الأحد 29 سبتمبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

في البيت رجل

Time
السبت 29 يوليو 2023
View
14
السياسة
طلال السعيد

المخلصون من اهل الكويت ليسوا مرتاحين من الوضع السياسي الحالي، ففي الوقت الذي تنشغل فيه الحكومة بالمجلس، وينشغل المجلس بالحكومة، وتتوالى استقالات الوزراء، وينقسم اعضاء المجلس الى فريقين، ويحاولون فرض هذه التقسيمة على الشعب الكويتي، فأما تكون معنا والا فانت ضدنا!
وبينما مصالح الدولة العليا غائبة، والحاضر فقط تنافس الفريقين كل يسعى الى الاستحواذ على النفوذ والسلطة، وهمه تحجيم الطرف الاخر، باي وسيلة كانت، حتى لو كان ذلك على حساب مصالح الكويت العليا.
عليك يا مواطن، ان تختار اما مع هؤلاء والا مع اولئك، والا لامكان لك، ولا تسمع لك كلمة، ولا تقضى لك حاجة، حتى وان قلت انا لست مع هذا ولا مع ذاك، انا مع الكويت.
قال لك كل طرف منهما ان مصلحة الكويت معي فقط، وكأن هذا البيت بلا رجل، او بالاصح كأن البلد ليست محكومة! ولضعاف الذاكرة، ولمن لم يكن حاضر الذهن في سنوات "الربيع العربي" الغابر، ورياحه الصفراء التي هبت على الكويت بشدة، وكادت تعصف بنا حتى أن تنظيم الاخوان المسلمين أعلن على لسان ناطقه الرسمي من ساحة قصر العدل في ذلك الوقت وقال بالحرف الواحد: "ما هي الا ساعات ويسقط هذا النظام الفاسد بالكويت"!
هذا كله موثق بالصوت والصورة، ولا يستطيع كائن من كان انكاره، لكن الله عز وجل خيب مسعاهم، ونكس اعلامهم واذلهم!
وهنا نؤكد للحقيقة والتاريخ، ولمن لم يع تلك المرحلة، ولضعاف الذاكرة، وللاجيال، الحالية والقادمة، نقول: لا مجلس الامة ولا مجلس الوزراء بل "الحكم"، والحكم وحده هو من استطاع، بتوفيق من العزيز الحكيم، ان يعبر بسفينة الكويت، بعد ان التف المخلصون من الشعب الكويتي حوله، استطاع الحكم ان يعبر بسفينة الكويت الى شاطئ الامان، بعد ان تفتتت على صخرة الكويت احلام "الربيع العربي"، والتنظيم الدولي للاخوان المسلمين، ومن خلفهم (مذكرات هيلاري كلينتون)!
اليوم ينتابنا شعور غريب لا يخلو من الخوف والحذر، فهناك استهداف منظم لهيبة الدولة، وهناك تطاول غير مسبوق على الكويت واهلها، وهناك تهاون لا تحمد عقباه من الاجهزة الرسمية، حين ولي الامر الى غير اهله.
وهناك تخلف غير مسبوق بالاعلام الرسمي، حتى خفت صوت الدولة، وعلت اصوات الصخب والاصوات الشاذة، واصبح كل يشتم ويصور، ويبث ما صوره من دون خوف ولا حياء، بعد الانفلات بالمنصات التي تخلط السم بالعسل في وسائل التواصل الاجتماعي.
وبعد ان اصبحنا مشغولين يضرب بعضنا بعضا من خلال اقلام مأجورة لا تدين بالولاء لا للارض، ولا لاحد، فهي تنتظر فرصتها، وكل ما يرجوه كل كويتي مخلص ان تصل كل هؤلاء الطارئين منهم والمخضرمين، سواء كان مواطنا او وافدا او مقيما، رسالة واضحة قوية مدوية مفادها ان "الحكم" الذي عبر بالكويت ايام "الربيع العربي"، وتداعياته يستطيع امتداده بإذن الله، وبكل جدارة واقتدار، ان يعبر بالكويت واهلها المخلصين الى بر الامان، ويضع حدا فاصلا للانقسامات الحالية، ومحاولات ادخال البلاد في صراعات لا فائدة وطنية منها، بل اعطت ضوء اخضر للمتسلقين والمتطاولين والطامعين، فتصوروا واهمين ان من يسكت عنهم حاليا راضيا بما آلت اليه الامور، لكن ليعلم كل هؤلاء ان في البيت رجلا... زين.
آخر الأخبار