فندقلي: الديون الأميركية تقترب من المنطقة الحمراء

قال عضو اللجنة الاستشارية التابعة للخارجية الأميركية د هاني فندقلي عن أزمة الديون الأميركية‎‎ ان وضع الميزانية الأميركية خطير جدا ومعقد بشكل متزايد مما يعكس الانشقاقات السياسية والأيديولوجية العميقة داخل الولايات المتحدة و يجعل السياسة الاقتصادية والمالية مختلة بشكل كامل.
واضاف في لقاء مع مركز ريكونسنس للبحوث والدراسات انه في غياب ميزانية رسمية، يستمر الإنفاق بلا هوادة، حيث يُطلب من الكونغرس فقط الموافقة على سقف جديد للميزانية كل عام تقريبًا للسماح للحكومة الفيدرالية بالعمل ودفع الفائدة على ديونها.
وفي 12 أكتوبر 2021 وافق مجلس النواب على إجراء لسد الفجوة في اللحظة الأخيرة لتمديد سقف الدين إلى 28.5 تريليون دولار ، ما يكفي بالكاد لتمويل الحكومة لمدة شهرين، وسوف تعاد الكرة في أوائل ديسمبر عندما تطفو اللعبة السياسية المتمثلة في المزايدة على السطح.
وقال فندقلي هناك خطر من أن يؤدي المأزق السياسي في يوم من الأيام إلى انهيار كارثي يؤدي إلى التخلف عن سداد ديون الولايات المتحدة والالتزامات ودفع الرواتب والبرامج الاجتماعية والطبية.
كما أن التخلف عن السداد له آثار سلبية خطيرة على الأسواق المحلية والدولية، والأهم من ذلك، على الدولار الأميركي باعتباره عملة احتياطي مهيمنة.
للأسف، فإن العديد من المؤشرات المالية الكلية والجزئية لديون الولايات المتحدة، تقترب بسرعة من المنطقة الحمراء. الأرقام مقلقة، والاتجاهات مقلقة، والحلول بعيد المنال.
واضاف ان عملية رفع سقف الديون أصبحت مثيرة للجدل ، وأدت إلى سلسلة من الأزمات ابتداء من عام 1995 عندما اضطرت الحكومة إلى الإغلاق لمدة ثلاثة أسابيع ، تلاها المزيد من الأزمات والإغلاق في 2011 ، 2013 ، 2018. و 2019.
واكد فندقلي لنه لسوء الحظ، أصبحت هذه مشكلة الديون مستعصية، متأصلة بعمق في دستور النظام الأميركي، حيث يتمتع الكونغرس بـ "سلطة الخزينة" وقد خرج الدين عن السيطرة بالفعل.
والمسار الوحيد لتجنبه هو التعديل الدستوري الذي يكاد يكون مستحيلاً، ولا توجد حلول مجدية على المدى القصير. ومع ذلك، هناك ثلاث متطلبات لإدارة عبء الديون: نمو اقتصادي أسرع بكثير، وضرائب أعلى بشكل ملحوظ، أو خفض الإنفاق بشكل حاد.
وأوضح إن رفع الضرائب بشكل كبير سيكون تحديًا في مناخ احتراق سياسي وفي ظل عدم الاستقرار الاقتصادي.