طلال السعيدلم تكد دموعنا تجف على الراحل الكبير اميرنا السابق الشيخ صباح الاحمد ـ طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه ـ حتى جاءنا الخبر المفجع برحيل الاخ الكبير والعزيز الغالي الشيخ ناصر صباح الاحمد ـ طيب الله ثراه.رحل ونحن في أمس الحاجة الى وجوده كاحد واهم اعمدة الحكم، كيف لا؟ وهو وريث صباح الكبير الذي عاش معه وعايشه، ونهل من علمه وتعلم منه التعاطي مع الشأن الدولي والمحلي برؤية عظيمة ونظرة صائبة وبعد نظر، فقد خفف مصابنا بالامير الكبير الراحل وجود ناصر معنا فرحل ناصر، وتلك سنة الحياة.عرفه ـ رحمه الله ـ الشعب الكويتي عن كثب بعد استلامه لوزارة الدفاع، فكان محبوبا من الجميع، علق عليه الشعب الكويتي الآمال ورأى فيه شباب الحكم، فقد وجد فيه الجدية في محاربة الفساد والحرص على المال العام، رغم قصر المدة التي قضاها وزيرا للدفاع الا انه رفع يده بوجه الفساد واحال الملفات العالقة الى النيابة العامة، حرصا على المال العام، وتطبيقا للقانون، فلم يمر وجوده بالحكومة مرور الكرام، بل استطاع في شهور قليلة ان يضع بصمة واضحة تتعلم منها الاجيال، وتبقى خالدة في ضمائر الناس، وفي تاريخ الكويت، نموذجا يضرب به المثل لاحد اهم ابناء الاسرة الحاكمة، طلبه المنصب ولم يطلبه، وجاء لخدمة الكويت واهلها، والمحافظة على خيرات بلده الذي بادله حباً بحب ولكنه رحل قبل ان يحقق حلمه الجميل في كويت خالية من الفساد تنعم بخيرها الاجيال.لم يأت ناصر صباح الاحمد الى الحكم من مقاعد الدراسة، او من اي مكان آخر فهو خريج جامعة صباح الاحمد، وصديقه ورفيق دربه، عاش معه الحياة حلوها ومرها، وعايش الناس، وكسب شعبية كبيرة خلال فترة بسيطة من دخوله الوزارة نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للدفاع، وكان مشروعه الاول مكافحة الفساد، وقد نجح في ذلك ولم يكترث لوظيفة أو منصب قدر اهتمامه بالقضاء على الفساد والمفسدين، وقد سجل له التاريخ تحويل تلك الملفات المثقلة بالتجاوزات الى النيابة.جعل الله كل ماعمله للكويت واهلها في ميزان حسناته، فقد مضى من بين ايدينا الى دار الحق، ونشهد انه كان مخلصا لهذه الارض، واهلها وعمل من اجلها فيارب لا تمنع عنه رحمتك، واغفر له وارحمه، ووسع مدخله واجعل قبره روضة من رياض الجنة، فقد كانت صدقاته في الخفاء وعطاؤه غير محدود ومحبته للكويت واهلها بغير حدود، فالى جنة الخلد، باذن الله، ايها الراحل الكبير والبركة في عبدالله وصباح وفهد وفقهم الله ...آمين
[email protected]