فساد في فساد!

طلال السعيد


حين ينهمرالمطر فيكشف عن فساد حكومي متراكم، فهذا ليس غريبا، فقد كشفت الأمطار الغزيرة ألغاما عراقية زرعها العراقيون بالكويت، وغطتها الرمال على مر السنين، وما إن انهمر الخير حتى ظهرت، وقد تكون انفجرت في احد مرتادي البر، أو أحد الرعيان، مثلها مثل الفساد الحكومي الذي يظهره المطر.
لكن حين يصل الفساد الى مجلس الامة فتلك هي الطامة الكبرى، او قل هو فساد الفساد الذي ليس له حل، فالمفترض ان المجلس رقيب على عمل الحكومة، يحارب فسادها، ولا يتستر عليه، لكن حين يكون رئيس اللجنة، ومهندس المشروع من الحزب نفسه، ويتم حفظ التقرير فلا يرى النور لانه ليس من صالح الحزب، فيتم حفظه، الا ان المطر الغزير جعل النفق يغرق ثانية، فتضرر الناس، فماذا عسانا نقول، اذا كان عندهم مهندس الحزب، اهم من الشعب الكويتي؟
هذا مأسوف يحصل أيضا عند التحقيق في غرق مدينة صباح الاحمد، فسوف يستميتون في الدفاع عن الذي صممها، وسوف يلقون بالمسؤولية على اي شخص اخر غير منتم للحزب اياه!
قد يكون شخصا فاسدا تعينه الحكومة فهذا غير مستغرب، لكن ان يصل الفساد الى عضو منتخب، فتلك الطامة الكبرى، وأشد انواع الفساد ذلك الفساد الذي يصل الى المؤسسة التشريعية، فهل لنا ان نطلب تشديد الرقابة من شخص ضحى بالشعب الكويتي كله لإنقاذ مستفيد ينتمي للحزب نفسه؟
المطر دائما خير وبركة، سواء اكان غزيرا او خفيفا، فشدته تكشف لنا عن فساد تعمد التستر عليه عضو منتخب، وتعمد الحزب دعمه يصبح رئيسا للجنة في المجلس يهمهم امرها، فنخرها الفساد، مع الاسف الشديد، فهل نستغرب فساد المعينين؟
الكويت بلد خير تسير بحفظ الله سبحانه، ثم بحكمة وحنكة قائدها الكبير، والتفاف شعبه الطيب الوفي حوله، يدعون ويستغفرون، فيرسل الخالق عز وجل السماء عليهم مدرارا، فتكشف لهم ألغاما دفنتها الرمال، وتكشف كذلك فساد الفساد...زين.