الاثنين 19 مايو 2025
31°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

"في غرفة العنكبوت"... رواية تخترق العالم الغامض للتحررمن القيود

Time
السبت 16 أكتوبر 2021
View
5
السياسة
رواية في غرفة العنكبوت للكاتب محمد عبد النبي، تتناول حياة المثليين وعوالمهم الغامضة لتخترق هذه المنطقة الشائكة من خلال هاني بطل الرواية الذي قضى شهورا بالسجن لاتهامه بممارسة الشذوذ ويخاف مواجهة العالم والفضيحة ليسجن نفسه في غرفة فندق يرافقة عنكبوت صغير ليحكي على الورق حكايته.
الروايه مبنية على أحداث حقيقية معروفة إعلاميا بقضية (كوين بوت) وقد استمد الكاتب شخصياته وخطوط الرواية العريضة مما نشرته (Human Rights Watch) على لسان المتهمين بالقضية.الرواية تقع في 348صفحة من القطع المتوسط عن دار العين للنشر للمؤلف محمد عبد النبي،والرواية من الروايات التي رشحت للقائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية عام 2017.
جاءت اللغة في الرواية خليطا ما بين العامية والفصحى وتميل في بعض الأحيان إلى العامية الفصيحة، لغة مختلطة، ربما تعبر عن الواقع الاجتماعي للأبطال الذين لا يهتم أي منهم بأي ثقافة غير ثقافة إشباع الجسد، والجري وراء فارس الأحلام، ولكنها لغة غير معبرة عن خصوصية مجتمع الشواذ، فلا يعبر عنهم من خلال النص إلا بكلمة "الحبايب"، كأن الكاتب يريد أن يرسل لنا رسالة واضحة مفادها أن هؤلاء جميعًا مثل البقية لا اختلاف بينهم وبين مجتمعهم، فهم في نهاية المطاف بشر.
كما غلبت تقنية الراوي العليم على النص، إذ تمكن هاني محفوظ من خلال السرد في التعبير عن الوصف الخارجي للشخصيات والأحداث والتعليق على الأبطال بطريقة مكشوفة ومعبرة عن انحيازه لأصحاب الحكاية، ويظهر هذا من خلال تطور القص داخل النص.
كما استخدم الكاتب تقنية الحلم، والذي اقتصر على أحلام النوم، إذ يهرب هاني بهذه الأحلام من واقعه المرير الذي يدمره ويغوص بنا إلى داخل شخصيته العادية، فتارة يحلم بالعناكب التي تطارده، وتارة يرى نفسه طالبا متأخرا عن موعد امتحان أو جالسا في لجنة الامتحان يحدق في ورقة لا يعرف كلمة واحدة منها، وإذا عرف الأجوبة الصحيحة يجد قلمه فارغا من الحبر.
تعددت أشكال تداخل النصوص في الرواية، إذ نرى التناص الديني، والتناص الفني، والتناص مع الواقع اليومي والتاريخ. يظهر التناص الديني من خلال استدعاء الكاتب لآيات الذكر الحكيم، مثل ما نرى في قراءة كريم سعدون لآيات سورة يس حينا على رأس هاني، حيث يستحضر الكاتب من خلال شخصية "كريم" النص القرآني بصورة مباشرة ويقتبس من القرآن كذلك قصة قوم لوط التي ذكروا بها وبما نزل عليهم من عذاب، والأثر الصوفي الذي بدا جليًا في حديث كريم إلى الله، يقول هاني: كان كريم يكلم الله طوال الوقت، من صغره، وسواء في سره أو بصوتٍ مسموع. كان حوارًا من طرف واحد، غير أنه سرعان ما اكتشف سُبلا كثيرة يستطيع الله أن يهمس له بالأسرار عبرها، جملة يقولها أحد العابرين في الطريق، فيستشف هو منها رسالة خفية موجهةً إليه، أو أوّل شيء يجده في التليفزيون بمجرد أن يفتحه، أو حتى شقشقة عصفور تبدو كإجابة على سؤال طرحه في سرّه. وأحب أن ينصت إلى صوت الله في كل ذلك، رغم أنه كان يعرف أنه ملعون؛ لأنه يفعل فعلة قوم لوطٍ، لكنه يعود ليواسي نفسه قائلا إن الله هو من خلقه هكذا، وربما يكون في ذلك حكمة لن يفهمها مهما حاول، وربما يعينه على التوبة ذات يوم.
كما ظهر التناص مع الغناء بقوة، فذكر أغاني لأم كلثوم، وفيروز، وعايدة الشاعر، ووردة، وليلى مراد، وأغاني لعمرو دياب، وغيرهم. أما الوعي الشعبي فنرى ملامحه في كلام أمه قبل أن توافيها المنية، وفي رائحة البخور الجميلة التي راحت تشمها "كأن جنينة وردة طايرة في الجو يا ولاد"، ويظهر أيضا في نداءات أم كريم على بضاعتها وهي تسير في حواري خورست: "ورور يا جرجير، أحلى من الموز يا فجل، بنزهير يا ليمون، يا خس يا مليجي يا أحلى من الشهد".
اقرأ أيضا: "السبيليات": من سيرة المرأة والحرب لعل حادثة "الكوين بوت" هي الحادثة الأشهر في عالم المثليين، ففي عام 2001، قامت السلطات المصرية باحتجاز العشرات من داخل الملهى الليلي العائم والمعروف بمركب "الملكة ناريمان" أو "الكوين بوت"، وقدموا إلى المحاكمة بمحكمة أمن الدولة العليا بتهمة الفجور، وتحت مظلة قانون الطوارئ. أثارت المحاكمة جدلا واسعا وشهدت اهتماما من منظمات حقوق الإنسان، ووسائل الإعلام الدولية.
ويتمثل التناص التاريخي في ذكر تفاصيل واقعة الكويـــــن بوت أو مركب الملكة ناريمان، والتي أثار ضجة هائلة في بداية الألفية الجديدة، حيث كانت حدثًا مدويًا وجارحًا في ظل مجتمع شرقي، يرفض هذه الظاهرة ويعتبر أن المثلية الجنسية دخيلة على مجتمعه.
آخر الأخبار