الاقتصادية
فرنسا تحتاج أكثرمن 17 مليار دولار لإنقاذ صناعة الطيران من الافلاس
الأحد 05 يوليو 2020
5
السياسة
وجه وباء "كوفيد - 19" ضربة إلى صناعة الطيران، مع فرض الدول حول العالم قيودًا على السفر الجوي من أجل السيطرة على المرض ومنع انتشاره.وفي أوروبا، أوضح اتحاد النقل الجوي "إياتا" أن "كوفيد - 19" تسبب في تقليل الحركة الجوية بنسبة 90%، وهو انهيار غير مسبوق، يتجاوز بكثير التراجع في الحركة بسبب الأزمة المالية العالمية.وتكافح شركات الطيران من أجل البقاء رغم توقف حركة أساطيلها، وتقلص شركتي صناعة طائرات "إرباص" و"بوينغ" الاستثمارات والوظائف والإنتاج، في ظل عدم الرغبة في شراء طائرات جديدة حول العالم، إلى جانب أن الشركات الموردة تعاني أيضًا.ولم يحدث شيء من هذا القبيل منذ أزمة "بوينغ" في أوائل السبعينات، عندما أدت الأوضاع الاقتصادية وركود الطلب إلى خسائر وتخفيضات للوظائف، وعمليات إنقاذ عبر الصناعة، ونجت الشركة من الأزمة ولكن واجه موطنها سياتل عمليات تسريح ضخمة.وأعلنت فرنسا سلسلة تدابير تبلغ قيمتها الإجمالية 15 مليار يورو (17 مليار دولار) لدعم صناعة الطيران بما يشمل ضمانات للقروض، وتهدف تلك الجهود في الحقيقة إلى حماية الاقتصاد والاعتزاز الستراتيجي بهذا القطاع المهم، إذ يعمل في صناعة الطيران في فرنسا 300 ألف وظيفة، إلى جانب أهميتها في التصدير، والتساؤل الآن، هل الـ 17 مليار دولار تكفي لدعم الصناعة؟سيتجه نصف هذا الدعم إلى "إر فرانس - كيه إل إم" في صورة قروض وضمانات، في مقابل تقليص الانبعاثات الكربونية، وغير ذلك، وعلى الرغم من أن الدولة طلبت من الشركة أن تكون عميلاً لـ "إرباص"، إلا أنه لا يمكن إجبار شركة طيران على مواصلة شراء طائرات في ظل حالة ركود مدفوعة بالطلب. أما عن باقي الحزمة، فعلى الرغم من توفيرها شكلا من أشكال الأمان للعمال والمهندسين، إلا أن ذلك قد لا يجنبهم حاجة الشركات لتسريح العمالة. ان زيادة تدخل الدولة سيؤدي إلي إشعال نيران الحروب التجارية، إلا أن الوضع لم يصل بعد إلى مرحلة التأميم مثل ما حدث مع شركة "رولز - رويس" البريطانية في السبعينات. ويمكن لـ "إرباص" أن تدعي على الأقل أنها في وضع أقوى نسبيًا من "بوينغ" التي تعد في وضع غير موات خلال الأزمة.إذ تعد طائرات "إرباص إيه 320" ذات الممر الواحد الناجحة بصورة كبيرة في وضع جيد في العالم الذي يسعى إلى تقليص الحجم، في حين تواجه "بوينغ" مشكلات لا تحسد عليها منها مستويات ديون مرتفعة وضرر لحق بسمعة الشركة بسبب طائرة "ماكس"، ولكن محاولة الحفاظ على تفوق "إرباص" قد يتعارض مع حقيقة أن تعافي قطاع الطيران يحدث ببطء.