الاثنين 19 مايو 2025
40°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

في اليوم العالمي للكتاب... أمة اقرأ أصبحت لا تقرأ

Time
السبت 23 أبريل 2022
View
5
السياسة


تحقيق ـ ناجح بلال:

لماذا تراجعت قراءة الكتب الثقافية والعلمية والأدبية في هذا العصر حتى أصبحت أمة اقرأ لاتقرأ ؟ وما دور المؤسسات التعليمية في تشجيع التلاميذ على القراءة؟ وما دور الكويت في حماية حقوق مؤلفي الكتب في عصر انتشرت فيه سرقات الإبداعات في مختلف فنون المعرفة؟
"السياسة" طرحت هذه الأسئلة وغيرها بالتزامن مع الاحتفال العالمي بيوم الكتاب وحماية حقوق المؤلف الذي يحل في 23 أبريل من كل عام على عدد من المختصين والمعنيين بتأليف الكتب، إذ أكدوا على ضرورة العمل على تحفيز المواطن والمقيم على قراءة الكتب لتنشيط الحركة الثقافية في البلاد. وفي التفاصيل:

قال الكاتب مشاري الأسود إن القراءة غذاء الروح ولهذا يجب تشجيع الشباب على القراءة والمطالعة والتعرف على الثقافات الأخرى خاصة وأن الامم التي تقرأ لايمكن هزيمتها لأنها قوية بالمعرفة والعلم

كتب الطهي والسحر
من جهته صرح د.علي العمران وهو مسؤول أحد دور النشر: إن هناك العديد من الأسباب التي أدت لتراجع القراءة في الكويت وبقية الدول العربية أبرزها شغف الأطفال والشباب والكبار بوسائل التواصل الاجتماعي فضلا عن غياب دور المدرسة في تحفيز الطلاب في قراءة الكتب ولهذا فمكتبات المدارس الخاصة والحكومية لايدخلها الطلاب إلا من رحم ربي
ولفت د. العمران إلى أن دور النشر أصبحت لاتنشر الكتب إلا بالتعاون مع المؤلف في الجانب المادي ليتحمل المؤلف تكاليف الطباعة وفي أغلب الأحوال يتم طباعة الف نسخة فقط من كتاب علمي أو رواية أو ديني ولهذا السبب أفلست الكثير من المطابع موضحا بأن اغلب الكتب الرائجة في هذا العصر كتب السحر والشعوذة وكتب الطهي فضلا عن أن هناك الكثير من الكتاب يكتفون بنشر كتبهم عبر الإنترنت دون الحاجة لطباعة الكتب.

ضعف مستوى الطلاب
من جانبه، يرى مؤلف العديد من الكتب والباحث في شؤون التراث أحمد بن برجس أن القراءة تأثرت بشكل كبير بعد وجود الآيفون وأدوات التواصل الاجتماعي نتيجة لسهولة استخدامها وجاهزيتها بدون تعب ولهذا تأثر مستوى طلاب المدارس الدراسي نتيجة اعتمادهم على الاجهزة التكنولوجية.
وذكر بن برجس أن أعداء الأمة خططوا بكل خبث لنكون أمة لاتقرا وإن قرأت لاتفهم.
وعن طرق حماية حقوق المؤلف قال بن برجس إن هذه المعضلة مسؤولية الدولة التي يجب أن تضع تشريعات تحمي المؤلفين من السرقات ولو ان قانون الحماية الفكرية له دور مهم في هذا الشأن لاستغنى عنها، كما يجب على الأهل تشجيع أولادهم على القراءة بشتى الطرق الجاذبة.

القراءة والتثقيف
من جانبه، يرى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السابق فهد الشعلة أن القراءة والتثقيف من الضروريات الهامة لتنمية قدرات الشباب المعرفية، لافتا إلى أن المؤسسات التعليمية في المكتبات في السابق كانت تهتم بتشجيع الأبناء على القراءة ولكن الان في ظل وجود الهواتف الذكية وسهولة المعلومات من محركات البحث في الإنترنت ضفعف اهتمام الشباب للقراءة والتثقيف عبر الكتب والمراجع والاكتفاء بالبحث الإلكتروني ومع هذا فالقراءة لا إستغناء عنها لفوائدها العديدة ومنها تحفيز الدماغ وزيادة المعرفة وزيادة مخزون المصطلحات فضلا عن تقوية الذاكرة.
ويطالب الشعلة المؤسسات التعليمية العمل بتشجيع وتحفيز الشباب للقراءة مع ضرورة تحديد ساعة في الجدول الدراسي لكافة مراحل الدراسة تكون للمكتبة والاستفادة من محتواها.

