* "شفاء الموجوع"لا أقدم نفسي فيه على أنني كاتب ساخر بل مسؤوليتي في نقد المجتمع * الكتابة بالعامية انحياز جمالي ولي ديوان فصيح بعنوان "فور العثور على قدمي"
جمال فتحي
حوار - جمال بخيت:أكد الشاعر والقاص المصري جمال فتحي أن مشروعه الإبداعي الأصيل ومساره الرئيسي هو الشعر الشعبي "العامي"، مبنا أنه أنتج خمسة دواوين بالعامية صدر منها : "في السنة أيام زيادة، عنيا بتشوف كويس، لابس مزيكا". وقال فتحي في حوار لـ"السياسة" إن ديوانه الخامس "ورد النيل" قيد النشر، مبينا أنه فاجأ الوسط الأدبي وفوجئ هو نفسه بمغامرة سردية انجذب إليها فأنتج مجموعته القصصية الأولى "كعب أخيل" التي صدرت مؤخرا عن الهيئة المصرية للكتاب، كما أن طرق مجال الكتابات الساخرة، وفيما يلي التفاصيل.•في البداية، حدثنا عن مغامرتك في الدخول لعالم القصة القصيرة من خلال مجموعتك "كعب أخيل"؟ـ نعم، بالفعل هي مغامرة وهذا أصدق وصف، لكنها ليست تلك المغامرة التي تجلب المخاطر وإنما مغامرة إبداعية استدعت الاكتشاف والدهشة والتجريب، فقد تعرفت على نفسي من خلالها كسارد للمرة الأولى، بعد أن كدت أعتقد أنني لن أكتب في حياتي سوى القصيدة.ما الذي دفعك للدخول لمعترك الكتابة وكيف كانت نتائجها في نظرك؟الكتابة عالم فسيح، وهي مملكة مترامية سواء كتابة الشعر أو القصة، أو أي لون من ألوان الأدب الأخرى، ومن حق صاحب القلم أن يدخل لفضاء تلك المملكة من أي باب شاء وقد وجدت لدي رغبة شديدة في كتابة القصة، وشعرت أن شيئا ما أريد أن أقوله خارج إطار القصيدة فتركت نفسي للسرد وفوجئت بخروج المتتالية التي عنونتها بـ "كعب أخيل" ولم أكن أتوقع أن أكتب كل ما كتبت فيها ويمكنني أن أقول بلا مبالغة أن الكتابة أهدتني تلك الهدية التي أعتبرها من عطايا الكتابة ومفاجآتها المدهشة.هجران الشعرهل يمكن أن يكون هذا الاتجاه بداية لهجران الشعر لصالح السرد؟الشعر هو الأصل وأنا مهما كتبت في أي اتجاه لا أرى نفسي إلا شاعرا وربما تشجعني التجربة على كتابة المزيد من القصص وربما اجتراح تجربة الرواية لكن يظل مشروعي الإبداعي الأصيل الذي يعبر عني، ويدل على هو الشعر وتحديدا في شعر العامية المصرية الذي أنجزت فيه مجموعة من الدواوين أظنها تحمل سمات تجربتي وملامح مشروعي.إذا هناك المزيد من الدواوين العامية في الطريق؟طبعا هناك ديوان "ورد النيل" وهو تجربة قاربت على الانتهاء منها وتحمل عبق ورائحة مصر وشوارعها وتراثها وناسها الطيبين، وأتمنى أن يضيف هذا الديوان لمشروعي شيئا يستحق الذكر.أدباء مصرأنت مشرف على صفحة أدباء مصر الأسبوعية بجريدة الجمهورية المصرية، لماذا "أدباء مصر" تحديدا؟ الأمر ببساطة أن لجريدة الجمهورية تاريخ عريق وممتد في دعم المبدعين والأدباء من أبناء الأقاليم الذين يبدعون خارج العاصمة بعيدا عن الأضواء وهم كثر، وكانت تقدم على مدار سنوات طويلة بدأت بعنوان" نادي أدباء الأقاليم" وقد بدأنا منذ فترة تطويرها واستكمال رسالتنا في دعم المواهب واكتشافها من أبناء المحافظات المختلفة، وطبعا هناك صفحات أخرى في الجريدة نفسها، تهتم بالمشهد الثقافي العام والعربي أيضا بل والعالمي. كيف ترى حال الصحافة الثقافية بشكل عام في الوطن العربي؟ مبدئيا، الصحافة بالأساس تمر بمرحلة حرجة لا سيما الصحافة الورقية التي تقاوم من أجل البقاء أمام طوفان العالم الافتراضي، وصحافة "الأون لاين" وعالم السوشيال ميديا ولا شك أن الصحافة الثقافية في القلب من هذه المحنة، ولا أحد يستطيع التنبؤ بشكل المستقبل في هذا الأمر لكن من خلال تجربتي العملية، فإن المادة الثقافية على تنوعها ما زالت مطلوبة من قبل القارئ، حيث يسعى للبحث عن المتعة في الأعمال الإبداعية المنشورة أو المقالات النقدية وربما الملفات الثقافية والفكرية أو الحوارات مع كتابه المفضلين عكس السياسة التي ملتها الشعوب والرياضة التي يتابعها عشاقها عبر الفضائيات واستديوهات التحليل.الكتابة الساخرةلك تجربة في الكتابة الساخرة وهي كتاب" شفاء الموجوع في أحوال دولة المخلوع" حدثنا عن ظروف كتابتها ودوافعها ولماذا لم تتكرر؟ هي مغامرة تشبه تماما مغامرة "كعب أخيل" ولكنها سابقة عليها حيث عكفت عليها عامين كاملين قبل ثورة يناير 2011 لكنها انتهت وطبعت بعد الثورة بشهور، والحقيقة أننى لم أكن أسعى إلى أن أقدم نفسي عبرها ككاتب ساخر بقدر ما شعرت بمسؤولية ما تدفعني إلى انتقاد أوضاع مجتمعي وتسجيل ملاحظاتي بشكل إبداعي.أليس غريبا أن تكون دارسا للغة العربية ومتخصصا فيها ثم تختار الكتابة بالعامية في معظم أشعارك؟! الكتابة بالعامية انحياز جمالي ليس له علاقة بكوني دارسا للفصحى أم لا ثم إننى أصدرت ديوانا فصيحا بعنوان " فور العثور على قدمي" وهو وإن كان ديوانا وحيدا في الكتابة بالفصحى لكنه يؤكد على أن القضية في النهاية اختيار جمالي ليس أكثر. ما أهم محطاتك الإبداعية الفارقة في نظرك؟كل كتاب محطة مهمة ولكن أعتقد أن ديواني "لابس مزيكا" هو الأهم في مشواري الشعري وهو محطة فارقة توقفت عندها كثيرا. ومن قصائده العامية بعنوان مكتوب كتاب يقول:"فكل طلعة شمس زرعت حبة أملوسبتها تكبروفكل ليلة زرعت عينوسبتها.. تسهروفـكل شارع زرعت خطوةوسبتها تمشىيوفـكل عين شفتها زرعت صورتي".