فتاة كندا

طلال السعيد

وصلت الفتاة الهاربة رهف الى كندا واستقبلتها وزيرة الخارجية الكندية بباقة ورد،ومنحت بسرعة فائقة حق اللجوء من الحكومة الكندية،ليس حبا برهف او بغير رهف انما كرها بالسعودية، وهاهي "فتاة كندا" تتحول، بحسن او بسوء نيّة لافرق،الى اداة تجلد فيها المملكة العربية السعودية وتكون موضوع اجهزة التواصل الاجتماعية والميديا العالمية،بعد ان استغلت بخبث لإثارة العالم على السعودية التي يهرب منها شعبها!!الى هنا انتهى دور رهف بعد ان استخدمت كورقة محرمة ثم ألقيت مع النفايات، وعليها الآن ان تواجه الحياة في كندا وليس في كنف والديها او بلدها، وبالتأكيد سوف تفشل فشلا ذريعا بمواجهة الحياة،ولن تكون سهلة بالنسبة لها العودة،ولن تستطيع العيش هناك، وعلى كل معجب او معجبة بها او من أعجب بالمغامرة ان يتابع تغريداتها بعد ان استقرت في كندا وماتنشره على صفحتها في "الفيس بوك" الان ليعلم ندمها وحالة الضياع التي تعيشها قبل ان تكمل شهرها الاول. وللعلم ليست الوحيدة، فهناك شاب اخر سار في نفس المسار وأنشأ قناة في"اليوتيوب" محاولا اثارة الفوضى بالسعودية أوبين أوساط المبتعثين هناك او في اميركا ـوفشل فشلا ذريعا وتوقف عنه الدعم لأنه - ببساطة - غير مؤثر،فكان كالمحرمة أيضا ألقيت بالأرض بعد استخدامها،فهو لايستطيع الان ان يكون مبتعثا كما كان بالسابق،ولا يستطيع ان يكون صاحب قناة بعد ان توقف الدعم، ولايستطيع العودة بعد ان أحرق مركب عودته.سوف يكون سعيدا اذا وجد فرصة عمل في مطعم في اوتاوا!! وفتاة كندا التي سلطوا عليها الاضواء الكاشفة وبهرتها الشهرة لن يكون وضعها أفضل بعد ان تنحسر عنها الاضواء وتفقد أهميتها عند السلطات الكندية،وبعد استقبال وزيرة الخارجية وباقة الورد الاولى والاخيرة سوف يسدل الستار ويتم البحث عن ضحية اخرى.
هناك دروس كثيرة وعبر يستفيد منها العاقل من شبابنا من قصة فتاة كندا،شريطة ان نتعامل معها بمهنية إعلامية لتحصين جيل كامل من الشباب قد يسهل التغرير به والضحك عليه،ويقع ضحية عمليات استخبارية تتم من خلال الشبكة العنكبوتية او النت،فيجد نفسه مشهورا فترة يفقد خلالها توازنه، ثم يتضح له انه اداة يجلد بها بلده،ويندم حين لاينفع الندم.والدور الاكبر الان على البيت والمدرسة والمسجد والإعلام الرسمي لتحصين النشء ضد الغزو الجديد المنظم،الذي قد نجد أنفسنا في يوم من الايام في نفس موقف فتاة كندا المغرر بها...زين.