التكنولوجيا السبب
ويقول الخبير المكتبي والحاصل على الدكتوراة في علم المكتبات د. محمد الرزاز أن ظهور الكتابة تزامن مع ظهور الحضارات من أجل تسجيل وحفظ خبرات وأفكار العلماء والمفكرين للأجيال التالية لهذا فتعتبر الكتابة الإبن الشرعي للحضارات وبدون الكتابة لم يشهد العالم أي نوع من أنواع التقدم الذي يشهده العالم حالياً
وبين د. الرزاز أن الكتابة ظهرت مع خلق الله عز وجل للإنسان منذ ان علم الله آدم عليه السلام الأسماء كلها حتى نزول الوحي على النبي صل الله عليه وسلم بأول كلماته وهي اقرأ، لافتا إلى أن الكتابة تأثرت بعدة اختراعات ساعدت على انتشارها مثل اختراع الصينيين للورق وآلة الطباعة واختراع الكمبيوتر واخيراً الشبكات العنكبوتية حيث ساهمت هذه الاختراعات في انتشار العلم والأفكار بين بلدان العالم المختلفة وأصبحت الكتابات والأفكار في متناول الجميع.
وذكر د.الرزاز أنه بمناسبة اليوم العالمي للكتاب يمكن القول بأن مستوى القراءة عند الشباب العربي بصفة عامة والشباب الكويتي بصفة خاصة تأثر بشكل إيجابي بانتشار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وقراءاتهم من خلال صفحات المؤلفين والعلماء والمفكرين سوء العرب أو الأجانب من صفحات محبيهم من أجل نشر مقتطفات وأقوال مأثورة لهم مما ساعد على تثقيف الشباب العربي بصفة عامة برغم المحاذير التي واجب مراعاتها من أجل محاربة الأفكار المتطرفة والهدامة.
ومع انتشار تبادل الأفكار مع شباب العالم وكسر حاجز الزمن والمكان سعت العديد من بلدان العالم في الحفاظ على حقوق المليكة الفكرية للمؤلفين من اجل تشجيعهم على زيادة انتاجهم الفكري والابتكار ففي منتصف القرن الماضي شرعت العديد من الدول ومنها دولة الكويت القوانين والتشريعات التي تساعد في حفظ حقوق المؤلف وتساهم المكتبة الوطنية من خلال الإيداع القانوني بها وتسجيل المؤلفات منعاً لعمليات السطو الفكري على مؤلفات الغير.

حمد العتيبي: الكويت فيها 90 دار نشر رسمية وبعضها تحوَّل لمقاهٍ

رأى حمد العتيبي صاحب دار نشر أن الكويت تعاني من قلة عدد دور النشر حيث لايزيد عددها حاليا في البلاد عن 90 دار نشر رسمية فضلا عن أن هناك مالايقل عن 20 دار نشر محلية غيرت النشاط من دار نشر لمقهى شعبي بسبب الخسائر الناجمة نتيجة تداعيات كورونا.
وذكر العتيبي أن تراجع دور النشر يعود بالدرجة الأولى للمنافسة الضارية التي يتعرض لها الكتاب من وسائل التواصل الإجتماعي فضلا عن أن هناك دور نشر تطبع كتبا مملوءة بالأخطاء بلا تدقيق أو تمحيص لغياب وجود رقابة على أعمال دور النشر، حيث إن الرقابة فقط تجرم مايؤدي للفتن الطائفية أو كل مايتعارض مع القيم والدين وتترك الأخطاء اللغوية
وأضاف أن معارض الكتب سواء في الكويت أو العالم العربي ماهي إلا تنفيس مؤقت لبيع الكتب ومع هذا فهناك تراجع عن حضور الناس لتلك المعارض فإذا أرادت الدولة تشجيع الشعب على القرءة فعليها أن تدعم دور النشر وتشجع الأطفال والشباب على القراءة
ولفت إلى أن جميع الدول العربية لاتحتفل بمايسمى اليوم العالمي للكتاب بسبب أن الأمة العربية لاتهتم بالقراءة أصلا.


تاريخ نشأة المكتبات المدرسية والعامة في الكويت

كانت بدايات الإهتمام بالكتب في الكويت عام 1682 الذي شهد قيام المواطن مسيعيد بن أحمد بن مساعد العازمي بنسخ أول مخطوطة وهي "مُوَطأ الإمام مالك".
وكان من أوائل المكتبات في الكويت مكتبة المدرسة المباركية التي تأسست في 22 ديسمبر عام 1911 لتشكل بداية عهد جديد في مسيرة التعليم النظامي في الكويت والتي لم تقتصر على التعليم فقط بل مهدت لنهضة ثقافية وفنية انطلقت من مسرح المدرسة الذي اعتمد كليا على المؤلفات والكتب.
آخر الأخبار