الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
31°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

"فانتين تحتضر" يقترب من الجائزة الكبرى في"أيام المسرح 14"

Time
السبت 11 مارس 2023
View
5
السياسة
كتب - فالح العنزي:

الأكثر اتزانا من ناحية الفكرة والإخراج والأداء التمثيلي، هذا باختصار ما ينطبق على العرض المسرحي "فانتين تحتضر" لفرقة المسرح الشعبي والذي نال اعجاب غالبية جمهور مهرجان "أيام المسرح للشباب" في دورته الرابعة عشرة، ومن المتوقع أن يتوج هذا الاعجاب ببعض جوائز المهرجان، حيث يعتبر في عرف النقاد والمسرحيين بأن الإشادة تعني الطريق نحو حصد الجوائز.
"فانتين تحتضر" من فكرة وإخراج داود أشكناني، الذي حرص على اختبار نفسه أكاديميا بتقديم عرض مسرحي ارتكز على عملين مهمين هما مسرحية "البؤساء" للكاتب فيكتور هوغو ومسرحية "فاوستس" للكاتب يوهان جوته، قرأهما بشكل جيد، عاش من خلالهما بشكل عميق، ثم قدم نصه بالشكل الذي يراه مناسبا كمؤلف وكمخرج، ويمكن القول بأن أشكناني كسب الرهان في ثالث عروض المهرجان، وأجاد التعامل بحنكة مع طبيعة الحالة الدرامية فوق الخشبة، واستطاع توظيف أدواته الإخراجية في التعاطي إنسانيا مع معاناة "فانتين"، كما كان تركيزه واضحا على أداء الممثلين واجادتهم المهام الملقاة على عاتقهم، حتى في حال تراجع الايقاع في بعض المشاهد فهم ليسوا المسؤولين انما طبيعة والنص والحوار، وهذا لا يعيب المؤلف بل كان له ضرورة دراميا في الحدث نفسه.
وفي ما يتعلق بحسن توظيف المخرج للسينوغرافيا نستطيع الإشادة بتمكنه من استغلال كافة القطع الخشبية وتحريكها بشكل جيد ومقنن ساعده في ذلك مهندس الإضاءة فهد أحمد، الذي كان من المساهمين في خلق حالة الفرجة والابهار البصري.
وبالعودة إلى البروشور، الذي تعنون باسم اشكناني مؤلفا، هو في الحقيقة ككاتب استقطب شخصيات شهيرة من أعمال مسرحية أخرى ثم قدمها في توليفة مختلفة كليا وفكريا، فهل من حقه ان ينسب التأليف لنفسه أم يكتفي بإعداد النص؟، لأن لجنة التحكيم بقيادة د.خالد عبداللطيف رمضان، يتوقع بأنها لن تسمح بذلك.
يذكر أن "فانتين" بطلة المسرحية أو الشخصية الرئيسية، التي اختارها المؤلف من "البؤساء" هي إمرأة لديها طفلة تدعى "كورنت" كانت انجبتها من صديقها الذي فر هاربا قبل أن يتزوجها، فكانت هذه الطفلة عقابا على فعلتها، حيث ولدت صماء بكماء وكفيفة، وكأن القدر يحذر البشر من القيام بأفعال خطأ، لأن الثمن سيكون باهظا والفاتورة هناك من سيدفعها طال الزمن أو قصر، تسعة أعوام والأم "فانتين" تحاول دون جدوى اعالة طفلتها وتوفير أبسط الاحتياجات لها، لذا تقرر الأم البحث عن عمل لكن غالبية أرباب العمل يرفضون توظيفها لايمانهم بأنها لن تعمل جيدا وستكون مشغولة بتربية طفلتها وازاء ذلك لا تجد أمامها الا أن تمتهن الخياطة، وعرضت طفلتها للتبني عند أسرة مكونة من رجل وزوجته يقومان لاحقا بتعذيب الطفلة من دون أن تكتشف الأم ذلك، والطفلة لا حول لها ولا قوة.
المفارقة أنه كلما حاول الزوجان ايذاء الطفلة لا يتمكنان من ذلك بل انها تسترجع احدى حواسها المحرومة منها، وما ان تستكمل الطفلة وتسترجع كافة حواسها تموت والدتها وهو الموت المرتقب، حيث انها طوال الاحداث كانت في حالة احتضار مستمر وجاءت ساعة الحسم باكتمال بشرية ابنتها.
على صعيد الأداء التمثيلي يمكن القول بأن الشابة إدما الأسمر قامت بتجسيد شخصية "فانتين" على أكمل وجه وكانت مثالا حيا للتنويع والتجديد في "الكراكتر" بخروجها من حالة الى أخرى، أيضا الممثل الشاب عبدالله البلوشي تميز في تجسيد دور الشيطان.



المسرحية تزحف نحو الجوائز


مشهد من المسرحية

آخر الأخبار