المذكرات اليومية تظهر الحرص الإنساني في مرحلة التفوقمسيرة حافلة بالعطاء والتميز والنجاحات داخلياً وخارجياًتاجر متميز، وشخصية مجتمعية نادرة المثال، عالم البزنس ولغة الارقام لم يشوها إنسانيته أو يحرفا شخصيته بل جعلاها من منظوره أداتين لأن يهدي مجتمعه الحب والجمال بسخاء وأريحية، معه تكون القيم الإنسانية كاملة العدد.. بهذه العبارات يستفتح الناشر محمد ناصر السنعوسي وزير الاعلام الاسبق كتابه القيم الذي جاء بعنوان "رجل من الزمن الجميل.. فهد عبد الرحمن المعجل "وهو رحلة توثيقية لحياة هذا الرجل النموذج للعمل الاجتماعي ورجل من رجالات الاقتصاد الكويتي.بين عقدي الخمسينيات والتسعينيات لم يغب عن فهد الطموح استشراف الآفاق الجديدة هو الطموح والقدرة على اقتناص الفرص واستطاع الرجل الطموح ان يطرق ابواب الحياة المصرفية فأسس وساهم في بنك البحرين والشرق الاوسط، ومصرف انفستكورب وأسس في دولة الامارات شركة اسمنت الفجيرة وفي بريطانيا اسس مع آخرين بنك الخليج وفي باريس شارك في تأسيس بنك "إيفا"، وايضا في سويسرا وفي بلاد أخرى، لقد استطاع برؤية اقتصادية ثاقبة ان يقرأ المشهد الاقتصادي العالمي وقدم كل هذه الانجازات الرائعة حول العالم مؤسسا امبراطورية الخير. يقع الكتاب في 330 صفحة من القطع المتوسط ويستعرض سيرة المعجل منذ النشأة وصولا الى انجازاته وماقدمه للمجتمع من انجازات. في فصوله الأحد عشر.ربما كان البحث في الجذور هو أقصر الطرق لمعرفة تاريخ هذا الرجل ومن أي بيئة خرج، وما هي الظروف التي قادته الى هذه البقعة من أرض الجزيرة العربية. وتعود أصول الرجل الى جده وهو من وجهاء منطقة الداخلة في إقليم سدير، وتعود أصولهم الى آل رحمة من النواصر، ومعجل الاول كان يسكن في بلدة الداخلة، وبعض أفراد أسرة المعجل انتقلوا إلى عدة مناطق واستقروا فيها مثل: الحصون والمجمعة والعودة والدمام والكويت والزبير.أما الكويت فقد انتقل إليها عبدالله بن عبدالكريم عبدالله المعجل، واستقر فيها ومن بعده أبناؤه، وكانت بيوت الشلفان والمعجل مقصدا للكثيرين من معارفهم القادمين من سدير للزيارة والتجارة.وأول من قدم الى إمارة الكويت من أسرة المعجل هو عبدالله بن ابراهيم بن سلطان بن معجل، وكان ذلك ما بين عامي 1810 و1820م في عهد الشيخ عبدالله بن صباح.سكن والده في بيت بسكة عنزة اشتراه من ابراهيم العامر سنة 1938 أي في منطقة شرق، ثم انتقلت العائلة الى بيت آخر اشتراه من عبدالرحمن الدويسان بالصالحية عام 1947، أما البيت الأول فحوله الى قيصرية حملت اسم سوق المعجل وضمت حوالي 60 دكانا.ومنذ مطلع الستينيات، اختار فهد المعجل السكن في الفيحاء، وارتبط بها كالعاشق ليساهم في نهضة المنطقة ويبني فيها ما جادت به أياديه من عطاءات.عالم التجارةدخل عالم التجارة من أوسع ابوابه فأسس شركة المعجل للأدوية، وقام بتطوير أعماله وتوسع بها من خلال مجموعة المعجل التجارية، التي ضمت السفريات وقطاع النفط، وأسس أربعة بنوك إقليمية ودولية، وساهم في تأسيس عدد من الشركات داخل وخارج الكويت، واختير في عدد من الجمعيات والاتحادات، وكان له دور مجتمعي بارز بإنشاء مركز هيا المعجل لغسل الكلى ومركز ناصر عبدالرحمن المعجل لأطفال الداون وصالة المعجل للأفراح بالفيحاء، وترميم ديوانية جده في سدير، وتحويلها الى معلم تاريخي.الكتاب يعد من الإصدارات المهمة، بفضل ما يحمله من محتوى تميز بعرض سيرة حياة شخصية حملت على عاتقها مسؤولية تطوير العمل التجاري في الكويت والعالم، اضافة الى السعي لاظهار وتأكيد مفاهيم اقتصادية مهمة في المنظومة المالية.