الاثنين 07 أكتوبر 2024
30°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

فاطيمة الشيتي ترسم الأمثال لوحات ... لتسعد الناس

Time
الأربعاء 05 سبتمبر 2018
View
5
السياسة
القاهرة – سارة سليمان:

تتميز بثقافتها واختلافها عن غيرها من الفنانين التشكيليين، فبحثها الدائم عن كل جديد هدفها،وعنوانها البارز في جميع لوحاتها الفنية، التي تظهر دائما مجتمعًا أنيقا غير منافق، لا يوجد به قيود زائفة. في أغلب أعمالها تسلط الضوء على المرأة لإيمانها الشديد بأنها أساس المجتمع، وحبها للتميز والاختلاف جعلها تتخذ الأمثال الشعبية المصرية منصة لها في معرضها الأخير، حيث عبرت في كل لوحة عن مثل شعبي، و من أبرز الأمثال التي ترجمتها، " كل حاجة بالخناق إلا الجواز بالاتفاق "،"اللي ترافقه وافقه "، "على قد لحافك مد رجليك "، " كل واحد ينام على الجنب اللي يريحه»، "زيادة الخير خيرين».
حول معرضها الأخير وعالمها الخاص وأهم القضايا التي تتناولها في لوحاتها، كان لـ "السياسة"هذا الحوار مع الفنانة التشكيلية فاطمة الشيتي.
  لماذا اخترت دراسة الفن التشكيلي في فترة العشرينات؟
  عندما سافرت مع زوجي إلى مدينة "هاملتون " في كندا، التحقت بجامعة Memes the university وبعدما درست الفن بجميع أشكاله، شعرت بأن الفن التشكيلي الأوروبي هو الأقرب إلى نفسي، خصوصا في فترة العشرينات والثلاثينات، فهو يتسم بذوق أنيق، ورفيع المستوى، وكانت الأعمال الغربية وقتها متأثرة بشكل كبير بالفن المصري الفرعوني، لذلك اتجهت لدراسته بشكل مفصل. وبعد تخرجي في الجامعة عملت بكلية للفن التشكيلي في الإدارة خلال النهار، وبعد نهاية العمل أكرس وقتي لدراسة جميع أنواع الفنون التشكيلية واكتشاف تفاصيل وأسرار جديدة عنه.
  إلى أي مدى استفدت من دراستك بالخارج ؟
 سنوات دراستي بالكامل كانت بكندا، واستفدت هناك بالكثير من الأشياء، والمهارات التي جعلتني مميزة قادرة على الإبداع في لوحاتي الفنية.
 من أكثر الفنانين الذين تأثرت بهم؟
 بسبب دراستي وقضاء فترة طويلة بالخارج، اقتصر تأثري بعدد من الفنانين الأجانب منهم، Gustav klimt و hundertwasser
 متى بدأت رحلة احترافك ؟
 مكثت في كندا لمدة 11 عاما، ثم ذهبت إلى الكويت وظللت بها لمدة أربع سنوات، وعندما عدت إلى مصر في العام 1990، شاركت إحدى قريباتي في افتتاح غاليري، حمل اسم "حرفيات»كانت جميع محتوياته أثاثا صناعة مصرية، أيضا كانت هناك ورشة صغيرة لعرض موديلات الأثاث البامبو، ورسمت جميع اللوحات المعروضة في الغاليري، حتى تم غلقه وقت ثورة 25 يناير 2011، ورغم ذلك مازال الجميع يشيد بمقتنياته.

