فساد في فساد!

طلال السعيد

قرأت وبتمعن شديد منطوق الحكم في قضية النائب البنغلاديشي التي شغلت الكويت، وأصبحت حديث الناس فترة من الزمن، والحكم متاح لكل من يريد قراءته، لكن ما نريد تسليط الضوء الكاشف عليه هو كيف استطاع هذا الوافد اختراق كل تلك الاسماء الكبيرة التي يعجز المواطن العادي عن دخول مكاتبها، أو مقابلتها؟
بلا شك أن خراب الذمم، والطمع، والجشع والاستغلال السيئ للوظيفة، وراء كل هذا، فقد أصبح البنغلاديشي يتحكم بمفاصل الدولة من خلال هؤلاء، ويشكل مركزاً مهماً من مراكز القوى في البلاد، لأنه بذل المال، ووزع الهبات والعطايا التي هي عبارة عن رشاوى، فأصبح مهماً تنحني له الرؤوس، والرشوة اذا شاعت في مجتمع ضاعت الحقوق، وانتشر الظلم والفساد، ولعلم الجميع ما تزال بعض وزارات الخدمات تدار من مكاتب وشقق خارجية يتحكم الوافدون فيها، وينجزون كل ما لا يتم إنجازه داخل تلك الوزارات، والمديرون يتحصنون خلف الأبواب المغلقة، ويمنعون الدخول الى مكاتبهم!
هذه هي حالنا، وهذا ما فعله الفساد والمفسدون فينا، فقد ضاعت حقوق المواطن البسيط، وتسلط علينا الوافدون بأموال السحت والحرام التي جمعوها من بلادنا، بمساعدة مسؤولين لايخافون الله! والسؤال: ثم ماذا، هل انتهى الأمر عند الحكم على البنغلاديشي وصبيانه ومجموعته؟
ما يجب أن يعرفه الجميع أن الفساد ليس له حد، وليس قصرا على هذه المجموعة، بل هناك ما هو أكبر وأصعب، وأكثر نفوذا من هؤلاء، بل ان الذين خارج السجن أكبر بكثير من الذين داخله، ولا بد من ملاحقتهم، والقضاء على الفساد المنتشر بشكل مرعب، فقد أصبح الوضع كله فسادا في فساد في فساد... زين.

[email protected]