الأربعاء 02 أكتوبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

غيروا أسماء الشوارع والمدارس لتبقى الكويت حضارية

Time
الأحد 09 يوليو 2023
View
11
السياسة
د. حمود الحطاب

اسماء الاشياء عند الكائن البشري مرتبطة بخبراته الايجابية والسلبية، البدائية والمتحضرة، سواء أكانت الاسماء لابنائه وبناته، او لشوارعه ومدارسه ومؤسساته.
ويحكم على هذه المسلمة العلمية واقع الدول والحضارات، وطبيعة ونوع الحياة التي يحياها الانسان، ونظام الحكم الذي يحكمه.
فالدول التي تستعبدها الأنظمة الفردية والحاكم الفرد، والحزب المطلق، تسمي مدارسها ومؤسساتها على اسماء ترتبط بهذا النظام وقياداته، "مستشفى لينين" و"مطار ستالين" و"مدرسة ماو تسي تونغ"، بينما تجد الفارق العظيم بين طبيعة التسميات في نظام ديمقراطي حر، حيث تجد التسميات لها دلالات حضارية انسانية الجانب الحضاري فيها، هو المقدم على الجوانب الشخصية، "مستشفى الامل" و"مدرسة النهضة الفكرية"، مثلا، فتلك التسميات الحضارية ترقى بقيم الانسان السامية وتؤكدها وتعليها.
إن تسميات الشوارع والمدارس والمؤسسات ليست ملكا لاسر الناس، وليست حقا لهم حتى يسمونها على اسمائهم واسماء عيالهم وإخوانهم، فهي ليست بيـوتهم الخاصـة، ولا شاليـهاتهـم، ونـاقـص فقط يسمون بعضها على اسماء خدمهم الذين لهم مكانة عندهم، من سـواقـي سياراتهم وطباخيهم ومزارعيهم!
ومن اراد أن يمجد أحدا من افراد المجتمع الذين لهم مكانة فليقدم للمجتمع السيرة الذاتية لهذا الانسان، وقصة كفاحه، وخدمته، وتضحياته لوطنه، وعزته وكرامته، وهنا لا يكون تمجيده باسم لمدارس ولا شوارع تخلد اسمه، بل ما يخلد ذكره اعماله، لانه يبقى في كتب التاريخ لهذا الوطن.
ويمكن تدريس بعض سيرته للمتعلمين في المدارس ليقتدوا بنبله، وقيمه، وجهاده، فتخليد الاسم مجرد عبودية، وتعظيم لذات الانسان وليس لعمله.
كنت اتحدث مع أحد ابناء المرحوم أحمد الربعي بعد وفاة والده، وتطرقنا للفوضى، والاستعباد المقترن بتمجيد اسماء الاشخاص وليس اعمالهم، فقال كلمة تشبه كلام وافكار والده، رحمه الله، قال: اذا دخلت منطقة من المناطق تحس ان ودك تقول السلام عليكم، وكأنك داخل ديوانية، وليس منطقة سكنية، من كثرة اسماء الاشخاص على الشوارع.
فقلت له ينقص فقط يسمون اسماء العاملين عندهم في منازلهم على الشوارع، عشان تكمل الديوانية وخدمها، وكأن الكويت قد بيعت و"بوعت" على لغة لمن هم مقربون من الحكومة. وتحضرني طرفة عراقية في هذا المجال، وهي ان جارا رأى جاره يحمل تلفزيون منزله، ويهم للذهاب به الى مصلح التلفزيونات، فقال الجار" وين مودي هالتلفزيون هذا؟
قال موديه للمصلح.
فقال الجار: يابا لا تخسر فلوسك، ولا توديه للمصلح، فأنا اصلحه لك مجانا.
فقال الجار: جزاك الله خيرا، خويا ما قصرت.
فقال: ارجع لي بعد نص ساعة اكون سويته لك.
فلما رجع اليه وجد أن جاره قد لصق عليه صورة صدام حسين.
فقال الجار صاحب التلفزيون: ماهذا يا جار؟
فقال الجار مو هذا هو الواقع؟ هو التلفزيون شكو بيه غير الرئيس طول اليوم؟
إنها العبودية الخفية.
لاعت جبدنا من بعض الاسماء في مناطقنا، فاصبحنا نستحي نقول للناس ان مدخل بيتنا يبدأ من شارع كذا وكذا، وحتى مدارس الابناء التي خلدت الاشخاص تجعلنا نقول: هذه مدرسة فلان، واحنا وعيالنا شكو؟
وهكذا بعض اسماء المناطق ايضا، "قالوا نعبد اصناما فنظل لها عاكفين".

كاتب كويتي

[email protected]
آخر الأخبار