جوهر الحياة
 لماذا تعتبر المرأة عنصرا أساسيا في أعمالك ؟
 منذ بداية الطبيعة وظهور الإنسان الأول والكهوف، مرورا بالفراعنة حتى وقتنا الحالي، والمرأة عامل مهم جدا في الفن، بجانب أنها مرآة تعكس المجتمع الذي نعيش به، من هذا المنطلق تعاملت معها، خصوصا أنها تمثل جوهر الحياة.
 لكن أغلب النساء تبدو عليهن السمنة ؟
 بالفعل نساء لوحاتي يتميزن بالسمنة، إلا إنهن يتسمن بالأناقة والجمال، فالمتأمل لهذه اللوحات لابد أن يكتشف جمال المرأة حيث أتعمد اظهارها بالصورة التي كانت عليها في الزمن الجميل والتي نراها في أفلام الأبيض والأسود، وهي فترة مهمة أثرت كثيرا على أعمالي، لأنها في ذلك الوقت تميزت بقوتها، وأنوثتها الطبيعية غير المبتذلة، لذلك اوقفت الزمن في لوحاتي عند فترة الأربعينات والخمسينات، وقت الجمال والاحترام، حيث كانت مصر منفتحة على ثقافات مختلفة، باختلاف اليوم.
 أين الرجل في أعمالك؟
 دور الرجل مهم وموجود بالفعل في أغلب لوحاتي، لكني أرى أن دوره تكميلي لدور المرأة.
 ما أهم القضايا التي تسخرين لها ريشتك وألوانك؟
 أبرز من خلال لوحاتي صوراً للمجتمع الراقي المرح، الذي لا يوجد فيه اي ابتذال لكنه جريء، اصوره من دون قيود مفتعلة أو ستائر من النفاق، وهو عكس المجتمع المنغلق في وقتنا الحالي.
 هل تعشقين كسر التابوهات والتمرد عليها؟
 لا أقصد كسر التابوهات أو التمرد عليها، فأنا لا أفضله، لكن بحكم نشأتي وعائلتي، فضلا عن دراستي خارج مصر، أصبحت غير تقليدية مختلفة في أعمالي عما يقدم في مصر، فأنا أحب الجرأة وكل جديد.
 ما أهم محطة في حياتك الفنية؟
 معرض هذا العام من أهم المحطات في حياتي، حيث اتخذ عنوان "ابحث عن المرأة"وكانت جميع لوحاته مسخرة لها، فهي بالنسبة لي محور كل شيء في المجتمع.
 كيف جاءتك فكرة الاستعانة بالأمثال الشعبية لتكون بطل معرضك الأخير؟
 المعرض كان يحمل شقين أولهما، مزج الحضارة المصرية بالأوربية والتي هي بالأساس متأثرة بحضارتنا، أما الشق الثاني وهو مصري للغاية، كان عن الأمثال الشعبية التي تعكس أصالة المصريين وتفكيرهم، فحاولت أن أجسد ذلك عن طريق الألوان والرسم.
 هل يوجد مثل شعبي تتخذينه شعارًا في حياتك؟
  نعم هناك مثل أؤمن به كثيرًا وهو، "العبد للتفكير والرب للتدبير».
 ماذا عن معرضك متعة مزدوجة؟
 حمل المعرض هذا الاسم، لأنه كان يحتوي مجموعتين مختلفتين، واحدة عن المجموعة الشتوية، أظهرت من خلالها صورة المرأة الأنيقة الممشوقة القوام، والثانية الصيفية، التي قدمت فيها المرأة بصورتها المرحة وقوامها الممتلئ، لكنها في نفس الوقت أنيقة ومدللة.
 ما نوعية المواد والألوان التي تفضلين استخدامها ؟
 اللوحات التي أرسمها هي التي تفرض المواد والألوان التي أعمل بها، فاذا كانت لوحات في العرض الشتوي أركز على ورق الذهب كثيرا، في حين انتقى في اللوحات الصيفية ألوانا مبهجة مثل الأحمر، الأصفر، والأزرق بدرجات السماء والبحر.
 ما المعارض التي شاركت فيها طوال حياتك الفنية؟
  عندما عدت لمصر ظللت لفترة طويلة أمارس الرسم على الخشب والأثاث، بعد ذلك أقمت عددا من المعارض سواء بشكل فردي أو جماعي، بجانب المعارض الأخرى التي شاركت فيها ضمن الكلية التي كنت أعمل بها بكندا، علاوة على معرضين في مونتريال، وواحد في دبي.
 هل لديك طقوس محددة تساعدك على الإبداع؟
 دائما أفضل الاستماع لموسيقى الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، ومجموعة من مطربي الزمن الجميل مثل، فريد الأطرش، ونجاة، فضلا عن متابعتي للأفلام القديمة"الأبيض والأسود"صوتا فقط من دون صورة، فكل هذه الأفلام شاهدتها جميعها واحفظها جيدًا.
 ما الذي يميزك؟
 أضع لنفسي مسارا فنيا محددا ومختلفا، اعتمد فيه على الإلهام. ولكوني أرغب في أن اصبح رائدة، أبحث دائما عن كل جديد، ومن أهم ما يميزني، اسلوبي في المزج بين الحضارات لأن ذلك يمنحني مساحة كبيرة للإبداع، والفضل في ذلك يرجع لدراستي المتنوعة لجميع أنواع الفنون، ولا أستطيع أن أنكر أن البيئة عامل مهم يميزني، بجانب ثقافتي والمامي بالكثير من المعلومات العامة والعقلية المنفتحة، كذلك اركز في عملي وطريقي من دون النظر لأحد أو عقد مقارنات بيني وبينهم.
 هل من السهل لمن درست الفن في دول أجنبية أن يكون لها جمهور عربي له أفكاره وعاداته المختلفة؟
 قد يستغرب الكثير عندما يشاهد الإقبال الكبير على لوحاتي، ولا يقتصر الأمر على الجمهور العادي،بل هناك مؤسسات تقتني أعمالي مثل حديقة الأزهر وبعض المستشفيات الشهيرة، بجانب بعض المكاتب، العيادات، والفنادق، وبالتالي لم تحل دراستي في الخارج بيني وبين الجمهور المصري والعربي، بل أعطتني ميزة زادت من إقبالهم على أعمالي.
 ما رسالتك في الفن؟
  أنا أرسم من أجل سعادة الناس، فكل لوحة تحمل لهم ذكريات سعيدة مع أسرتهم أو فيلم جميل شاهدوه من قبل، ودائما أشاهد زوار معارضي في بهجة وسرور، الأمر الذي يبعث الفرحة بداخلي، لذلك سوف استمر ما دمت قادرة على رسم الفرحة على وجوه الناس.
 كيف ترين الساحة الفنية في مصر؟
 الساحة الفنية في مصر والبلاد العربية أصبحت صحية تماما، خصوصا مع تواجد عدد كبير من المستثمرين العرب والأجانب المهتمين للفن، وهو عكس ما كنا نراه من إهمال للفن في الوقت الماضي.
 ما الذي يشغلك حاليا ؟
 أحرص دائما في كل صيف على زيارة مدينة مونتريال في كندا، لحضور دروس رسم جديدة، فأنا أفضل التجديد في عملي وتعلم أساسيات جديدة في الفن التشكيلي، بجانب حرصي الدائم على وضع تكنيكات مختلفة في الرسم واستخدام مواد مميزة وجريئة، فدراستي في كندا كل صيف تساعدني على جلب مواد غير موجودة بمصر لكي استخدمها في لوحاتي.



آخر الأخبار