

فوضى البحر الأحمر تضرب أكبر اقتصادات أوروبا
الحوثيون اشتبكوا لساعتين مع مدمرات أميركية في خليج عدن ومنعوا عبور سفينة ترفع علم الولايات المتحدة
صنعاء، واشنطن، عواصم - وكالات: فيما أظهرت بيانات اقتصادية تضرر أكبر ثلاث اقتصادات في أوروبا نتيجة اضطراب حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر التي أدت إلى مشكلات عديدة لسلاسل الإمداد، وفي تطورات دراماتيكية سريعة وخطيرة لتهديدات حركة الملاحة في الشريان الاقتصادي الأهم في العالم، زعمت جماعة الحوثي المتمردة في اليمن أنها اشتبكت مع عدد من المدمرات والسفن الحربية الأميركية في خليج عدن وباب المندب، بينما أعلن الجيش الأميركي أن الجماعة أطلقت ثلاثة صواريخ باليستية مضادة للسفن باتجاه إحدى سفن الشحن الأميركية.وقال المتحدث باسم الحوثيين في اليمن يحيى سريع إنه وقع اشتباك مع عدد من المدمرات والسفن الحربية الأميركية في خليج عدن وباب المندب، أثناءَ قيامِ تلكَ السُّفُنِ بتقديمِ الحماية لسفينتينِ تجاريتينِ أميركيتينِ، مضيفا أنه كانَ من نتائجِ عمليةِ الاشتباكِ إصابةُ سفينةٍ حربيةٍ أميركيةٍ إصابةً مباشرة و إجبارُ السفينتينِ التجاريتينِ الأميركيتينِ على التراجعِ والعودةِ، مؤكدا وصول عدد من الصواريخِ البالستيةِ التي تم إطلاقها إلى أهدافِها رغمَ محاولةِ السفنِ الحربيةِ اعتراضَها. وأشار سريع إلى أن قوات الجماعة استخدمت في عملية الاشتباك التي استمرت ساعتين، عدداً من الصواريخ الباليستية، مؤكداً استمرار منع السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى الموانئ في الأراضي المحتلة من العبور في البحرين الأحمر والعربي، حتى يتوقف العدوان والحصار على غزة، قائلا إن قوات الجماعة ستتخذ الإجراءات العسكرية اللازمة ضمن حق الدفاع المشروع ضد الأهداف المعادية الأميركية والبريطانية في البحرين الأحمر والعربي.من جانبها، قالت القيادة المركزية الأميركية إن جماعة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران أطلقت ثلاثة صواريخ باليستية مضادة للسفن من المناطق التي تسيطر عليها في اليمن، باتجاه سفينة الحاويات "إم في ميرسك ديترويت" التي ترفع العلم الأميركي أثناء عبورها في خليج عدن، موضحة في بيان على حسابها الرسمي بمنصة "إكس" أن أحد الصواريخ سقط في البحر، بينما تم اعتراض الصاروخين الآخرين بنجاح من جانب مدمرة الصواريخ الموجهة "يو إس إس جرافلي"، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار للسفينة.بدورها، قالت شركة "ميرسك" الدنماركية العملاقة للشحن إن سفينتين تابعتين لفرعها الأميركي كانتا تعبران مضيق باب المندب عادتا أدراجهما في البحر الأحمر بعد وقوع انفجارات بالقرب منهما، موضحة أن سفينتيها "ميرسك ديترويت" و"ميرسك تشيسابيك" أبلغتا عن رؤية انفجارات قريبة، فيما اعترضت البحرية الأميركية المرافقة لهما مقذوفات عدة، مؤكدة أن الطواقم والبضائع لم يلحق بها أي أذى، في حين رافقت البحرية الأميركية السفينتين إلى خليج عدن بعد تعذر عبورهما إثر الهجمات.وبينما نقلت وكالة "بلومبرغ" للانباء عن شركة "ميرسك" قولها في بيان إن الهجمات غير الناجحة وقعت بينما كانت البحرية الأميركية ترافق السفينتين، ذكرت الوكالة أن شركة الشحن الدنماركية العملاقة أوقفت على الفور عمليات العبور في المنطقة لجميع الشركات التابعة لها، بما في ذلك الشركة التي تدير السفينتين اللتين ترفعان العلم الأميركي، واللتين كانتا تنقلان بضائع دفاع حكومية أميركية، حيث عادتا أدراجهما وحولتا مسارهما.في غضون ذلك، أظهرت بيانات اقتصادية تضرر أكبر ثلاث اقتصادات في أوروبا نتيجة اضطراب حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر التي أدت إلى مشكلات عديدة لسلاسل الإمداد، بدءا من ارتفاع أسعار الواردات في بريطانيا إلى طول الفترة الزمنية اللازمة لوصولها في ألمانيا وفرنسا. وأشارت بيانات المؤشر المجمع لمديري المشتريات في بريطانيا إلى تزايد التقارير عن ارتفاع أسعار الشحن، مما ساعد في رفع معدل التضخم في قطاع التصنيع إلى أعلى مستوياته منذ مارس الماضي، في حين ارتفعت الفترة الزمنية اللازمة لوصول الإمدادات للمرة الأولى منذ 12 شهرا، وذكرت وكالة "بلومبرج" أن النشاط الاقتصادي للقطاع الخاص في ألمانيا واصل انكماشه، في حين تباطأت وتيرة تراجع نفقات مستلزمات التشغيل إلى أقل مستوياتها منذ 9 أشهر، كما وصل زمن توصيل الإمدادات في فرنسا لأعلى مستوياته منذ عام.