فزعة شعبية لضحايا الزلزال

كتب ـ فارس العبدان:

بعد إعلان الكويت عن تبرعها بـ30 مليون دولار لإغاثة المتضررين من تداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسورية الاثنين الماضي، جاء دور الشعب الكويتي، أمس، الذي فزع بمختلف طوائفه وفئاته، إلى المشاركة في حملة "الكويت بجانبكم" التي انطلقت في الـ12 ظهرا واستمرت حتى منتصف الليل، عبر البث المباشر على تلفزيون الكويت وبلغت حصيلة التبرعات حتى مثول الجريدة للطباعة 15 مليون دينار كويتي.
وقال وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري: إن الحملة تأتي تنفيذا لتوجيهات سمو أمير البلاد الشيخ نواف الاحمد، وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الاحمد، بتقديم كل الدعم للشعبين التركي والسوري لمواجهة آثار كارثة الزلازل التي حلت بهم.
وأضاف الوزير المطيري -في كلمته التي بثها تلفزيون الكويت خلال تدشين الحملة-: انها جاءت أيضا بتعليمات من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد النواف، وتهدف الى اغاثة متضرري الزلزال ومساعدة الشعبين السوري والتركي عبر جمع التبرعات، لمساندتهم وتخفيف آثار الزلزال المعنوية والمادية.
وأكد أن الكويت هبَّت منذ اللحظات الاولى على المستويين الرسمي والشعبي لمساندة الشعبين السوري والتركي في مواجهة هذه المحنة، وهذا ما جبلت عليه الكويت، حكومة وشعباً، في تقديم المساعدة للمحتاجين في اسرع وقت ممكن.
من جانبها، قالت وزيرة الشؤون وزيرة الدولة لشؤون المرأة والطفولة مي البغلي: إن الكويت اطلقت صفحة جديدة من العمل الانساني الذي جبلت عليه عبر حملة "الكويت بجانبكم"، تأكيدا على وقوف الكويت بجانب الشعبين التركي والسوري ومساعدتهم جراء كارثة الزلزال الأخير.
وأوضحت البغلي أن هدف الحملة مد يد العون والمساعدة للاشقاء والاصدقاء في تركيا وسورية، في ظل الاوضاع المأساوية التي يعانيها البلدان، جراء الزلزال المدمر الذي خلف عشرات الالاف من الضحايا والمصابين.
وأكدت أن وزارة الشؤون تقوم بدورها بالاستجابة السريعة لاغاثة المتضررين هناك، والوقوف بجانبهم في هذه الظروف الصعبة، مبينة أن تسمية الحملة "الكويت بجانبكم" جاء لتأكيد ان الكويت بجانب تركيا وسورية.
بدوره، أعلن وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية والتنمية المجتمعية بالإنابة عبدالعزيز ساري الاتفاق مع اتحاد الجمعيات التعاونية على توجيه 50 في المئة من زكاة الجمعيات للتبرع في حملة (الكويت بجانبكم).
وقال ساري: بناء على توجيهات وزيرة الشؤون تم التصريح لهذه الجمعيات باخراج 50 بالمئة كحد اقصى لزكاتها للمساهمة في الحملة التي جاءت تنفيذا للرغبة السامية ومجلس الوزراء لمساندة الشعبين التركي والسوري بأقصى سرعة وبالامكانات المتاحة كافة.
على صعيد متصل، أشار ساري إلى أن اجمالي عدد الجمعيات الخيرية التي طلبت تصريحا لجمع التبرعات بلغ 37 جمعية وتمت الموافقة عليها بشكل فوري، موضحا ان حصيلة ما جمعته 12 جمعية خيرية قد بلغ حتى صباح أمس مليونين و300 الف دينار عدا جهود حملة (الكويت بجانبكم).
من جهته، كشف رئيس مجلس ادارة الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية د.عبدالله المعتوق ان قيمة المساعدات التي وزعتها الهيئة من أهل الكويت على منكوبي الزلزال في تركيا ومناطق الشمال السوري، أمس، تخطت 860 ألف دولار.
وذكر المعتوق في تصريح صحافي أن الهيئة وزعت الجمعة مساعدات أهل الكويت على منكوبي الزلزال، موضحا ان هذه الاعتمادات الأولية وجهت لمجموعة من المسارات الإنسانية المتمثلة في توفير الاحتياجات الغذائية وتدبير الأدوية والمستلزمات الطبية ودعم المراكز الطبية لا سيما في سورية.
وأضاف: إن الهيئة بصدد اعتمادات إضافية متتالية بالنظر إلى حجم الدمار الهائل في البلدين المنكوبين وسقوط عشرات الآلاف من الضحايا بين قتلى وجرحى فضلا عن ملايين المشردين، مشيرا إلى أن هذه التبرعات ستوجه أيضا إلى برامج توفير المأوى من الخيام والفرش وتزويد الضحايا بالمدافئ ومواد التدفئة والملابس الشتوية والبطانيات ودعم آليات الدفاع المدني بالوقود.
في الاطار نفسه، اعلنت جمعية الهلال الاحمر عن ارسال 42 طنا من المستلزمات الطبية والأدوية لمتضرري زلزال تركيا عبر الجسر الجوي الاغاثي الكويتي للتخفيف من وطأة آثار الزلزال المدمر.
وأكدت الجمعية انها تعمل وفق المبادئ الأساسية السبعة للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر والتي تشمل الانسانية وعدم التحيز والحياد والاستقلال والخدمة التطوعية والوحدة والعالمية، موضحة ان هذه القيم هي المتبعة عند تقديم المساعدة للمحتاجين اثناء النزاعات المسلحة وفي حالة الكوارث الطبيعية وحالات الطوارئ الأخرى.
في غضون ذلك، أكدت "الهلال الاحمر" أنها أرسلت حتى الآن اكثر من 100 طن من المساعدات الانسانية عبر الجسر الجوي الاغاثي الكويتي. وكان رئيس الجمعية د.هلال الساير أعلن أول من أمس، توقيع الجمعية اتفاقية تعاون دولية لتقديم مساعدات عاجلة بالشمال السوري لمنكوبي الزلزال بقيمة خمسة ملايين دولار.
وقال الساير: إن الاتفاقية التي دخلت حيز التنفيذ تشمل تقديم مواد غذائية وطبية علاوة على المساعدة في توفير مأوى وسكن للأشخاص المتضررين، مؤكدا أن الاتفاقية جاءت استجابة لنداء الطوارئ للحركة الدولية للصليب والهلال الأحمر.
إلى ذلك، تعهدت مبرة العوازم الخيرية بتقديم 15 ألف دينار لاتحاد الجمعيات و المبرات الخيرية لدعم جهود المؤسسات الخيرية الكويتية في إغاثة المتضررين والمنكوبين.