الأحد 14 ديسمبر 2025
19°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

"في ظلال الغيم"... روائع الأشعار صدحت في فضاءات العزلة والوطن والأم بمعرض الكتاب

Time
السبت 19 نوفمبر 2022
السياسة
كتب ـ المحرر الثقافي:

ضمن الأنشطة الثقافية المصاحبة لمعرض الكويت الدولي للكتاب، أقيمت أمسية عنوانها "في ظلال الغيم"، مزدانة بالمشاعر المتطلعة إلى الحلم والإحساس بالحياة في أجمل صورها، الأمسية أحياها الشعراء علي الحبشان وعائشة العبدالله والشاعر المغربي حسن الوزاني، وأدارتها وشاركت فيها بقصائدها الشاعرة مريم العبدلي.
استهلت الأمسية بقصائد الوزاني الذي أنشد قصائده التي اتسمت بروح الدهشة، والتواصل مع الخيال في تنوع دلالته، ليقرأ قصائد "برج الدلو"، و"أحلام ماكلوهان"، و"حارس الزلزال" وغيرها، وبالتالي جاءت صوره الشعرية متقاربة مع ما يود طرحه على المتلقي ليقول:
بالصباحات شامخة بانطفاءاتها
بالموج بجزره
بالشمس غشت بثلج الألاسكا
بالأوطان... بالوطن وحيداً.
ويسترسل في قصيدته التي يتحدث فيها عن برج الدلو، مبدياً رؤيته التي تتمحور حول مفاهيم إنسانية عدة ليقول:
أنا
سليل
برج الدلو
أقيم ككائن أليف بقرية الكون
حيث الأشياء صديقة لأضدادها
فيما تبدو قصيدة " أحلام ماكلوهان"، معبّرة عن تجربة عاشها الشاعر، ويريد أن يبثّ تفاصيلها على المتلقي:
وحين أفيق
يطالبون بالحلم الذاتي
فينط من نومهم
أبطال آخرون
ثم أنشدت العبدالله قصائدها، تلك التي تميّزت بالجنوح إلى العاطفة، تلك التي عبرت من خلالها عن تواصل حسي مع الواقع، وبإطلالة شعرية شديدة الجاذبية فتقول في قصيدة لها:
نحن وحيدات جداً...
وحدسنا أشدّ مرارة،
والفراغات بين أصابعنا،
مجرّد دموعٍ لا تُرى.
نتحدّث مع الأشياء كأنّها تعرفنا
نمسك الفرشاة لنغطّي السواد
بالمساحيق كل صباح
وتتواصل مع تلك المشاعر الإنسانية، كي تشرح لنا موقفها من الواقع والحقيقة التي تراها بروح شاعرة، لتقول:
في الحقيقة، لا أحد يهتمّ أن يعرف،
كيف نفتقُ جلودنا ونعيدُ خياطتها
بالجرح نفسه
كيف نقطّع أحلامنا بالسكّين بإرادتنا
وتبدو الصورة أكثر دقة وتفهّماً للواقع حينما تتحدث الشاعرة عن الصمت، الذي تراه تجسيداً للعزلة، والإفراط في تناولها:
أعرفُ تماما كيف يكبرُ الصمت
في كفّ امرأة،
كيف يتسلق جسدها ويعلو
ويصير جدراناً وسقفا،
كيف تحشرُ قلبها كله في حلقها،
ثم تتهاوى من حنجرةٍ تحترق بالكلام.
ثم تأتي صرخة التألم، حينما تتمدّد الأشياء أمامها، ولا يمكن بأي حال من الأحول، الصمود أمام تضخمها المفرط:
كم نحنُ نتألم؟
كافيةً ليتمددّ القلبُ على السّياج،
لترتخي الريحُ على ذراعيها،
لتهزم زوبعةُ الغريزةِ هدوء الجسد،
ليكون المكان آمناً كضمّةِ فراغ..
فيما تتماثل الصور الشعرية في قصائد الحبشان، وهو تماثل، قد أقرّته احترافية اختيار الألفاظ، وتناسق الجمل الشعرية، والتواصل المستمر مع الحياة ليقول:
يقولُ لي الغولُ هَذي الطريق
فتابع مسيرَكَ نحو الوصول
سَيطوي لك الدربُ بُعدَ المدى
ولا شيءَ غيرُ السرابِ يَجول
سَتلوي لك الريحُ أعناقَها
ويُرخي لك الليلُ موجَ السُّدول
فأَمضي وأَتركُ ما يَدعي
ولا شيءَ بيني وبيني يَحول
وفي سياق هذه القصائد، التي تعبر عن تمكن الشاعر من أدواته الشعرية، يسير الشاعر، على طرقات بعضها وعر وبعضها الآخر ممهد يقول:
قالت: رويدَ الليلِ، امهل شوقَهُ
الليلُ ميعادُ الأهلةِ يا شقي
عيناكَ جائعتانِ من طولِ السُرى
وعلى ضفاف النصِّ قد لا نلتقي
ودِّع سُكارى الحي مثل مقامرٍ
يرمي بنردِ الخوف رميةَ بيدقِ
وانزع رداءَ الصمت، ساوم زفرتي
واهمس بصوتٍ خافتٍ: لا تشهقي
وتنطلق الرؤى من خلال ما يريد أن يعبّر عنه الحبشان في قصائده، تلك التي اتسمت بالتوهج والحضور ليقول:
إلى معناي يا ليلى
سئمتُ مطالع الشُعرا
أرى الأشياءَ لكنّي
أرى ما لا يُرى وأرى
بأني لستُ ذا ثقةٍ
من الإحساس إنْ عثرا
وفي قصائد العبدلي، هناك الكثير من الصور الشعرية، تلك التي تبدو فيها العواطف الصادقة، في تفاعل مستمر مع الحياة بأكبر قدر من الصدق لتستهل إنشادها بالقول:
أن أكون شاعرة
مفككةً
وصواميل روحي
مائعة
لست أدري
كم جيفةً
نَمّت بداخلي؟
و أنا ألهث زاحفةً
خلف حياة مليئة
بعيوب خَلْقية
ثم تستقرّ الرؤية، في سياق عدم الاستسلام لكل ما يحيط بالشاعرة من فَقْدٍ وألم كي تقول:
لم تُغرِني
المطاردة قط
بقدر ما يفعل
الفقد
أنا أصير إياي
أصير الأقرب
إلى جلدي
كلما فَقدت
أو فُقدت".
آخر الأخبار