الأحد 22 سبتمبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
فاطمة المجريطية أسهمت في صناعة التاريخ
play icon
الأخيرة   /   كل الآراء

فاطمة المجريطية أسهمت في صناعة التاريخ

Time
الأربعاء 04 أكتوبر 2023
View
145
محمد الفوزان

قصص إسلامية

لقد حفلت ذاكرة التاريخ الإسلامي بنماذج من النساء، قلَّ أن يجود الزمان بمثلهنَّ، منهن فاطمة المجريطية، الأندلسية التي تركت بصمتها في التاريخ.
هي عالمة فلكية أندلسية، ساهمت بإنجازات كبيرة في علم الفلك، حتى كانت من أبرز علماء عصرها بلا منازع.
وقد تركت أثرها الكبير على علم الفلك بعد وفاتها بقرون عدة.
لُقِّبت بـالمجريطيَّة نسبةً إلى والدها (أبو القاسم مسلمة بن أحمد المجريطي)؛ لأنَّ أصله كان من مدينة مجريط (مدريد حاليا) التي وُلِد بها، فنُسب إليها، وهو عالم في الرياضيات والكيمياء والفلك، والذي ارتحل إلى قرطبة لتلقِّي العلم، وعُرِف بإمام الرياضيِّين في الأندلس.
ـ وكانت قرطبة في تلك الفترة من أعظم مدن الدنيا على الإطلاق، يفد إليها طلاب العلم من كل حدب وصوب للنهل من معين علمائها، والتزود من حضارتها وثقافتها، التي بلغت شهرتها الآفاق.
بدأت فاطمة رحلتها العلمية عندما وجد أبوها ذكاءها، واهتمامها بالعلوم الفلكية، واهتمامها بالرياضيات، فدربها وعلمها، حتى وجد أنها تصلح لتكون شريكة في البحث العلمي، فعملت مع والدها على التحقيقات الفلكية والرياضية، وحررا سوياً، وصححا "الجداول الفلكية للخوارزمي"، التي ما تزال موجودة إلى اليوم في مدريد، وعملا على مشروع مشترك آخر، وهو كتاب يدرس عمل الاسطرلابات.
ثم انفردت فاطمة بالبحث العلمي، وكتبت كتباً عدة سميت "تصحيحات فاطمة"، كما عملت أيضاً على وضع جداول لمواقع النجوم والكواكب، وحسابات تدرس موقع الشمس والقمر والكواكب الأخرى.
تعرف فاطمة في العالم الغربي أنها أول عالمة فلك في الأندلس، لذا قال عنها المستعرب الإسباني مانويلا مارين المتخصِّص في تاريخ الأندلس وأعلامه: "إنَّها إحدى ألمع النساء الأندلسيَّات اللاتي أسهمن في صناعة التاريخ".
إمام وخطيب

محمد الفوزان

[email protected]

آخر الأخبار