السبت 05 أكتوبر 2024
30°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء   /   الأخيرة

فرحة الإخوان المفلسين في الكويت

Time
الثلاثاء 27 يونيو 2023
View
10
السياسة
حمد سالم المري

يعيش "الإخوان" في الكويت فرحة عارمة، بعد ما تمكّنوا من رجوعهم بقوة إلى المشهد السياسي، وحصولهم على عدد من كراسي مجلس الأمة، بالإضافة إلى فوز عدد من الأعضاء الذين يؤيدون فكرهم، ويدورون في فلك منهجهم من دون أن ينتموا اليه تنظيميا.
"الإخوان" عرفوا بقدرتهم على التلوّن وتغيير جلدهم وفق الأحداث والأزمنة، كما أنهم بارعون في التسلق على أكتاف الآخرين، وامتطاء الأحداث لتحقيق مصالحهم، كما حدث في أعوام ما يسمى "الحراك"، وتظاهرات "كرامة وطن"، فهم استغلوا هذه الأحداث وامتطوها لجلب ما يسمى "الربيع العربي" للبلاد.
وأطلق منظروهم وقادتهم السياسيون تصريحات، لتأجيج الشارع الكويتي ضد الحكومة، ليس من أجل الإصلاح ومحاربة الفساد، بل من أجل الوصول إلى الحكم، من خلال المطالبة برئيس مجلس وزراء شعبي، والتطاول على رموز الدولة بالهمز واللمز، فقال أحد منظريهم: "من رأى نور الحراك الشبابي هانت عليه ظلمات المراسيم"، ويقصد بذلك "مرسوم الصوت الواحد"، وقال أحد قادتها السياسيين: "اليوم إمّا تبقى الكويت، وإمّا تسقط".
وقال: "حتى خيار هذه الأمة خرجوا خروج مسلح"، في تلميح الى أنهم على استعداد لحمل السلاح إذا تطلب الأمر التصدي للحكومة.
أنا لا أستغرب من الشعب الكويتي، الذي مكّن لهم الفرصة مرة أخرى للوصول إلى قاعة عبدالله السالم، لأن معظم الشعب ذاكرته قصيرة المدى، ينسى بسرعة ويتأثر بكل ما يبث في وسائل التواصل الاجتماعي، ومن المعروف أن الإخوان شطّار في استخدام هذه الوسائل للتأثير على الجمهور، ولكني أستغرب من الحكومة التي قرّبتهم مرة ثانية، وبدأت تمنحهم المناصب القيادية في البلاد، وتعطيهم الحقائب الوزارية، كيف تثق بهم، بعدما شاهدت ما فعلوه من محاولة جلب الخراب للبلاد.
رحم الله تعالى الشيخ صباح الأحمد وأسكنه فسيح جناته، الذي كان متيقظا لهم، وعلم ما يخططون له فضرب بيد من حديد، وقال: "كادت أن تضيع وأعدناها بفضل الله"، ويقصد بذلك البلاد التي أدخلتها جماعة "الإخوان المفلسين"، ومن معهم من متزعمي التظاهرات في حالة فوضى وشغب، وما قام به من توجيهات بالتصدي لهم بحزم وقوة لحفظ الأمن.
اختفت جماعة "الإخوان" عن المشهد السياسي طيلة عشر سنوات، تاركة شباب الذين انجرّوا وراءهم يتجرعون كأس مرارة السجن والهروب، ونكثوا قسمهم أنهم لن يترشّحوا لمجلس الأمة بـ"الصوت الواحد"، لكنهم تسابقوا الى الترشّح والفوز بكرسي البرلمان، وطيلة سنوات اختفائهم عن المشهد السياسي، كانوا يستغلون الصراع السياسي بين الأقطاب المتناحرة لصالحهم، حتى تمكنوا من الرجوع مرة أخرى بقوة للمشهد.
وهذا يدل على مكرهم وخبثهم السياسي مقابل ضعف الحكومة، وتغييب عقول الناس، وأنهم لن يتركوا هدفهم الأساسي المتمثل في الوصول إلى الحكم.

al_sahafi1@
آخر الأخبار