

"غيوم على الشيخ جراح"…رواية العودة لأرض فلسطين
الصبر والثبات والمقاومة والعودة إلى الوطن من الاغتراب والمقاومة عناوين رئيسية لرواية "غيوم على الشيخ جراح" للروائي والناقد الأردني محمد القواسمة، والتي تضم 178 صفحة من القطع المتوسط.
الرواية - التي أهداها الكاتب "إلى الذين أحبوا القدس بدمائهم الزكية ودافعوا عنها بصدورهم المؤمنة وحجارتهم المقدسة"- تمتاز بلغة راقية جاذبة لدرجة يصعب تركها بعد قراءة صفحتها الأولى، فكاتبها ينقلك من موقف إلى آخر ومن شخصية لأخرى مثيرا حالة من التضامن والتعاطف مع سكان الشيخ جراح وما يلاقونه من استفزازات واعتداءات شبه يومية على بيوتهم وسياراتهم وممتلكاتهم، فـ"المستوطنون يدمرون ونحن نعيد البناء"، وفق ما جاء في الرواية.
والمتصفح للعمل الروائي يكتشف عالما من الرموز والحكايات، فشخصية البطل "صادق" لم تأتِ من فراغ، بل تحمل إشارة تاريخية إلى مليك صادق أو ملكيصادق العربي الكنعاني الذي حكم القدس التي كان اسمها يبوس في القرن الـ19 قبل الميلاد.
وإضافة إلى جماليات السرد وسلاسة اللغة المباشرة تثير الرواية أسئلة في سياق التخييل وترجمته على الواقع المعيش في الشيخ جراح، فالقواسمة يقدم خيالا خصبا وجريئا عماده الإثارة والتشويق في ترجمة ما جرى ويجري هناك وكأنه وسط الأسر في مقارعتها مستعمري المحتل وجنوده.