الأربعاء 14 مايو 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

فضل الإحسان للجار

Time
الأحد 05 مايو 2019
View
5
السياسة
إعداد - رحاب أبو القاسم:


شهر رمضان، تفتح فيه أبواب الجنات، وتضاعف فيه الحسنات، جعل الله صيامه أحد أركان الإسلام، فيه ليلة خير من ألف شهر، لذلك يغتنم المسلمون هذا الشهر للتقرب من الله وتطهير النفس وتهذيبها، فيتسابقون إلى الطاعات والعبادات والخيرات، إنه بحق شهر الفضائل.


حق الجار من أهم المعاملات الإنسانية التي أمرنا الله ورسوله بالانتباه إليها، حتى يكتمل إيماننا، فالجار له حقوق ملزمة لنا في كل الشهور ولكنها تزداد في الشهر الكريم، ومن لا يؤدي هذه الحقوق في هذا الشهر الكريم يقل ثوابه. قال صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه "، وقول و صلى الله عليه وآله وسلم، في حق الجار:" والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن " قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: " جار لا يأمن جاره بوائقه " قالوا: وما بوائقه؟ قال: " شره.
ولأهمية الإحسان إلى الجار فقد جمعه الله في آية واحدة مع عدم الشرك بالله، قال تعالى (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ)، حتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سَيُورِّثه "، ولهذا حث نبينا الكريم على الإحسان إلى جارنا وأن تصل معاملتنا به إلى مرتبة الأقرباء وصلة الرحم، حيث قال: "ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره". وعند مسلم: "فليحسن إلى جاره"، وقد صرح رسولنا الكريم بأن من يكرم جاره ويحسن إليه هو خير مؤمن لقوله عليه الصلاة والسلام "خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره ". كما أن إسلام المسلم لا يكتمل من دون الإحسان إلى الجار لقوله عليه الصلاة والسلام، " كن ورعا تكن أعبد الناس، وكن قنعًا تكن أشكر الناس، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنًا، وأحسن مجاورة من جارك تكن مسلمًا".
والإحسان إلى الجار له صور متعددة، منها الوفاء بحقوقه وواجباته، وعلى رأسها الحفاظ على حرمته وحرمة أهل بيته، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال:" سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم:أي الذنب عند الله أكبر ؟ قال "أن تجعل لله ندًا وهو خلقك ". قلت ثم أي؟ قال: "ثم أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك"، قلت: ثم أي؟ قال:" أن تزني بحليلة جارك"، فهذا الحديث الكريم يوضح أهمية الحفاظ على حرمة جارنا.
وقد تدرجت الحقوق باختلاف الجيران، فهناك من له حق الجوار فقط وهو الجار من دين آخر، وهناك من له حق الجار وحق الإسلام وهو الجار المسلم، وهناك جار له ثلاثة حقوق حقّ الجار وحقّ الإسلام وحقّ القربى والرحم، وهو الجار المسلم ومن الأقارب، رُويَ عَن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (الجيرانُ ثلاثةٌ: جارٌ له حقٌّ واحدٌ وهو أدنَى الجيرانِ حقًّا، وجارٌ له حقَّان، وجارٌ له ثلاثةُ حقوقٍ وهو أفضلُ الجيرانِ حقًّا؛ فأمَّا الجارُ الَّذي له حقٌّ واحدٌ فالجارُ المُشرِكُ لا رحِمَ له وله حقَّ الجِوارِ، وأمَّا الَّذي له حقَّان فالجارُ المُسلمُ لا رحِم له وله حقُّ الإسلامِ وحقُّ الجِوارِ، وأمَّا الَّذي له ثلاثةُ حقوقٍ فجارٌ مسلمٌ ذو رحِمٍ له حقُّ الإسلامِ وحقُّ الجوارِ وحقُّ الرَّحِمِ، وأدنَى حقِّ الجِوارِ ألَّا تُؤذيَ جارَك بقُتارِ قِدرِك إلَّا أن تقدَحَ له منها).
ومن أبسط حقوق الجار علينا رد السلام وتلبية دعوته، والتي تخلقا روح طيبة من المحبة والمودة بين الجيران، ومن صور الإحسان إلى الجار، مساعدته في حل مشكلاته قدر المستطاع، والوقوف معه في أزماته، وأيضًا مشاركته أفراحه وأحزانه، فبإكرامه والإحسان إليه وعدنا رسولنا الكريم بالجنة حيث قال صلى الله عليه وسلم " لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه".
وبالمقابل، فقد نهانا رسولنا الكريم عن أن نصيب جارنا بسوء حتى ولو بكلمة، فمن يؤذي جاره يكون سببا لدخوله نار جهنم، قال أبو هريرة: ذٌكر للنبي صلى الله عليه وسلم امرأة ذكروا من صلاتها وصيامها، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، فقال: هي في النار.

آخر الأخبار