الثلاثاء 06 مايو 2025
31°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

في رثاء الأخ الكريم الاستاذ عبدالله الجاسم العبيد رحمه الله

Time
الثلاثاء 02 يونيو 2020
View
5
السياسة
د. يعقوب يوسف الغنيم

قد قال شوقي واستفاض طويلاً
"قم للمعلم وفه التبجيلا"
واسمع تحيته إليه وقوله:"
كاد المعلم أن يكون رسولا"
يمضي إلى التعليم في أوقاته
عند الصباح، وقد نراه أصيلا
ما هذب الأجيال مثل معلم
يهب العلوم ويصرع المجهولا
والجهل داء إن أقام بموطن
أضحى يحار به الطبيب وبيلا
إنا لنفخر بالألى قد عمروا
دور العلوم مدارساً وفصولا
وضعوا على هام البلاد بجدهم
وبنصحهم ووفائهم إكليلا
من مثل عبدالله وهو معلم
يهدي إلى سنن الرشاد عقولا
ولنا به مثل تقاصر نده
هيهات نلقى يوم غاب بديلا
بذل الجهود موجها ومربيا
فأفاد خيرا للبلاد جزيلا
وهو المعلم لا غنى عن فعله
جيلا على مر الزمان فجيلا
واليوم قد كتب الفراق كتابه
فمضى وأودعنا أسىً وذهولا
وتناقل الاقوام حر رحيله
عرضا على سعة البلاد وطولا
كل الذين رأوه في أعماله
يسعى الى حد الكمال وصولا
شهدوا له أن الوفاء بطبعه
لم يرض عنه على المدى تحويلا
بكت القلوب عليه يوم وداعه
قبل العيون، وعز ذاك رحيلا
وتبادل الأحباب ذكر عزيزهم
ناحوا، وهل يجدي النواح فتيلا؟
وتعطلت لغة الحديث وما لها
ألا تعطل بيننا تعطيلا
قد كان عبدالله شمس معارف
وجدت لها بعد الشروق أفولا
ذكراه لا تنسى، وهل ينسى الذي
قد صار في وسط القلوب نزيلا
يا ابن جاسم قد ملكت قلوبنا
وتركت فينا يوم غبت عويلا
مازال طيفك ماثلاً في أعين
سالت مدامعها عليك مسيلا
قد كنت في التعليم نجما ساطعا
وبقيت سيفا للفعال صقيلا
تجلو الأمور بحده وبجده
لم يلق من حيف الزمان فلولا
ما كنت في الأعمال يوماً واهناً
أو كنت عن درك الامور كليلا
زادت بفقدك يوم بنت كلامنا
وكذاك كنا حين كنت عليلا
نترقب اللحظات نرجو ربنا
رفقا يكون الى الشفاء سبيلا
ونخاف حين نراك فينا صامتا
متقارب الخطوات، ثم ثقيلا
مازالت الاقدار تعصف عصفها
وتجر في أثر الجميع ذيولا
تمضي على سبل الحياة
فلا ترى ظلا إذا اشتد النهار ظليلا
أين الحديث تديره فيسرنا
فنميل مع رجع الكلام مميلا
وافى القضاء ونحن في أمل عسى
تبقى، ونلقى الدعاء قبولا
لكن أمر الله غالب أمرنا
كتب الوفاة وأخلف التأميلا
قد كنت عبدالله فيما قد مضى
رجلاً إذا عد الرجال نبيلا
ومعلما أفنى الحياة بطولها
يرعى الصغار ويحرز المأمولا
ما كان عبدالله إلا هاديا
من مثل أصحاب القرون الأولى
سل عنه في تدريسه طلابه
إذا لم يكن عند الدروس بخيلا
وسل الذين احبهم، وقضى لهم
حقا، وكان بما يشاء كفيلا
كانوا رفاقا لا يمل لقاءهم
من قال: عبدالله كان ملولا؟
جمع المودة من جميع جهاتها
وأحب فيها فتية وكهولا
صبراً أحبته فإنا كلنا
رهن لحتف يأنف التأجيلا
والموت حين يجيء لا رد له
كان الإله بكل ذاك وكيلا
فهو الذي خلق البرية كلها
وهو الذي قد أنزل التنزيلا
رحم الإله أخا المودة والوفا
واثابه دار البقاء نزيلا
يكفيه ما قاساه في دنيا الأسى
فلقد أتم من الحياة فصولا
واذا أراد الله أمراً كلنا
نعنوا، ولن يشفي البكاء غليلا
يا صاحبا لم ألق مثل خصاله
أني أكيل لك الثناء مكيلا
ولسوف تبقى حيث أنت مبجلا
سمحا نرتل ذكره ترتيلا
حفظ الإله لك الذي أديته
نصحا وفضلا دائما مبذولا
ورعاك بالرحمات حتى رددت
من حولك التكبير والتهليلا

29 / 5 / 2020
آخر الأخبار