الجمعة 20 يونيو 2025
31°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الرياضية

فرح: لا بدَّ من دعم حكوميٍّ للنهوض بالرياضة النسائية

Time
الأحد 20 ديسمبر 2020
View
5
السياسة
* أحلم بتدريب منتخب السيدات وإنشاء أكاديمية لتعليم كرة السلة
* أطمح لتأسيس اتحاد نسائي لكل الألعاب... ولاعباتنا متميزات


حاورتها ـ سوزان ناصر:

خطت الرياضة النسائية الكويتية خطوات مهمة على طريق التطور والارتقاء في كثير من الميادين، واستطاعت ثلة من الفتيات الكويتيات خوض غمار المنافسات العالمية في ألعاب مختلفة، وحققن فيها نتائج لافتة... لعلَّ في مقدمة هذه الثلة المميزة مدربة كرة السلة فرح العمار.
لم تكن فرح تعلم أن انتقالها من ميادين اللعب والاحتراف إلى ميدان التدريب على مهارات كرة السلة سيكون الخطوة الأولى في مسيرة تحقيق حلمها، فطالما اعتُبرت مهنة التدريب مقتصرة على الرجال، في معظم دولنا العربية، التي لايزال يطغى عليها المجتمع الذكوري... لكنَّ فرح أرادت، باقتحامها هذا المجال، أن تستهل مرحلة رياضية جديدة في مسيرة الرياضية الكويتية خصوصاً والعربية عموماً.
"السياسة" التقت المدربة فرح العمار، أول كويتية تحصل على شهادة "لايسنس دولي في التدريب" معتمدة من الاتحاد الدولي لكرة السلة (FIBA)، وسألتها عن مسيرتها الرياضية، وخطوات انتقالها من اللعب إلى التدريب، وكذلك عن طموحها الذي أكدت أنه لن يقف عند هذا الحد، كاشفة أنها تسعى إلى إنشاء أكاديمية خاصة لتدريب الفتيات على كرة السلة.
التدريب متعة
عن انتقالها من الهواية إلى الاحتراف، ثم إلى التدريب الدولي، تقول فرح: "طريق انتقالي من مرحلة اللعب إلى مرحلة التدريب لم يكن مفروشاً بالورد، بل كان صعباً وشاقاً، لكنّ حبى للتدريب جعلني أشعر بالمتعة أثناء ممارسته، والحقيقة انني أثبت أنه لا يوجد فرق بين المرأة والرجل في التدريب... لا أنكر أنني واجهت تحديات كثيرة، لعلّ أبرزها نظرة الإدارة التي ترى أن المرأة غير قادرة على قيادة فريق كرة السلة، وخصوصاً لمراحل السن العام، ولكني أؤكد أن طموحي هو رفع راية الكويت وتمثيل الديرة في المحافل الرياضية خير تمثيل".
وعن استفادتها العملية من إجازة التدريب الدولية، التي نالتها من أعلى هيئة رياضية عالمية في كرة السلة (FIBA)، قالت المدربة فرح: "في بطولة الخليج، التي استضافتها الكويت العام 2019، تشرَّفت بتولّي مهام مساعد مدرب المنتخب الوطني للسيدات، وقد كانت تجربة مثيرة، استفدت منها الكثير، والحقيقة أنني أتمنى أن أتسلَّم مهام مدرب منتخب كرة السلة للسيدات في المرحلة المقبلة، وأعمل جاهدة على نيل هذا الشرف، لاسيما أن لدي كل الإمكانات التقنية والخبرات الفنية التي تؤهلني لشغل هذا المنصب... هذا حلم أعمل على تحقيقه بكل جد".

إتاحة الفرصة
وعمّا ترجوه من القائمين على الشأن الرياضي، فيما يخص الرياضة النسائية، قالت فرح: "أتمنى الالتفات إلى الشابات، وإتاحة الفرص لهن للعب واكتساب الخبرة، وذلك من خلال الاستعانة بأفضل المدربين، والعمل على تكثيف الدورات التأهيلية، وتوفير كل متطلبات اللعبة، لتأسيس فئات سنية لجميع الرياضيات، وبناء جيل رياضي قادر على الوصول إلى العالمية".
وهل تحظى كرة السلة النسائية بالاهتمام الكافي من جانب المعنيين؟... تجيب المدربة فرح: "مع الأسف، في البداية، لم تأخذ اللعبة في الكويت حقها من الاهتمام والرعاية، ولكن في الآونة الأخيرة انقلبت المعادلة، وبدأ الاهتمام بكرة السلة النسائية يتخذ منحى إيجابياً ملحوظاً... لعلهم أدركوا أن للرياضة النسائية دوراً كبيراً في تنمية مهارات المرأة، وأنها لم تعد إرثاً مهملاً كما كانت في الماضي... وأستغل هذه الفرصة لأنصح الفتاة الكويتية باختيار لعبتها الرياضية المفضلة، وممارستها، والعمل على صقل موهبتها، فإن للرياضة أثراً مهماً على صحة المرأة، جسدياً ونفسياً".
هل نفهم أنك لست راضية عن مستوى الدعم الذي يقدم للرياضة النسوية عموماً؟... تجيب فرح: "مازالت الرياضة النسائية في حاجة إلى دعم أكبر من الدولة، وإلى إيمان بأهميتها، وبالتالي إفساح المجال أكثر أمام الفتاة الكويتية لخوض غمار المنافسات الرسمية على المستويات العربية والقارية والعالمية؛ وهذا الأمر لا بد له من دعم حكومي جاد، لأنه لن يحقق النتائج المرجوّة مادام مقتصراً على الجهود الفردية، رغم أنها جهود مشكورة طبعاً".

12 لعبة
وترى المدربة فرح العمار أن "منح الفتاة الكويتية فرصة خوض واحتراف المجالات الرياضية المختلفة، هو أمل طالما ظل ماثلاً في أذهان القائمين على الرياضة النسائية، فقد كانت فكرة دورة الألعاب الأولمبية الخليجية للفتاة، التي انطلقت من الكويت برعاية سمو الأمير الراحل المغفور له الشيخ صباح الأحمد في مارس 2008، وتحديداً من صالة نادي القادسية، وبدأت بخمس لعبات فقط، وحالياً وصلت إلى 12 لعبة... علينا ألا نستهين بقدراتنا ولا نستخف بإمكاناتنا الذاتية؛ لدينا لاعبات متميزات وقادرات على العطاء، وعلى رفع علم الكويت في مختلف المحافل الرياضية".
وعن إمكان استحداث اتحاد خاص لكرة السلة النسائية، قالت فرح: "إن اللجنة النسائية في الاتحاد تعمل بشكل مميز وبجهود واضحة على تطوير اللعبة، ونأمل في المستقبل أن يكون لدينا اتحاد نسائي لجميع الألعاب".
وفي ختام حديثها لـ"السياسة"، كشفت المدربة فرح العمار أنها تسعى إلى تأسيس أكاديمية خاصة لتدريب الفتيات الكويتيات على كرة السلة، كما أعربت، من جانب آخر، عن الشكر والعرفان لكل من ساندها ودعمها للوصول إلى هذه المكانة، بدءاً من أسرتها، ووصولاً إلى الشيخة نعيمة الأحمد "التي يعود لها الفضل الأكبر في منحي الفرصة والدعم للوصول إلى ما أنا عليه الآن".


فرح العمار مع منتخب السيدات في مناسبة سابقة
آخر الأخبار