

فلسطين ليست قضيتنا… قضية كل العرب
أرسل لي زميلنا الصحافي في صحيفة "السياسة" عبر الـ"واتساب"، قصاصة من جريدة قديمة فيها خبر تحت عنوان "اسرائيل تشكو الكويت الى مجلس الامن والقضية وقوفها مع الفلسطينيين"، فعلقت على القصاصة "لذلك غزانا صدام، وكاد يبيدنا من الوجود كما اباد الاسرائيليون فلسطينيين"!
تعرضت الكويت في خلال القرنين الاخيرين الى ثلاث غزوات، واخرها غزوة صدام، وفي يونيو 1961 زعم رئيس الوزراء العراقي، انذاك، عبدالكريم قاسم بعد اعلان الغاء اتفاقية معاهدة الحماية مع الانكليز، بثلاثة ايام، ان الكويت جزء تاريخي من العراق، و اعلن تعيين امير البلاد قائم مقام على الكويت.
وينقل البعض ان قاسم قرر ارسال قوات لاحتلال الكويت لو لا نصيحة المرجع الديني للشيعة اية الله عبدالمحسن الحكيم، الذي منعه من التهور واحتلال الكويت.
الكويت كانت دائما، وعبر تاريخها، مطمعا لجيرانها، وكل ما كان على الكويتيين فعله ليس الانصراف للبناء، انما للذود عن حماية الوطن.
صدام حسين لم يكن ليجرؤ على تحريك قواته واحتلال الكويت، لو لا هناك ضوء اخضر ارسل اليه، اذ يقول عبدالله النفيسي في حواره مع الاعلامي المتميز عمار تقي، قال له احد السياسيين الانكليز ان غزو الكويت بمثابة قرصة اذن، لكن في الواقع هو اعدام للكويت، وفناؤها واهلها كلياً من الوجود.
مرسوم 5 حزيران 1967 الذي جعل من الكويت مربط فرس للفلسطينيين دولة عظمى تخيف اسرائيل، ومن يقف خلفها، ولا يزال المرسوم نافذاً، رغم ما مررنا من بلاوي من المؤامرات، وتفجيرات، واقتحام السفارات من المنظمات الاجرامية الفلسطينية.
ثم الغزو الصدامي الغاشم ايضاً، وبالتعاون من الفلسطينيين بدءا من المنافق ابو سبعة وجوه عرفات وجورج حبش، وكل ابوات المنظمات المجرمة، هؤلاء الذين كانوا، بلا استثناء، يأكلون على سفرة الكويت، ويطعنونها كل يوم في ظهرها.
لكن بقيت الكويت، وكأن لا قضية او مسألة كويتية الا فلسطين، حتى كاد يرى بعض الطيبين ان فلسطين بوابة الجنة.
لا اريد ان اعود الى ايام الاحتلال والغزو، فانا واحد من هؤلاء الصامدين، رأينا بام اعيننا ما كان يكفي حتى نميز العدو من الصديق، والواقع لم يثبت ان كان في تلك اللحظات ان للكويت صديق من عدو.
فالذين دافعوا عن الكويت، لم يدافعوا من اجل سواد عيون الكويتيين، والحقيقة هي ان صدام لو اقتنص فريسته لعم خطره على كل المنطقة، بل العالم، لذلك لم يكن من كل هؤلاء الذين التقوا تحت راية تحرير الكويت خوض الحرب، وهم كارهون، فالكويت ليست بحجمها، انما بوجودها وموقعها.
قال الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، في لقاء تلفزيوني، ويقصد الكويتيين: "انتوا ابكوا واحنا نطبطب على ظهوركم"، ويبدو البكاء احدى السمات البارزة للكويت.
اقول واعود اكرر الكويت ليست فلسطينية والكويتيون ليسوا فلسطينيين، عندما يتم تحرير فلسطين بعد عمر طويل، لن يعود الفضل للكويت وسيخطف البطولة الانتهازيون واصحاب الالسنة الطويلة والنافذون.
لا احد لا يتمنى تحرير فلسطين، فالوضع هناك مأسوي بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني، لكن العرب 22 دولة، و 56 دولة اسلامية، والقيمون على فلسطين دولتان او ثلاثة، فيما الكويت خارج الحسبة، فماذا بقي لنا حتى نهرول خلف هؤلاء، اللحم والشحم لهم، والعظم لنا؟!
صحافي كويتي
حسن علي كرم