كتب - فالح العنزي:المتابع للأعمال التلفزيونية التي أنتجت في السنوات الأخيرة يجدها قد صورت في مملكة البحرين، حيث ثراء مواقع التصوير القديمة والحديثة، لكن البعض يعتبر البحرين "عين عذاري" تسقي البعيد وتترك القريب، إذ يلاحظ تراجع انتاج الدراما البحرينية وهي أزمة ليست وليدة اللحظة بل تراكمية منذ سنوات..تقول نجمة الدراما الخليجية الفنانة فاطمة عبدالرحيم: "الحديث عن هذا الجانب ليس وليد الصدفة، لطالما كانت مشكلة الفنان البحريني غياب رأس المال، الذي يعتبر العصب الرئيس لأي عمل فني ومسرحي، لذا كان الكثير من الممثلين البحرينيين يجدون فرصهم خارج اطار المحلية في أعمال خليجية مختلفة.وأضافت: في المقابل عندما يكون هناك عمل فني محلي، حتى لو كان يتيما تجده عمل احترافي تتوافر فيه كافة عناصر العمل الجيد من نص مكتوب بصورة جيدة إلى جانب فريق عمل يجتهد باخلاص ومخرج يتحمل مسؤولية التعريف عن نفسه من خلال المسلسل وأقصد هنا التعريف كهوية جديدة تتناسب مع كل مهمة فنية.وأوضحت عبدالرحيم، التي شاركت في رمضان الفائت بمسلسل "عين الذيب" مع الفنان داود حسين: "القصص والأفكار الجديدة موجودة، ولا أعتقد يوجد منتج خليجي يواجه أزمة نص بل العكس الكتاب سواء القدامى منهم أو حتى الجدد لديهم ما يقدمونه، والمتابع للدراما الخليجية في رمضان 2021 أو حتى رمضان 2022 يجد التنويع في طبيعة المادة الدرامية المعروضة وتباين كبير، كما تابعنا أفكارا تطرح للمرة الأولى خليجيا، وهذا يحسب للجهات المنتجة، التي تمكنت من الولوج إلى مساحات غير مطروقة من قبل، كذلك لو قمنا بجولة من خلال المنصات الرقمية، التي بدأت تستحوذ على الأعمال الخليجية محدودة الحلقات، نجد غالبيتها تحمل سقفا من الجرأة في الفكرة المطروحة وهذا أيضا باب جديد يعزز عدم وجود أي أزمة نص، انما المنتج وهذا حق مشروع له يحاول تفادي عدم التوزيع أو الأزمات الاقتصادية المفاجئة مثل جائحة "كورونا" وغيرها. وكشفت الممثلة البحرينية، عن تلقيها أكثر من عرض تلفزيوني خليجي لعملين من المتوقع أن يكون أحدهما لرمضان المقبل، وقالت: لم أشترط على المنتج بأن العمل على قائمة العرض في رمضان، هذا ليس من اختصاص الممثل بل هي ظروف وتوافيق وحسبة تخص الجهة المنتجة، المسؤولية الملقاة على عاتقي هل العمل سيقدمني بصورة مختلفة عن آخر أعمالي أم لأ، هل ستكون هناك إضافة وقيمة فنية ومادية أم لأ؟، مثلما بحث المنتج عن اسمي لاعتقاده بأنني سأكون واحدة من "الأسامي الصح في المكان الصح"، من حقي أن أضع قدمي الصح في الموقع الصح.ونفت عبدالرحيم، غيابها عن الحضور الإعلامي أو التواجد الفني، مشيرة إلى أنها كانت من ضمن 40 فنانا بحرينيا شاركوا في العمل الفني الموسيقي الغنائي "كلنا البحرين"، وقبل أسبوع تقريبا كانت في حلقة خاصة من برنامج "عالوعد" الذي تقدمه المغنية السعودية وعد، وتابعت: انتم في جريدة "السياسة" العريقة، ترحبون بي على صفحات الإعلام الكويتي المقروء، هذا أبلغ رد على من يعتقد بأنني غائبة، ناهيك عن تفاعلي المستمر من خلال حساباتي الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر واحدة من أنشط مشاهير "الميديا" محليا وخليجيا.ورفضت عبدالرحيم، تأطير اختياراتها في اتجاه واحد، خصوصا بعدما قدمت كافة الشخصيات وقالت: لم أفعلها في بدايتي حتى أفعلها بعدما أصبحت ممثلة محترفة، اختياراتي لا يحدها سقف معين بل الجميع يعرف عشقي للتحدي وخوض التجارب والصعوبات، لقد سبق أن ظهرت صلعاء ومشوهة وراقصة وأم ومنكسرة وسيدة أعمال ونموذج للمرأة التي لا تحمل أي مشاعر للرحمة، الاختيار يحدده النص المكتوب وعليّ أنا قراءة الشخصية وأبعادها وماذا يريد أن يخرج به المؤلف من وجود هذا النموذج النسائي، وهنا يبدأ دوري كممثلة في قراءة تفاصيل الشخصية حتى أرسم طبيعة "الكراكتر" وما يحتاجه الظهور التمثيلي، بكل اختصار اختياراتي الدرامية لا تفرض علي بل "أقدح من راسي".

فاطمة وفريق مسلسل "حكاية ابن الحداد"