غياب الرقابة يُغري أصحاب الشاحنات بـ"احتلال" ساحات خيطان

* انتشار واسع للمظلات غير المرخصة... وسبات عميق لـ"البلدية" و"المرور"
* مُلّاك بنايات يؤجرون السراديب كمخازن ويحرمون السكان من ركن مركباتهم

كتب - عبدالناصر الأسلمي:

غابت "البلدية"، كما غاب "المرور"، فاحتلت برادات شحن الأغراض ساحات عديدة في منطقتي "خيطان" و"الفروانية"، فيما ترزح المنطقة تحت وطأة الإهمال والانهيار شبه التام للبنية التحتية.
ورصدت "السياسة" خلال جولة ميدانية في "خيطان"، مشاهد واسعة من الضغط الممارس على البنية التحتية، من قبل بعض أصحاب السيارات، فيما تتوزع سلال ومظلات عديدة غير مرخصة في معظم الطرقات، وسط تراجع ملحوظ للدور الرقابي من عناصر البلدية او رجال المرور، فضلا عن تمدد برادات شحن الاغراض في المنطقة، واحتلالها لساحاتها التربية، مما حوّل أملاكا للدولة الى املاك خاصة لمجموعة من الأهالي الذين استولوا عليها بوضع اليد.
وأعرب عدد من الأهالي المتضررين عن غضبهم من استفحال هذه الظاهرة غير القانونية، التي جعلت بعض شوارع خيطان وحاراتها إلى "أملاك خاصة" لكل قوي ومتسلط ضارب بالقوانين عرض الحائط، مطالبين الأجهزة المختصة الى الالتفات لهذه التعديات ووضع حد للمخالفين.
وأضاف هؤلاء لـ"السياسة": إنهم يعانون بشدة من عدم القدرة على ركن مركباتهم قرب مقرات سكنهم، بسبب "البلطجة" الشخصية في احتلال الساحات الترابية بشكل يومي، بسبب عدم وجود قانون يردع مخالفي المرور في المنطقة، في ظل صعوبة ايجاد "باركن" مناسب مناسب وغير مخالف، لاسيما لمن لا يقدرون على استئجار موقف استثماري أو حتى حجز مكان داخل البناية، لتكون الساحات الترابية هي الملجأ الأول والمتنفس الأخير في المنطقة المتكدسة بالسكان والمركبات.
وقال عدد من ساكني الفروانية: إن معاناة الأفراد تمتد وقتا طويلا قد يصل إلى ثلاثة أرباع الساعة، بحثاً على قطعة أرض فارغة تؤوي مركباتهم، ليستقر الشخص على موقف يأمن به على مركبته غير عابئٍ بطول المسافة بينها وبين منزله، وقد يحتاج في بعض الأحيان للسير كيلومترات طويلة للظفر بموقف آمنٍ وملائم، وكل هذه الربكة بسبب مهزلة وضع اليد على المواقع الترابية وتحويلها لمواقف املاك (خاصة في القطعة 5 مقابل عمارات العربيد)، وقد رصدت "السياسة" إغلاق بعض أصحاب السيارات الساحات بالسلال والمظلات غير المرخصة، و"البلدية" و"المرور" في سبات تام.

المطر يفضح التردي
اما في خيطان "شارع 36 قطعة 6 ـ خلف مجمع الدبوس"، فهناك برادات وتريلات لشحن الاغراض، تحتل الساحة والشارع يتعطل اثناء خروجها ودخولها لضيقه وعدم مناسبته لحجم البرادات المخالف وضعها قانونا في الساحات، والبلدية اتت من عدة أشهر وخالفتهم وتم طمطمة الموضوع بالواسطات.
اضافة الى سيارات هاف لوري بأعداد كبيرة، من ضمنها "هافلوري" يتبع لمكتب افراح، فالسراديب في البنايات يتم تأجيرها لمكاتب الافراح، بالرغم من انها أنشئت ليتم تخصيصها لسكان البنايات، الى جانب احتلال سيارات نقل العمال الضخمة من ماركة اليوكن والـ"سوبربان"، الساحة ولا مكان للسيارات الصغيرة، ناهيك عن تناكر الصرف الصحي التي تقف بالشوارع دون حسيب او رقيب.
اما بنية الشوارع فمتهدمة ولم يتم رصفها منذ سنوات، والصرف الصحي بها طافح اغلب ايام الاسبوع، ما يعرض حياة السكان للخطر، ويتم تصريف مياه الصرف في الشوارع، والتي فضحتها زخات الأمطار الأخيرة، التي بينت حجم التردي في البنية التحتية في المنطقتين، وضرورة استعجال معالجتها ودحر المخالفات العديدة التي تعتريها.