السبت 22 نوفمبر 2025
23°C
كتب - ناجح بلال:مما لاشك فيه أن الادمان على المخدرات يتنامى بين الافراد بالمجتمع، ومما لاشك فيه ايضا وجود جهود مختلفة من الاجهزة الحكومية وغيرها لمواجهة هذه الظاهرة والقضاء عليها، الا أنه من المؤكد كذلك ان هذه الجهود غير كافية مع تنامي اعداد المتعاطين وقضايا المخدرات في المحاكم وتفاقم الظاهرة.وأمام هذا الواقع ومن خلال المتابعة لجهود بعض الدول في مواجهة هذه الظاهرة، برزت سياسات واجراءات في دول شقيقة تستحق التوقف عندها ودراستها بشكل مكثف "من ضمن اجراءات وخطوات متعددة كان ابرزها قرار المملكة العربية السعودية اجراء الفحص الشامل على تعاطي المخدرات لكل موظفي الدولة في القطاعات العسكرية والمدنية الحكومية او الخاصة ولايستثني منه ايا كان مع اعطاء مهلة طويلة للراغبين في العلاج على ان يبدأ الفحص مطلع السنة الهجرية الجديدة (منتصف يوليو المقبل تقريبا)، فما هو المانع من تطبيق هذه الاجراءات في الكويت في اطار حربها الوطنية على المخدرات.وهذا الاجراء " من ضمن اجراءات عدة" تتمثل في اعطاء مهلة لمدمني المواد المخدرة للتخلص من ادمانهم ومن ثم اجراء فحوصات، وقامت "السياسة" برصد ردود الافعال حول إجراء هذه الفحوصات وأثرها الاجتماعي والتعليمي والاقتصادي من خلال سبر اراء العديد من الخبراء في هذه المجالات الذين تباينت اراؤهم بين مؤيد ومعارض بشدة واليكم التفاصيل:ردود فعل سلبيةبداية، رأى الخبير الأمني لواء الشرطة متقاعد حمد السريع أن فحص المواد المخدرة للعاملين في اجهزة الحكومة والقطاع الخاص على حد سواء قد يثير ردود أفعال سلبية منها أن يخسر المثبت تعاطيه عمله ويتحول الى تاجر مخدرات ناهيك عن الاثر الاجتماعي على أسرته.ومن هذا المنطلق فضل السريع احالة من تظهر عليه علامات الادمان للتاهيل الصحي وعلاجه دون انهاء خدماته. وتابع السريع أن الفحص لايجوز كذلك لطلبة المدارس والجامعات اذ يجري فقط في حال التعاون بين المدرسة والأسرة في حالة ظهور علامات إدمان على الطالب لافتا إلى أن العقوبات رادعة وتصل للإعدام ولكن يجب تطبيق القوانين وزيادة القدرة الاستيعابية لمستشفى التأهيل.تأييد لكن بعشوائيةمن جانبها، أيدت استشارية علاج الادمان بمركز نجاحات للاستشارات النفسية والاجتماعية غنيمة حبيب بتطبيق الفحص على العاملين في الدولة في الوزارات كافة ولكن بطريقة عشوائية خصوصا أن نوعية الفحص يجرى في معظم دول العالم المتقدمة مما يجعله اولوية في الكويت.وأوضحت أن التعاطي وصل الى تلاميذ المدارس المتوسطة والثانوية في السنوات الأخيرة.محاضرات توعويةوبدورها طالبت الخبيرة التعليمية هبة الصالح بضرورة حماية أطفال المدارس من الإدمان بشتى الطرق مع ضرورة تكثيف المحاضرات التوعوية داخل المدارس مع أهمية تركيز المناهج الدراسية على الأخطار التي يمكن أن يتعرض لها المدمن.ومن جانبه قال الباحث في العلوم الاجتماعية منذر السهلي إن معالجة تنامي معدلات الادمان يحتاج لعدة جوانب أبرزها الفحص على المشتبه بهم مع ضرورة العمل على تقليل معدلات الطلاق حتى لايضيع الأبناء مع ضرورة أن يقنن أولياء الأمور المصاريف اليومية للأبناء حيث أن كثرة الأموال يسهم في جذب أصدقاء السوء إليهم.رأي قانونيومن جانبه، اكد المحامي فيصل الشامري على ضرورة اجراء الفحوصات على موظفي الدولة جميعا للتأكد من الإدمان وهذا الإجراء سيحد فعلا من تنامي تعاطي المخدرات في المجتمع، مشيرا إلى أن من يثبت إدمانه يجب تحويله لمصحات الإدمان ويعالج وفق الاجازات المرضية له أو على حسب مايقرر الأطباء له وقتا للعلاج. وشدد الشامري على الدقة المطلوبة في إجراءات الضبط وقبل تقديمهم للنيابة العامة، وقعت منهم للأسف أخطاء مخالفة للقانون وللنظام العام في الإجراءات الخاصة بالضبط والتفتيش وهو بعدم أخذ الإذن الخاص من النيابة العامة في تفتيش المركبات والمنازل وغيرها.