المرأة حاضرة في المشهد التشكيلي السعودي والعربي وأعمالها وصلت إلى العالميةحاوره - جمال بخيت:أكد الفنان التشكيلي السعودي فهد بن ناصر الربيق أن الحركة التشكيلية العربية لها مستقبل واعد يوازي نظيرتها في الغرب، مبينا أنها تستلهم نتاجاتها من التراث وتحافظ على الموروث الحضاري للعرب، وتتلاقى في الوقت نفسه مع الثقافات المعاصرة.وأضاف في تصريح لـ"السياسة" أن النتاجات الفنية للتشكيليين السعوديين ارتبطت بالثقافة العربية بشكل مباشر، مبينا أنهم انتهجوا نهجا فنيا معاصرا جعلوه موصولا بتراثهم وحضارتهم. وأشار إلى ان تنمية ثقافة الفنان والوعي بتراثه وحضارته أمران مهمان، مؤكدا أن العالم العربي غني بالفنانين العالميين، الذين تحرص المتاحف الفنية في الكثير من بلدان العالم على اقتناء أعمالهم". وأكد أن ما يحتاج اليه الفنان التشكيلي العربي هو دعم المؤسسات المعنية برعاية الفنون لإقامة معارض خاصة في الداخل والخارج، وتيسير مشاركته بالمعارض الجماعية، والمنتديات الفنية المحلية والعربية والدولية.وبين أن الحركة التشكيلية السعودية، شهدت نهضة ذهبية في زمن الأمير فيصل بن فهد، وهي الفترة التي أقيمت فيها الكثير من المعارض الفنية والفعاليات بمشاركة متخصصين في تنظيم المعارض وإدارتها من مصر وبلدان عربية أخرى".وحول مشاركته في معرض القرين الثقافي قبل تفشي جائحة "كورونا" قال"سعادتي الحقيقية هي وجودي في الكويت بين رواد الفن التشكيلي، لاسيما أن هذا البلد معروف في العالم العربي بعشقه لهذا الفن والتكوين الجميل الموجود فيه، وهذا يجعل أي فنان يطمح دائما إلى أن يأتي للكويت ويعرض أعماله في معارضها".وأشار إلى ان عدم الاهتمام بالتشكيل في المنطقة العربية يعود إلى عدم وجود دعم يتناسب مع ما يقدم للرياضة وهذا يحتاج إلى الارتقاء بالثقافة والإبداع.وأوضح أنه طرح في معرضه الأخير القصيدة الشعرية بأسلوب فني وعطاء مختلف ليبحر الجمهور مع جمالياتها بخياله، لافتا إلى انه أراد أن يكون صاحب حلم وخيال وفكر معين يصوغ من خلاله حروف اللغة العربية ليكون كل حرف رمزا بريديا للعروبة ليستمر تواصل وعطاء الفن التشكيلي.وتابع: قدمت الغموض الأدبي في اللوحة التشكيلية وطرحته بشكل مختلف حتى يكون هذا الفن مختلطا مع ألوان ثقافية أخرى وهذا أمر مهم للغاية، متمنيا أن توجد لوحاته وأعماله في الكويت خلال المناسبات المختلفة.وأكد الربيق أن المدقق في الأعمال الفنية السعودية يجدها تتصل اتصالا وثيقا بموروث كل منطقة، وأنه عند غربلة تلك العطاءات نجد أن المملكة غنية برموز كبيرة في مجال الفنون التشكيلية.وحول مسيرته مع الفنون التشكيلية، متى ومن أين بدأت، قال الربيق إن علاقته بالفنون بدأت في مرحلة مبكرة، لافتا الى أن أول مشاركة له في المشهد التشكيلي السعودي كانت وهو في سن السادسة عشرة، وذلك بتشجيع من كبار الفنانين - آنذاك - على غرار الفنان محمد موسى السليم الذي كان وقتها رئيسا لقطاع الفنون التشكيلية بجمعية الثقافة والفنون بالمملكة، حيث أقام أول معرض سنة 1397 هجرية.وذكر أنه بعد هذا المعرض، بدأ التركيز على الواقعية التي تحيط بتراث الجزيرة العربية، حيث نجد بيوت الطين والنخيل والعادات والتقاليد، وبعض ملامح الدولة السعودية الأولى في الدرعية.وتابع "طلبت إقامة معارض فنية في بلدان عربية مثل تونس والمملكة المغربية"، مبينا أن تلك المعارض كانت بداية انطلاقته في تبني فكر تشكيلي مختلف، كما أوجدت له محكا إعلاميا رائعا، الأمر الذي منحه المزيد من الوهج، مشيرا إلى أن الطروحات النقدية، والكتابات التي صاحبت المعرضين أوجدت لديه مفاهيم فنية مختلفة.وقال، بعد ذلك "تعددت معارضي الفنية ومثلت المملكة في بلدان عدة مثل السويد والدنمارك والنرويج وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا، والكويت والإمارات وسلطنة عمان والبحرين"، لافتا إلى أن تلك المشاركات مكنته من زيارة متاحف الفنون العالمية ورؤية أعمال فنانين كبار مثل سلفادور دالي، وبابلو بيكاسو، وغيرهما، واقتناء كتب فنية عالمية منحته ثقافة مغايرة.وحول أهم المدارس الفنية التي شكلت ملامح مسيرته، قال إنه وقبل 35 عاما مضت، حرص على أن يكون متميزا في طروحاته التشكيلية، حيث سار على نهج المدرسة الواقعية مع بعض الجوانب السريالية، أو الرمزية التي تُعبر عن المشاعر والأحاسيس الداخلية للإنسان.وعن عوالمه الفنية وعلاقته باللوحة والريشة والألوان، قال إنه انشغل في بداياته بالتركيز على مهارة الرسم، مستثمرا ما اكتسبه من ثقافة في تنمية تلك المهارة، ثم انطلق من الواقعية إلى خيال السريالية في رسم التراث، لافتا إلى أنه يشعر بالجمال ويحسه حين يرسم بيوت الطين والنخيل والطبيعة والآثار القديمة، ويشعر بفرحة عارمة عند ولادة كل لوحة.وذكر أن المرأة حاضرة في المشهد التشكيلي السعودي والعربي، ولا يوجد فرق بين الرجال والنساء في ممارسة الفنون التشكيلية، مستدركا بالقول الفارق يكون في القدرة على التعبير عن الإحساس والمشاعر الوجدانية، بجانب المهارة، مبينا أن المرأة العربية حاضرة في المشهد التشكيلي، وأن بعض الفنانات بالمملكة وسورية ومصر والعراق وصلت أعمالهن للعالمية.وتعد لوحات الربيق حالة مختلفة عما يقدمه الكثير من محترفي هذا الفن، حيث تعكس معظمها بيئته وتميل في معظمها إلى الواقعية، إذ يعبر من خلالها عن قصيدة شعرية بأسلوبه تشكيلي يشي بثقافته الأدبية، فضلا عن استخدامه للألوان التي تميل لعشقه للصحراء والبادية بطريقة تكاد تكون فريدة، فبرغم تشابهها في الألوان فإنها مليئة بالتفاصيل الفنية المبهجة وتحمل في محتواها عبق الموروث، لاسيما أن الربيق ينتمي إلى جيل له بصمات واضحة في الحركة التشكيلية السعودية.

في مرسمه

بورتريه