فرنسا تهدأ ومدنها تحظر التجوال ليلاً

باريس، عواصم - وكالات: أطفأ تشييع جثمان الطفل نائل المرزوقي جذوة الاضطرابات التي أشعلها مقتله برصاص الشرطة في عموم فرنسا، حيث تراجعت حدة أعمال الشغب في أنحاء البلاد، في حين انتشر عشرات الآلاف من أفراد الشرطة في مدن عدة، وطبقت نحو 20 مدينة حظرا ليليا للتجول، وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أنها اعتقلت نحو 719 مثيرا للشغب في ليلة واحدة، وعبأت نحو 45 ألفا من أفراد الشرطة والآلاف من رجال الإطفاء لفرض النظام.
وكانت المنطقة الأكثر سخونة ليل أول من أمس مرسيليا، حيث أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق مثيري شغب، وخاضت اشتباكات مع شبان في محيط وسط المدينة حتى ساعة متأخرة من الليل، كذلك كثفت الشرطة وجودها في شارع الشانزليزيه بباريس بعد دعوة على مواقع التواصل الاجتماعي للتجمع، وامتلأ الشارع الذي عادة ما يعج بالسياح، بقوات الأمن الذين قاموا بعمليات تفتيش، وتمت تغطية واجهات المتاجر بألواح لمنع احتمال حدوث تلفيات أو أعمال نهب.
من جانبه، ألغى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارة إلى ألمانيا كان من المقرر أن تبدأ اليوم وتستمر ليومين، بعدما اختصر أيضاً مشاركته في قمة للاتحاد الأوروبي استضافتها بروكسل يوم الجمعة الماضي، وأجرى اتصالات هاتفية مع عدد من رؤساء البلديات الفرنسية القلقين من اتساع دائرة أعمال العنف.
على خط مواز، توعدت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن، امس، بالتعامل بصرامة مع العنف،
وقالت بورن في حديثها لوسائل الإعلام، "سنواجه العنف باليقظة وبصرامة وبتغليظ العقوبات على من يهاجم المسؤولين، وسنقف إلى جانب المسؤولين المحليين المنتخبين ونحن جاهزون لمواجهة العنف".
أضافت "ستتم تعبئة الحكومة حتى يعود الهدوء إلى كل أنحاء البلاد، إذ طلبنا من القضاء والادعاء العام التعامل بأكبر صرامة ممكنة مع مثيري العنف"، لافتة إلى أن ما تعرض له منزل رئيس بلدية في باريس، الأحد، أمر صادم، ولن نتسامح معه.
بدوره، هدد وزير العدل إريك دوبوند موريتي بمعاقبة آباء الأطفال المشاركين في الاحتجاجات، قائلا إن الآباء والأمهات الذين لا يهتمون بأطفالهم دون 17 عاماً، ويتركونهم في الخارج ليلاً وهم يعرفون أين يذهبون، سيواجهون عقوبات تتراوح بين السجن لمدة عامين، وغرامة مالية بقيمة 30 ألف يورو.