الأخيرة
في رثاء الأخ الكريم الاستاذ عبدالله الجاسم العبيد رحمه الله
الثلاثاء 02 يونيو 2020
5
السياسة
د. يعقوب يوسف الغنيمقد قال شوقي واستفاض طويلاً"قم للمعلم وفه التبجيلا"واسمع تحيته إليه وقوله:"كاد المعلم أن يكون رسولا"يمضي إلى التعليم في أوقاتهعند الصباح، وقد نراه أصيلاما هذب الأجيال مثل معلميهب العلوم ويصرع المجهولاوالجهل داء إن أقام بموطنأضحى يحار به الطبيب وبيلاإنا لنفخر بالألى قد عمروا دور العلوم مدارساً وفصولاوضعوا على هام البلاد بجدهموبنصحهم ووفائهم إكليلامن مثل عبدالله وهو معلميهدي إلى سنن الرشاد عقولاولنا به مثل تقاصر ندههيهات نلقى يوم غاب بديلابذل الجهود موجها ومربيافأفاد خيرا للبلاد جزيلاوهو المعلم لا غنى عن فعلهجيلا على مر الزمان فجيلاواليوم قد كتب الفراق كتابهفمضى وأودعنا أسىً وذهولاوتناقل الاقوام حر رحيلهعرضا على سعة البلاد وطولاكل الذين رأوه في أعمالهيسعى الى حد الكمال وصولاشهدوا له أن الوفاء بطبعهلم يرض عنه على المدى تحويلابكت القلوب عليه يوم وداعهقبل العيون، وعز ذاك رحيلاوتبادل الأحباب ذكر عزيزهمناحوا، وهل يجدي النواح فتيلا؟وتعطلت لغة الحديث وما لهاألا تعطل بيننا تعطيلاقد كان عبدالله شمس معارفوجدت لها بعد الشروق أفولاذكراه لا تنسى، وهل ينسى الذيقد صار في وسط القلوب نزيلايا ابن جاسم قد ملكت قلوبناوتركت فينا يوم غبت عويلامازال طيفك ماثلاً في أعينسالت مدامعها عليك مسيلاقد كنت في التعليم نجما ساطعاوبقيت سيفا للفعال صقيلاتجلو الأمور بحده وبجده لم يلق من حيف الزمان فلولاما كنت في الأعمال يوماً واهناًأو كنت عن درك الامور كليلازادت بفقدك يوم بنت كلامناوكذاك كنا حين كنت عليلانترقب اللحظات نرجو ربنارفقا يكون الى الشفاء سبيلاونخاف حين نراك فينا صامتامتقارب الخطوات، ثم ثقيلامازالت الاقدار تعصف عصفهاوتجر في أثر الجميع ذيولاتمضي على سبل الحياةفلا ترى ظلا إذا اشتد النهار ظليلاأين الحديث تديره فيسرنافنميل مع رجع الكلام مميلاوافى القضاء ونحن في أمل عسىتبقى، ونلقى الدعاء قبولالكن أمر الله غالب أمرناكتب الوفاة وأخلف التأميلاقد كنت عبدالله فيما قد مضىرجلاً إذا عد الرجال نبيلاومعلما أفنى الحياة بطولهايرعى الصغار ويحرز المأمولاما كان عبدالله إلا هاديا من مثل أصحاب القرون الأولىسل عنه في تدريسه طلابه إذا لم يكن عند الدروس بخيلاوسل الذين احبهم، وقضى لهمحقا، وكان بما يشاء كفيلاكانوا رفاقا لا يمل لقاءهممن قال: عبدالله كان ملولا؟جمع المودة من جميع جهاتهاوأحب فيها فتية وكهولاصبراً أحبته فإنا كلنارهن لحتف يأنف التأجيلاوالموت حين يجيء لا رد لهكان الإله بكل ذاك وكيلافهو الذي خلق البرية كلهاوهو الذي قد أنزل التنزيلارحم الإله أخا المودة والوفاواثابه دار البقاء نزيلايكفيه ما قاساه في دنيا الأسىفلقد أتم من الحياة فصولاواذا أراد الله أمراً كلنانعنوا، ولن يشفي البكاء غليلايا صاحبا لم ألق مثل خصالهأني أكيل لك الثناء مكيلاولسوف تبقى حيث أنت مبجلاسمحا نرتل ذكره ترتيلاحفظ الإله لك الذي أديتهنصحا وفضلا دائما مبذولاورعاك بالرحمات حتى رددتمن حولك التكبير والتهليلا29 / 5 / 2020