الأربعاء 24 ديسمبر 2025
19°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

فوطة حارة!

Time
الأربعاء 10 أبريل 2019
السياسة
طلال السعيد

حلاق الرجال، وما أدراك ما حلاق الرجال، بعد أن أصبحت أسعارهم أغلى من صالونات الحريم، فطافوا الحد المعقول حتى أصبح حلاق النساء أرخص بكثير مقارنة بما يقدمه من خدمة، و"التجارة" تتفرج، وكان الله في عون المواطن، فقد بلغ سعر حلاقة الشعر واللحية وفوطة حارة وفوطة باردة والفاتورة 21دينارا بـ"الافينيوز"!
فما الذي يفعله هذا الحلاق زيادة عما يفعله حلاق فرع ق3بالواحة (الكوريات سابقا) والذي يتقاضى دينارا ونصف الدينار على كل الشغلة، واذا أردت ان تكرمه تدفع له ربع دينارزيادة؟
أما هؤلاء الناعمون من الجنسية المعروفة إياها، فهم يسرقوننا عيانا بيانا، ونحن ندفع لأننا نستحي أن نسأل قبل الحلاقة كم الكلفة فنقبل أو لانقبل، وبإمكان أحدنا مغادرة الصالون إن لم يعجبنا السعر، إلا أنهم يضعون السعر الذي يعجبهم، والحكومة ممثلة بـ"التجارة" تتفرج، مع شديد الأسف، بغياب الحماية الحقيقية للمستهلك، التي تبدو عاجزة عن ردع هؤلاء الحلاقين اصحاب الفوط الحارة والباردة، بعد وقبل الحلاقة.
والاّ هل يعقل ان يدفع الزبون مثل هذا المبلغ الكبير بينما السعر المتفق عليه، أو المتعارف عليه، اقل بكثير، وفي أحسن الصالونات لايتجاوز خمسة دنانير، فما الذي يجعل الفاتورة ترتفع الى هذا الحد غير المعقول ولا المقبول، والطامة الكبرى أن هناك لائحة أسعار وضعها صاحب الصالون بنفسه، معلقة في زاوية لايراها الزبون عند دخوله المحل، ويدعي ان "التجارة" على علم بها أو اعتمدتها، وهذا الكلام غير صحيح نهائياَ، فالتجارة لاتسعّر، لكنها تراقب، والمفروض انها لا تقبل بالأسعار المبالغ فيها، بل بما جرى العرف عليه في البلاد، وأي زيادة غير معقولة يجب ان تقابل بكل حزم؟
اما مشكلة المشكلات فهي أننا لم نتعود الحديث عن سعر الحلاقة قبل الجلوس على كرسي الحلاق، من باب الحياء، وهذا ما جرى عليه العرف ايضا، خصوصا حين يكون هناك زبائن عند الحلاق، ولو حصل وسألت عن سعر الحلاقة لوجدت نفسك محل سخرية من الزبائن، حتى تمادى اصحاب المحال بالأسعار، خصوصا في المجمعات الراقية، مثل "الافينيوز"، فأي حياء يجعل مثل هذا الطماع يسرقني، وانا ادفع بإرادتي، ولو كثرت الشكاوى لتغير الوضع، لكننا لازلنا نتقول:" عيب تكرير الحلاق"... زين.
آخر الأخبار