الاثنين 09 يونيو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

في ذكرى الغزو!

Time
السبت 03 أغسطس 2019
View
5
السياسة
طلال السعيد

مهم جداً ألا تغيب ذكرى الغزو العراقي الغاشم على بلادنا الكويت عن ذاكرة كل كويتي، فالمسألة ليست خلافا ينسيناه الزمن، او جرح يشفى مع الايام، او تحرشات حدودية بين بلدين متجاورين، يمكن تجاوزها كما تجاوزنا حادثة الصامتة، فالمسألة اكبر من ذلك بكثير، هناك كيان بلد كامل استهدف، ووطن سلب في ليلة ظلماء، وشعب شرد واستبيحت ارضه، فأسر من أسر وقتل من قتل، وسجن من سجن، وطرد من طرد!
المهم أننا لا نريد ان نحيي ذكرى الغزو بالعويل والنواح، لكن علينا ان نفخر بصمود شعبنا وبطولاته، ونتذكر الأسرى والشهداء وماقدموه لهذه الارض، ومهم جدا أن نتوقف طويلا، لنستذكر وحدتنا الوطنية التي كانت هي البطل الحقيقي لتحرير الكويت، مع تقديرنا لكل نقطة دم خضبت هذه الارض، فالعالم أحترم وحدتنا الوطنية والتفافنا حول قيادتنا التاريخية، قبل ان يحترم عدالة قضيتنا ويقف معنا، وهذا الدرس العظيم هو ما يجب التركيز عليه، وتدوينه وتوثيقه ليس فقط للتاريخ، إنما للحاضر وللمستقبل!
نحن لا نتذكر الغزو لكي نبكي فقط، ونعيد الأغاني والأشرطة نفسها التي نذيعها كل عام لنملأ ساعات البث وعذرنا كي لا ننسى!
كل هذا يجري على غير هدى، ومن دون تنسيق بين الجهات المختصة، وفي كل عام يعاد ما تتم إذاعته في العام السابق، وهذا دليل واضح على عدم توثيق الغزو العراقي، واستباحة الكويت، بشكل صحيح فما لدينا اكبر وأكثر بكثير مما يتم بثه وإذاعته، وتكراره كل عام، بل هناك من الاشرطة بالغة الاهمية ما لم يرها احد، وهي موجودة عند أصحابها لم يسلموها للجهات المختصة!
ولا احد يسأل نفسه: ماذا سنقول للأجيال القادمة، او قل الأجيال الحالية، فعمر الغزو يناهز الثلاثين عاما، ومن ولدوا بعد الغزو اصبحوا طليعيين الان في الكويت، لكنهم لايعرفون الحقيقة، وليس لديهم ما يوصلهم للحقيقة مثلهم مثل جيلنا الذي لا يعرف تحرشات ملك العراق، ولا من جاء بعده، وسحل الملك وأسرته في شوارع بغداد كل هذا لم يوثق، ولا نعرف عنه الا ماهو متاح مثل تغريدات فائق الشيخ!
يفترض ان الدولة هي التي توجه وتوثق وتثقف فلا زلنا نختلف هل هو غزو صدامي ام عراقي ولو اننا وثقنا تحرشات العهد الملكي بالشكل الصحيح، لتأكدنا ان الغزو عراقي يحلم به كل من مسك السلطة عندهم، ولوجدناهم يختلفون في كل شيء ويتفقون علينا!
نحن بحاجة ماسة الى الالتفات الى هذه القضية الوطنية، ولو ان الأموال التي تصرف على شراء المسلسلات مع ماينهب منها من عمولات، وجهت لتوثيق الغزو لتغيرت الأحوال، ولما سمعت نباح الكلاب المسعورة من حولنا بين حين من يترحم على طاغية باغ ومن يردد حججه الواهية...زين.
آخر الأخبار