فاجعة جديدة

طلال السعيد

ها هي فاجعة جديدة تهز الكويت كلها، وتدمي قلوب كل كويتي، ما عدا مسؤولي الداخلية الذين يكتفون بتسجيلها حادث قتل بالخطأ، من ضمن حوادث المرور اليومية!
سيدة فاضلة خرجت مع زوجها لممارسة هواية المشي، فينطلق عليها مستهتر لتلاقي حتفها وتسقط جثة هامدة، ولا يزال وكيل المرور وصحبه الكرام يتمتعون بالكراسي الدوارة، معززين مكرمين، وكأن الامر لا يعنيهم، فليس هناك من يحاسبهم، أو يحملهم المسؤولية، فهم فوق المساءلة، وليسوا مسؤولون عن الذي يحصل في الشارع، رغم الفلتان، والاستهتار والرعونة التي يمارسها مستخدمو الطريق، المهم عندهم هو القاء القبض على المتسبب، وتحويل القضية الى المحكمة، اما الوقاية من الحوادث، وفرض هيبة الدولة فليسوا مسؤولين ولا محاسبين عنه!
ثلاث فاجعات واحدة أكبر من الثانية خلال خمسة ايام فقط، والاخيرة على ممر مشاة، وكلها نتيجة الاستهتار والرعونة، وهذا يعني عدم الخوف، لان ليس هناك هيبة للدولة، وليس هناك فرض للقانون، والوضع باق كما هو، مع شديد الأسف، والقاعدة تقول اذا صلح الرأس صلح باقي الجسم، فاين الصلاح وفي كل يوم حادث جديد، ويعتبر قضاء وقدرا، وما هو الا استهتار ورعونة على مرأى ومسمع من مسؤولي المرور؟
يا حكومة إن كنت بالفعل رشيدة، كما يسمونك، فلا بد من التدخل السريع ونسف الادارة العامة للمرور، رأسا على عقب، وتبديل مسؤوليها بخير منهم، قبل أن يدخل المستهترون علينا بيوتنا، ويقتلوننا داخل اسوارها، فلا بد من الردع وفرض هيبة الدولة بقوة القانون، فقد فلت زمام كل شيء، والمشكلة أن الداخلية لم تضح حتى بمسؤول واحد، والله المستعان... زين.