الاثنين 22 سبتمبر 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

فضل التسامح

Time
الأربعاء 08 مايو 2019
السياسة
إعداد - رحاب أبو القاسم:

شهر رمضان، تفتح فيه أبواب الجنات، وتضاعف فيه الحسنات، جعل الله صيامه أحد أركان الإسلام، فيه ليلة خير من ألف شهر، لذلك يغتنم المسلمون هذا الشهر للتقرب من الله وتطهير النفس وتهذيبها، فيتسابقون إلى الطاعات والعبادات والخيرات، إنه بحق شهر الفضائل.

التسامح والصفح من أهم الأخلاق التي أمرنا الله بالتحلي بها، خصوصا مع دخول الشهر الكريم، ففيه ترفع الأعمال الصالحة، وتضاعف فيه الحسنات، بشرط صفاء نية المسلم لحب الله، وخلو قلبه من الحقد والكره والمكيدة لأخيه المسلم، ومسامحته وغفرانه لكل خصومه وأعدائه، فمن كان بينه وبين أخيه خصومة ما، أكد الله سبحانه وتعالى أن أعمالهما لا تعرض عليه، عن أبي هريرة رضي الله عنه - قال: " تُعرض الأعمال في كل يوم خميس واثنين فيَغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكلِّ امرئ لا يشرك بالله شيئًا، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: ارْكُوا هذين حتى يَصطلحا، اركوا هذين حتى يَصطلحا"، فالمبادرة للتصالح والتسامح ستزيد من أجر المسلم، وتريح قلبه وتقربه من الله سبحانه وتعالى وترضيه عنه.
كما أن الدين الإسلامي الحنيف يحث دائمًا على الإخاء والمحبة والمعاملة الكريمة والطيبة مع الجميع، لهذا يتسارع المسلم على أن يكتمل صيامه وقيامه وزكاته بالمعاملة الحسنة وبمسامحة من أذاه، والعفو لمن أساء إليه، لقوله تعالى: "وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ".
يعد شهر رمضان فرصة حقيقية للتسامح والغفران حتى يصبح المجتمع صحيا مبنيا على الإخاء والمحبة، ويمكن أن يصبح المسلم من خير الناس وينال ثوابا مضاعفا في رمضان عندما يبدأ من خاصمه بالسلام، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام "، فالسلام يعني محبة وتسامح حتى بين الشعوب وبعضها البعض، به تذوب الخلافات وتنصهر الإساءات، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه "إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم " وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يحلُّ لمسلم أن يَهجر أخاه فوق ثلاث ليالٍ، يَلتقيان، فيُعرض هذا، ويُعرِض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ".
وقد أثنى الله سبحانه وتعالى على من تسارع في العفو عن أخيه، وتصالح معه وكظم غيظه بل ووعده بجنة خلده، كما وضعه في مكانة المحسنين، لقوله تعالى: " ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم، والله غفور رحيم "، وقوله تعالى "وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين "، فما بال المسلم إذا فعل ذلك في الشهر الكريم، لا شك أن ثوابه سيتضاعف، خصوصا أن هناك أحاديث كثيرة تحدثت عن فضل التسامح والمغفرة، منها قوله صلى الله عليه وسلم: " اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن "، وقوله "لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ".
وقد لا يعلم الكثيرون أن صِفة التسامُح قد تكون السبب في المغفرة ورضوان الله تعالى على عباده ؛ فعن ابن أبي شيبة عن أبي إسحاق عن البراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما مِن مسلمَين يَلتقيان فيتصافحان إلا غُفر لهما قبل أن يتفرَّقا))، ورواه أحمد والبزار وأبو يعلى إلا أنه قال: ((كان حقًّا على الله أن يجيب دعاءهما، ولا يردَّ أيديهما حتى يغفر لهما))، وإذا كان هذا حال المتصالحين، فلا شك أن الثواب سيكون مضاعفا بشكل كبير للمتخاصمين اللذين يتخذان من شهر رمضان بابا للتسامح.


آخر الأخبار