ورغم ان الكتاب أظهر الكثير من الجهد، لما يمثله من أهمية كبيرة في وجدان الجيل الجديد، الذي يريده أن يتعرف على الرواد الذين ساهموا بشكل رائع ومؤثر في النهضة الكويتية اقتصادياً وسياسياً وثقافياً وإعلامياً، ومن ثم إلقاء الضوء عليها، وكيفية اظهار طريق الكفاح والمثابرة الذي تمتع به الرواد الكويتيون في مجالات عدة على الصعد المحلية والعربية والاقليمية.وعرض الكتاب مفكرات رجل الاقتصاد فهد المعجل التي تروي بعض المعلومات التي كان يدونها بخط يده أحداث أيامه (يوما بيوم). وقد تجول الكاتب بين صفحات تلك المفكرات والتي ضمت توثيقا مختصرا وجميلا لرحلات السفر وأحداثا أخرى منها الخاص كخروج عبدالله المحمد العبدالرحمن المعجل من المستشفى، وسفر والدته إلى شقرا مع أخيها عبدالله، وتسلمه لسيارته الجديدة طراز 1952، وتشحيم السيارتين الباكارد والبوكس، وتوثيق تاريخ تعبئة ماكينة بالديزل (برميلين، واحد ابو تسع وواحد ابو اثني عشر تنكه).وفي مفكرة أخرى سجل موعد زيارة مستر "كوك" بأنها في الساعة الثامنة صباحا، كما أن حساباته مع العملاء كانت حاضرة والتي كان بعضها بـ"الروبية" وبعضها بعملات أخرى ما يعني أنها مرتبطة بحسابات خارج الكويت.. وشملت المفكرات كذلك أحداثا عامة مثل: سفر أمير البلاد الأسبق الشيخ عبدالله السالم إلى باريس ولندن، وإعلان النظام الجمهوري في مصر برئاسة محمد نجيب "الساعة الثانية إنكليزي صباحا"، ووفاة الملك عبدالعزيز آل سعود، والعديد من الوقفات المدونة التي تتميز بالدقة واظهار العديد من مناحي الحرص الانساني والذي يصب في مرحلة التفوق ومحطات النجاح التي أحرزها الرجل خلال مسيرته.جذور آل المعجلومن خلال العرض المتميز تناول المؤلف جذور المعجل وهجرة آل المعجل إلى الكويت في العقدين الأول والثاني من القرن التاسع عشر الميلادي، واستقرار رموز العائلة في حي القبلة في فريج الغنيم، ومن ثم تطرق إلى تشكيل الشخصية من خلال أحداث عدة خاضها فهد المعجل في الحياة والعمل لتصقل تجاربه وتتشكل أفكاره ورؤاه، التي ساهمت في بلورة شخصيته التجارية المتميزة.و تضمن الكتاب أرشيفا هائلا من الصور يواكب السيرة الكبيرة لصاحب الكتاب ويوثق رحلته التي تعتبر منهاجا ونبراسا للاجيال القادمة.ومن الروايات النادرة بالكتاب قصة الملك عبدالعزيز في الرياض عندما شاهد سيارة والده في أحد أيّام عام 1936، وهو في طريقه لزيارة جده وكيف شاهده الملك بالمنظار بسيارتهم التي دخلت الرياض التي كانت محاطة بسور آنذاك، ثم يستقبله مع شقيقه ويستفسر منهما عن السيارة التي استأجراها من الكويت وأكرمهما بالضيافة.الكتاب ذو صفة توثيقية وتاريخية بامتياز، فقصة العلاقة مع قبرص تجدها من الألف الى الياء بكل تفاصيلها وبكونه الراوي والصانع لها والشاهد عليها.وفي الفصل الخامس الذي يتناول الابناء وأباهم وأحداثا قلما يعرفها العامة من الناس، هناك جانب لم نعهده من قبل، وهو ان العم فهد المعجل يكتب في مفكرة يومية اهم الأحداث ذات القيمة في حياته، وهي مفكرات يحتفظ فيها بمكتبته منذ عام 1952 معتمدا على المختصر المفيد.ويمضي الكتاب في رحلة طويلة حيث الكثير من الشهادات من الاصدقاء والاحباء ونماذج من الصور تشرح الكثير من محطات حياتية قدمها المعجل كرجل مجتمع وانسان ووالد..رحلة شيقة يستعرضها الكتاب.

سمو الشيخ ناصر المحمد خلال زيارته فهد المعجل في سويسرا بحضور محمد السنعوسي

فهد المعجل

رجل من الزمن الجميل فهد عبد الرحمن المعجل

غلاف الكتاب

كلمات في فهد المعجل