فرح علي لـ "السياسة": لم أعتزل فنياً وابتعدت قبل المرض

كتب - فالح العنزي:

وضعت الفنانة البحرينية فرح علي، النقاط فوق الحروف ونفت نفيا قاطعا أن تكون أعلنت اعتزالها التمثيل، مؤكدة بأن قرار ابتعادها جاء بمحض ارادتها ولا علاقة له باصابتها بسرطان الثدي، فرح التي باتت نموذجا واقعيا للتحدي والمثابرة، استطاعت أن تهزم مرضها ويحتذي بها الكثيرات للتحفيز وبث الأمل والتفاؤل في نفوس المصابات. "السياسة" هاتفت الممثلة البحرينية التي لا تزال كما عهدناها وفية للفن الكويتي، الذي ساهم في صنع نجوميتها، مستذكرة عشرات الأعمال التي كانت سببا في شهرتها مثل "قاصد خير" و"خطوات على الجليد" و"الدردور" و"طش ورش" وغيرها من المسلسلات.. مع فرح كان الحوار التالي:
اعتزلت التمثيل لظروف قسرية، لكنك متواجدة إعلاميا.. كيف؟
أولا، سعيدة بتواصل الإعلام الكويتي، الذي لم يتركني ولا لحظة، هذا ما حصدته من محبة الجمهور الكويتي لي وسيكون حافزا يدفعني للاستمرار في العطاء، ثانيا، وهو في صميم إجابتي على سؤالك، لم أعتزل قط وعلى من يدعي ذلك يثبت أني صرحت بذلك، لقد ابتعدت بقرار شخصي وطواعية، فجأة من دون سابق إنذار قررت عدم إكمال مشاهدي وأبلغت مخرج المسلسل، الذي كنت أصوره بأنني لن أكمل التصوير وسط ذهول كل من يعرفني، وللعلم وأقولها بكل شفافية لا علاقة لاصابتي بالمرض بقرار ابتعادي، الذي اتخذته قبل فترة طويلة من اكتشاف اصابتي بسرطان الثدي.
ألا يأخذك الحنين للتمثيل؟
بالتأكيد هو شغف الطفولة والمراهقة والنضوج، لكن الحنين ربما يأخذني في اتجاه المسرح، الذي لطالما تعلقت به، حرصت على حضور العروض المسرحية والمهرجانات العالمية، كان عشقي التجول بين المسارح وارضاء غروري، هل تصدق أحيانا يراودني الشعور بالمشاركة في عمل تاريخي ضخم أظهر فيه بحجابي وبما يتناسب مع ما جبلت عليه.
بلا شك لن يوازي شعورنا بوجع التجربة مثلك، لكن ما الدروس التي استفدت منها خلال محنة المرض؟
اسميها منحة وليست محنة، لانها فعلا منحة من الله سبحانه، اختبرت بها نفسي وقوتي وايماني، إذا أردت أن أتحدث عن حالتي الصحية لن اتذكر الاستفادة الا بجملة واحدة وهي المرض منحة، كانت تجربة مؤلمة صقلت شخصيتي ومنحتني قوة كبيرة جعلتني أنظر للأمور بمنظور آخر.
لو عرض عليك تجسيد تجربتك في الدراما أو تجسيد نموذج يحمل معاناة شبيهة ما المانع؟
بالعكس لن أمانع ويوجد في الحقيقة مشروع من هذا النوع شرعت في كتابته نصا وتناقشت مع أحد المخرجين بشأنه، لكنني أعلم تماما صعوبة التمويل والانتاج لان التصوير يجري في بلدين مملكة البحرين وبريطانيا، لأنني صاحبة التجربة وتنقلت منذ اكتشاف المرض حتى مرحلة التعافي والتشافي في بلدي، وعلى أتم استعداد لاكمال المشروع متى وجدت شركة إنتاج تتبنى العمل، وفي مخيلتي اسم الممثلة التي تؤدي مرحلة عمرية من مسيرتي واصابتي بالمرض ولن أمانع حتى لو اقتصر ظهوري على الحدث الأخير لكي تصل أبعاد وتفاصيل الشخصية بشكل واقعي.
عندما نسترجع بدايتك في الدراما الخليجية، خصوصا بالكويت أين يجب أن نتوقف؟
محطات الدراما الكويتية لا يمكن سردها في سطور، لانها محطات صقلت موهبتي وقدمتني بصورة النجمة بدءا من مسلسل "قاصد خير" مع الراحل العملاق الفنان عبدالحسين عبدالرضا، مرورا بعشرات الأعمال مثل "خطوات على الجليد" و"الدردور" و"طش ورش" ومسرحية "ترنموا حتى يصحو المارد" وغيرها الكثير من الأعمال التلفزيونية والمسرحية والسهرات التي كانت دارجة حينها، الدراما الكويتية صنعت لي اسما ومكانة ومحبة وشرعت لي ابواب النجومية والشهرة، لن تسقط هذه البدايات من رأسي.
انسحابك القسري هل أتاح فرصا لبعض الممثلات البحرينيات؟
أتحفظ على إجابة الشق الثاني من السؤال وأعيد إجابتي على الشق الأول بأن إبتعادي لم يكن قسريا.
الدراما الكويتية شرعت أبوابها أمام الممثلات البحرينيات بشكل يفوق الدراما في البلدان الخليجية، ما تفسيرك؟
الكويت كانت ولا تزال وستظل حاضنة الفنانين والفنانات من كل الأقطار العربية ولا يقتصر هذا الاحتضان فقط في الدراما والتمثيل بل مختلف الفنون، الكويت رائدة بقيادتها وعشرات الأسماء ساهمت الكويت في اتاحة الفرصة التي تستحقها.
كم نسبة الوفاء من الفنانين خلال فترة مرضك؟
منذ اكتشاف اصابتي بالمرض مروراً بمراحل العلاج كان الفنانون والاعلاميين والأصدقاء الذين يعملون خارج اطار الأضواء يقفون الى جانبي ويساندونني ويدعموني بقوة، لن ابالغ بالقول بأنهم منحوني القوة لمواجهة مرضي، والحمد لله تمكنت من هزيمته.
كل إنسان معرض للمرض لكن مثل هذا الأمر هل يجعله يفكر بمستقبله الصحي والمادي؟
يجب أن لا يقتصر تفكير الإنسان في مستقبله فقط بالمرض بل يجب ان يكون لديه خطة مستقبلية تخصه وعائلته، قبل اكتشاف مرضي كنت وضعت لنفسي خطة وأهداف ومستقبل، المرض عطلها كثيرا وطويلا لكني رجعت اليوم ومستعدة للنظر للأعلى حيث الطموح والتفكير والمثابرة، المتابع لي يكتشف أنني انسانة نشيطة ومجتهدة في ممارسة نشاطي لدعم المصابات بسرطان الثدي وتلبية كافة الدعوات التي من شأنها المساهمة في رفع الوعي المجتمعي.
كلمة أخيرة
انتظروني قريبا في بلدي الثاني الكويت، سألتقي بكم قريبا.