الأحد 13 أكتوبر 2024
31°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

فقدان الهوية

Time
الاثنين 30 يناير 2023
View
5
السياسة
طلال السعيد

هويتنا الكويتية الوطنية تكاد تختفي، رضينا ام ابينا، فالامر لم يعد بيدنا فقد فقدنا بالفعل هويتنا الوطنية، فبداية النهاية كانت بتلك المسلسلات "الحلمنتيشية"، التي يقال عنها ظلما وزورا وبهتانا انها مسلسلات كويتية، وهي في الحقيقة خليط من تجارب الاخرين، لا سيما حين تتحدث بلهجات مختلفة بين سورية وعراقية، وبعض الاحيان بلكنة فارسية واضحة.
لم يقتصر الامر على اللهجة، بل اصبحت تلك الاعمال تتحدث عن قصص لم تحدث عندنا، ومشكلات ليست مشكلاتنا، ولا يعرفها مجتمعنا، وتتحدث كذلك عن شخصيات ليست موجودة في المجتمع الكويتي، حتى عكست صورة سيئة عن المجتمع الكويتي.
والادهى والامر ان لهجة تلك المسلسلات طغت على لهجتنا الاصلية، فاصبحت هي لهجة التخاطب اليومي بين الناس، حتى اصبح الفرد منا يبحث عن تلك النكهة الكويتية التي يفتقدها فلا يجدها، اذ حتى نطقهم للارقام ومخارج الحروف لا تشبهنا ابدا.
المؤسف حقا أن مناسباتنا الوطنية لم تعد وطنية، كما يتمناها كل كويتي مخلص، فقد اصبحنا بين متشدد يريد ان يمنع الاحتفالات ويكتم انفاسنا باسم الدين، وبين مدع للوطنية يزعم انه كويتي، ويريد ان يجعل من تراثه تراثا لنا، رغما عنا، فعلى من تقع مسؤولية انقاذ ما يمكن انقاذه من تراثنا الجميل، او قل من كويتيتنا، فيعيد تلك البصمة الكويتية الرائعة لمكانها الطبيعي على ارض الكويت الغالية؟
الان نحن على ابواب شهر فبراير، شهر الاحتفالات الوطنية، فكل ما نتمناه ان نرى في هذه السنة عودة حقيقية الى تراثنا الاصيل، واحياء كل ما هو كويتي اصيل، ودفع اسماء كويتية الى المقدمة لتمثل الكويت الحقيقية التي تعرفنا ونعرفها، وليست الكويت التي فرضت علينا فرضا وفي غفلة من الزمان، حتى وجدنا انفسنا في وسط زحام لا نعرف اصحابه، ولا نفهم لكنتهم، واصبحنا نحن الاغراب وهم اصحاب الوطن!
كنا نتمنى لو كان شعار احتفالات هذا العام هو "العودة لهويتنا الوطنية"، ولكنهم يصرون على رفع شعارات تبعدنا اكثر عن هويتنا، وتبعد هويتنا عنا، حتى اصبحنا نشتاق الى ما هو كويتي اصيل، فهل هناك اصعب من ان تشعر بالغربة وانت في وطنك... ولله الامر...زين.
آخر الأخبار