فوز ساحق للتكتلات الإسلامية... ماذا يعني؟

د. حمود الحطاب

لما تفوز في انتخابات مجلس الامة مجموعات تسمي نفسها الاسلامية، بين "سلف" وإخوان"، أو مدعومين من "السلف"، أو مدعومين من "الاخوان" او يكون الدعم مشتركا من التيارين فتتكون غالبية اعضاء في مجلس الامة تسمى "اسلامية" لم تحصل من قبل على مثل هذا العدد. واذا عملنا على تحجيم انفسنا واعادتها الى حقيقة تكوينها، وسعتها وعظمها، فنقول: حنانيكم... حنانيكم، فما هذا التمييز بالاسلاميين في مجتمع ليس كاثوليكيا، ولا برستانتينيا، ولا يساريا شيوعيا، ولا ماركسيا لينينين، ولا ستانلينيا، ولا مجتمع ماويا صينيا، ولا مجتمع يمين ويسار، وما عندنا في اليمين واليسار غير اشارات المرور المرسومة على الارض، إحداها تقول لك اتجه يمينا والاخرى اتجه يسارا.
فما هذا الغلو، وما هذه العنصرية، وما هذا التكفير، ربما وما هذا التميز بالباطل؟
كل المجتمع الكويتي مجتمع اسلامي، ونسبة غير المسلمين فيه من الكويتيين نسبة ضئيلة جدا، وليس هناك يسار كويتي، غير الذي في "غوغل"، وليس هناك ماو ماو غير في صوت القطط.
ثم ما هذا الخوف من بني "ليبراليزم" من الناس، وقد قال أحدهم لقد اصبح المجلس قندهاريا! ماذا تريد يا شيخ "ليبراليزم"، ولماذا انت مرتبك وساخط وخائف، وهذه مفرزات اصوات فردية اختارها الشعب بمحض ارادته، وبشكل عام؟
ثم ما هو الخوف من مثل هذا العدد، وقد سبق ان بلعت الحكومة، ومن ورائها، من هو اعظم منهم، واقدم، وكسرت عظمهم بالمال، والجاه، والمناقصات حتى اصبحوا كجذوع نخل خاوية، فهل ترى لهم من باقية؟
ماذا استطاعوا أن يقدموا للاسلام وللمجتمع الكويتي المسلم، وما قدموا الا لانفسهم، فاغتنى فقراؤهم، وزادت ثروة اغنيائهم، وتهرب العديد منهم من تهمة الانتفاع، فسجلوا كنوزهم بأسماء عيالهم، او اخوانهم، او زوجاتهم، وامتلكوا افخم المزارع والشاليهات، وبنوا قصورا على البحر "يا عين يا عين"، ومدوا قصورهم بالجزر الاصطناعية، وربطوها بجسور وكأنهم الملوك، وفي اغنى مناطق الكويت.
وشخصيا انا اعرف الاحوال المالية لأكثرهم، لاننا في سن واحدة، وعمر زمني واحد، وتصاحبنا داخل التيار قياما وقعودا...مع السلامة.

كاتب كويتي

[email protected]