلك المداخلات على خلفية أزمات متعددة مترابطة في العالم، على رأسها العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والتضخم الجامح وخطر وقوع ركود وأزمة الطاقة مع تجدد الدعم لمصادر الطاقة الأحفورية، وأزمة الغذاء في حين سيتجاوز عدد سكان العالم 8 مليارات نسمة، ما قد يدفع بأزمة التغير المناخي إلى المرتبة الثانية في سلم الأولويات رغم أن تداعياتها المدمرة تجلت كثيراً عام 2022 مع الفيضانات القاتلة وموجات القيظ والجفاف التي عاثت فساداً بالمحاصيل في العديد من الدول، لاسيما الإفريقية.وبعد الجدل بين الوفود، أصبحت قضية تمويل الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ، مثل تدمير المحاصيل والمباني والبنية التحتية في البلدان الفقيرة، بندا على جدول الأعمال الرسمي للمحادثات.ويترقب العالم باهتمام الإعلانات المتعلقة بالمساعدات إلى الدول الفقيرة، وهي عادة أكثر البلدان عرضة لتداعيات الاحترار المناخي، حتى لو أن مسؤوليتها فيها محدودة إذ إن انبعاثاتها من غازات الدفيئة قليلة جداً.يشار إلى أنه في بادرة يأمل كثير من الناشطين ألا تكون رمزية فقط، قرر المندوبون إلى "كوب27" للمرة الأولى إدراج مسألة تمويل الأضرار الناجمة من الاحترار على جدول الأعمال الرسمي للمؤتمر. وتقدر هذه الأضرار بعشرات المليارات منذ الآن، ويُتوقع أن تستمر بالارتفاع الكبير. فالفيضانات الأخيرة التي غمرت ثلث باكستان تسبّبت وحدها بأضرار قدرت بأكثر من 30 ملياراً.
زعماء العالم يتوافدون إلى شرم الشيخ وغياب بوتين ورئيس الصينالقاهرة، عواصم - وكالات: قبيل انطلاق القمة رسميا، أكد عدد من قادة العالم والمسؤولين والنشطاء في مجال المناخ حضورهم المؤتمر، الذي انطلق الأحد الماضي ويستمر لأيام عدة.حيث أكد البيت الأبيض حضور الرئيس الأميركي جو بايدن ضمن وفد رسمي، يضم المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون المناخ جون كيري ووزراء الخارجية أنتوني بلينكن والطاقة جينيفر غرانهولم والزراعة توم فيلساك، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان.وأعلنت الحكومة الألمانية مشاركة المستشار الألماني أولاف شولتس، في قمة المناخ، وقرر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك حضور قمة "كوب27"، بعد أيام من إعلان عدم مشاركته بسبب التزامات داخلية، فيما حضر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وأعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني عزمها المشاركة، وحضر وفد رفيع المستوى برئاسة رئيس الوزراء الهولندي مارك روتا.وشارك رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد في فعاليات المؤتمر ومعه وفد رسمي كبير، وحضر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وترأس ولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد وفد الكويت، ويحضر القمة ممثلا عن سلطنة عُمان وزير الطاقة والمعادن العُماني سالم بن ناصر العوفي، بحسب وكالة الأنباء العُمانية الرسمية، فيما يترأس رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي وفد لبنان.وبينما حضر أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أكد الاتحاد الأوروبي مشاركة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في القمة، وأعلن الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ أنه سيقود وفد بلاده، وأكدت رئيسة وزراء إسكتلندا نيكولا ستيرجن حضورها القمة، وحضر رئيس السنغال ماكي سال، كما أكد رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون حضوره بدعوة من مصر، كما حضر رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، وسيكون رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي من بين الحضور، بالإضافة إلى الرئيس البرازيلي المنتخب لويس إيناسيو، ورئيس وزراء باكستان محمد شهباز شريف.فيما أفادت تقارير لوسائل إعلام، أنه من غير المتوقع حضور رئيسي روسيا والصين، وذكرت أنه يُتوقع أن يشارك مفاوض الصين لقضايا المناخ في القمة.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يلقي كلمته
ولي العهد السعودي يطلق "الشرق الأوسط الأخضر 2"القاهرة، الرياض - وكالات: وصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى مدينة شرم الشيخ المصرية أمس، لحضور مؤتمر الأمم المتحدة للتغيّر المناخي"كوب 27".وقال مصدر سعودي رفيع المستوى إن الأمير محمد بن سلمان سيعلن انطلاق النسخة الثانية من قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، ومنتدى مبادرة السعودية الخضراء يومي 11 و12 نوفمبر المقبل في مدينة شرم الشيخ، تحت شعار "من الطموح إلى العمل"، وذلك بالتزامن مع انعقاد مؤتمر كوب 27".من جانبها، أفادت صحيفة "سبق" بأن قمة الشرق الأوسط الأخضر 2022 ستنطلق وسط مشاركة واسعة من كبار القادة في العالم؛ بما في ذلك رؤساء الدول والحكومات من مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط ودول المشرق العربي وإفريقيا وأبرز الشركاء الأوروبيين، ومنهم المملكة المتحدة واليونان. ويرافق الأمير محمد بن سلمان عدد من كبار المسؤولين السعوديين بينهم وزراء الطاقة والزراعة والصناعة ومبعوث المملكة لشؤون المناخ وغيرهم.
سوناك وماكرون يبحثان أزمة المهاجرينالقاهرة، عواصم وكالات: قالت مصادر بريطانية إن رئيس الوزراء ريشي سوناك سيتثير أزمة المهاجرين، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أول لقاء وجهاً لوجه، في قمة المناخ في شرم الشيخ.وستكون هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها الثنائي البريطاني- الفرنسي منذ تولى سوناك منصب رئيس الوزراء الشهر الماضي. وفي حديثه لصحيفة "ذا صن"، قال سوناك: "إنه أمر مهم جدا بالنسبة إلي، أريد أن أتأكد من أننا نعالج هذه المشكلة تماما".مع عبور حوالي 40 ألف شخص القنال الإنكليزي من فرنسا إلى بريطانيا في هذا العام، قال سوناك: "يمكن رؤساء الوزراء قضاء وقتهم الشخصي فقط في عدد قليل من الأولويات الرئيسية حقًا، وهذا بالنسبة إلي هو أحد هذه الأولويات".وأضاف: "أمضيت وقتًا أطول في العمل على ذلك في الأيام القليلة الماضية أكثر من أي وقت آخر غير بيان الخريف".وأضاف رئيس الوزراء أن الحكومة بحاجة إلى "السيطرة" على ما يجري. وقال: "نحن نتعاون بالفعل كثيرًا مع فرنسا".