فتوى تموينية

طلال السعيد

لسنا بحاجة الى الفتاوى التي يتداولها الناس عن التموين وتحريم بيعه، فالحلال بيّن والحرام بيّن، حتى وان تعمد بعض الناس بيع التموين، او التنازل عنه كله، او بعضه، لشخص مستحق، فنحن لسنا في زمن عمر حين تصدر الفتوى يتوقف الجميع عندها، ويلتزمون بها.
نحن بأمس الحاجة الى فرض هيبة الدولة، وتشديد الرقابة على فروع التموين التي وصل اللعب فيها الى حد لا يطاق وكأن البلد سايبة... السرقة والسوق السوداء على أشدها، وليس هناك تفسير منطقي لهذه الكميات من التموين التي تهرب الى الخارج، او تباع في اسواق الحرامية في الجليب، وخيطان، والمهبولة وغيرها من المناطق المحتلة!
حتى توزيع دجاج التموين يتاجرون فيه، فيصرفون انتاج شركة على الاخرى مقابل رشوة والحجة نفدت الكمية!
بعض الجمعيات وظفت كويتيين مديرين لفروع التموين، لكنهم عاجزون تماما عن مجابهة الفساد المستشري، ولا تزال الكميات التي لا يستلمها اصحابها لسبب او آخر تصرف من دون علم اصحابها، وتباع في السوق السوداء، والبعض يقترح إلغاء التموين للخلاص من التلاعب، وهذا دليل عجز واضح عن السيطرة على توزيع التموين، ولا بد من حرمان المواطن من هذه النعمة التي لا يعرف اهميتها، ولا قيمتها الا من يعيش خارج الكويت.
ولو حصل وألغي التموين لاشتعلت اسعار المواد الغذائية بشكل يجعل الفقير المسكين يعجز عن شرائها، والحل في تكويت فروع التموين بشكل كامل، ثم تشديد الرقابة على الصرف، وتجفيف منابع الفساد، وإغلاق اسواق الحرامية التي وصل بها الاستهتار الى بيع السلع التموينية بشكل علني، ولا يفصح احدهم عن مصدره.
هذا الموضوع في غاية الاهمية فالاصوات التي تنادي بالغاء التموين ارتفعت لانها لا تشعر بحاجة المواطن الذي قد يطوف شهر، ويستلم تموينه في الشهر الثاني بسبب قلة ما في يده!
اضربوا بيد من حديد ولا تحرموا المواطن حقه...زين.

[email protected]