كتب - فالح العنزي:مرت خمسة أعوام على عرض مسلسل "باب الريح" بطولة الفنانة البحرينية فاطمة عبدالرحيم، ومع هذا شهدت الأيام الماضية انتشارا كبيرا لأحد مشاهد العمل يجمعها بالفنان علي كاكولي، الغريب أن الحوار الذي تضمنه المشهد كان عبارة عن جملة قصيرة لم تتجاوز خمس كلمات سرعان ما تحولت إلى مقاطع مركبة ومشاهد تقليد وأخيرا أغنية.تقول الفنانة عبدالرحيم في تصريح إلى "السياسة": قبل أن أبدأ حديثي أدعو الله أن يرحم الفنانة انتصار الشراح، وأن يتغمد روحها الجنة، بوفاتها فعلا فقدت الحركة الفنية واحدة من أجمل ممثلات جيلها، طيبة وخفيفة دم وصادقة، ممثلة رسمت الابتسامة لسنوات طويلة وحققت نجاحات كبيرة، بحكم معرفتي كانت "أم سالم" فنانة مسالمة متسامحة متواصلة مع الكل، لكن قدرنا أن نفقد أحبابنا وهذه مشيئة الله.وعادت الفنانة فاطمة إلى مسلسل "باب الريح" قائلة: فاجأني الانتشار الكبير للمشهد، خصوصا أن الحوار كان بسيطا ومتواضعا، "أنا رقاصة، أرقص، شبك بك"، هذي كانت الجملة الحوارية التي تضمنها المشهد على لسان "مريمي"، الشخصية التي أجسدها في المسلسل وانتشرت كالنار في الهشيم، لا أعرف لماذا هذا المشهد دون غيره، ولماذا تحول من مشهد عادي جدا إلى "ترند عربي"، حيث انتشرت مئات المقاطع المركبة قام بتسجيلها أفراد عاديين، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تطور إلى أن البعض قام بتسجيل أغنية حملت نفس الكلمات.وأضافت: مسلسل "باب الريح" من أهم الأعمال التي شاركت فيها قبل سنوات، من تأليف الكاتب الإماراتي محمد أحمد حسن والمخرج البحريني علي العلي، وشارك في بطولته مجموعة من الفنانين منهم سعد الفرج، زهرة عرفات، علي كاكولي، حمد العماني وغيرهم.تدور أحداثه حول قضية العنف الاجتماعي، التي أصبحت منتشرة في الآونة الأخيرة، كما يتناول قصة ساعي بريد، في زمن لم يعد فيه أحد يكتب الرسائل، ولم يعد للبريد أي مكانة، ويحمل ساعي البريد مشاعر الحب لأسرته، خصوصا ابنته الضريرة.وعادت عبدالرحيم بذاكرتها إلى شخصية "مريمي" وقالت: عندما جسدت هذه الشخصية والتي سبق أن قدمتها في فيلم "مريمي" العام 2009، ونلت من خلاله عدة جوائز، واجهتني الكثير من الانتقادات حول طبيعة الشخصية "راقصة"، علما أنها شخصية كانت موجودة في المجتمع الخليجي لكن طبيعة المجتمع لم يتقبل هذا النوع من الشخصيات واعتبرت جريئة لكني قدمتها وتحملت عواقبها، علما اننا قدمناها بشكل يتواءم مع الشاشة الخليجية.وأشارت الفنانة فاطمة، إلى أنها كممثلة تسعى دوما نحو اختيار نماذج نسائية يكون لها وقعها في الدراما الخليجية ولطالما تشبعت من تجسيد عشرات الشخصيات، التي كشفت عن قدراتها، لكن دائما هذه النوعية من الأدوار أشبه ما تكون بالمغامرة محفوفة المخاطر وتحتاج قلبا قويا وقناعة داخلية من الممثل، على حد تعبيرها.وأضافت: في مسلسل "أي دمعة حزن لا"، كان يفترض تجسيد مشهد إعدام، وكدت أفقد حياتي بعدما انزلقت قدمي والحبل لف على رقبتي، في مسلسل "امرأة وأخرى" لم أتردد لحظة في أداء حقيقي داخل ثلاجة الموتى، وكان يفترض بأن تكون الثلاجة مجرد ديكور، لكن فاجأني مخرج المسلسل محمد القفاص بالتصوير في المشرحة الحقيقية وأن يتم وضعي في ثلاجة الموتى، لك أن تتخيل بأن يتم وضعك في ثلاجة لا تتجاوز مترين احتضنت قبلك بشرا فارقوا الحياة، قشعريرة وشعور صعب وخوف وارتجاف واصبت بحالة إغماء حقيقية، جميع ذلك لم يدفع المخرج لإلغاء المشهد بل استعان بممرضة تعالجني وأصر على تنفيذ المشهد رغم تدخل المنتج باسم عبدالأمير، والحمد لله كان من أقوى المشاهد في الدراما الخليجية، لولا معرفة المخرج بقدراتي وقوتي ورغبتي في أن تكون المشاهد على مستوى واقعي لم يكن ليصر على موقفه، لانه مخرج حقيقي يعي ما يقدم. عن جديدها علقت فاطمة: جائحة "كورونا" للأسف كان لها وقعها السلبي، ومن دون مبالغة تسببت في تأجيل تصوير غالبية الأعمال، ناهيك عن قلة الانتاج في الدراما البحرينية، حاليا يوجد في حوزتي مجموعة من النصوص التلفزيونية أتمنى أن ترى النور خلال الفترة المقبلة.واختتمت عبدالرحيم: الحمد لله ربما تعتبر مملكة البحرين من الدول التي أشادت منظمة الصحة العالمية بتعاملها مع جائحة "كورونا"، فمنذ أن تفشت في العالم واجهنا الفيروس بالاعتماد على الوعي المجتمعي والالتزام بالتدابير الصحية، وحاليا يسير العمل وفق تطبيق واعي أكده تراجع الحالات والاصابات بشكل كبير جدا.

فاطمة مع علي الغرير والمخرج يوسف الكوهجي في مسلسل "ابن الحداد"