الأحد 22 يونيو 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

الفياض: جائزة الترجمة تستهدف تشجيع الإبداع وإثراء التراث العالمي

Time
السبت 03 ديسمبر 2022
View
5
السياسة
حريصون على مد جسور التواصل بين الأمم وتأصيل ثقافة المعرفة والحوار

حاورها ـ جمال بخيت:

أكدت عضو هيئة التدريس بجامعة قطر والمستشارة الاعلامية في مركز حمد للترجمة الدكتورة حنان الفياض أن جائزة حمد للترجمة والتفاهم الدولي تهدف الى تشجيع الإبداع، وترسيخ القيم السامية، وإشاعة التنوع والتعددية.
وأضافت الفياض في لقاء مع "السياسة" أن الجائزة تعمل على مد جسور التواصل بين الأمم وتأصيل ثقافة المعرفة والحوار، ولها دور ملموس في دعم حركة الترجمة بالوطن العربي وحول العالم، وفيما يلي التفاصيل:

هل لك أن تعرفينا بجائزة الشيخ حمد للترجمة، وما الهدف من إنشائها، وأهميتها في مجال خدمة اللغة العربية والثقافة الإنسانية؟
أُطلقت هذه الجائزة في عام 2015، لتكريم المترجمين، وتقدير دورهم في تمتين أواصر الصداقة والتعاون بين شعوب العالم، ومد جسور التواصل بين الأمم، إلى جانب مكافأة التميز في هذا المجال، وتشجيع الإبداع، وترسيخ القيم السامية، وإشاعة التنوع والتعددية والانفتاح.
وتطمح الجائزة الى تأصيل ثقافة المعرفة والحوار، ونشر الثقافة العربية والإسلامية، وتنمية التفاهم الدولي، وتشجيع عمليات المثاقفة الناضجة بين اللغة العربية وبقية لغات العالم عبر فعاليات الترجمة والتعريب.
ما الدور الذي تؤديه الجائزة في خدمة اللغة العربية والثقافة الإنسانية؟
تشجّع الجائزة التي تبلغ قيمتها مليونَي دولار، الترجمة من اللغة العربية وإليها بأكثر من لغة، وهي تعمل على تشجيع الأفراد ودور النشر والمؤسسات الثقافية العربية والعالمية على الاهتمام بالترجمة والتعريب والحرص على التميز والإبداع، والإسهام في رفع مستوى الترجمة والتعريب على أسس الجودة والدقة والقيمة المعرفية والفكرية، وإغناء المكتبة العربية بأعمال مهمة من ثقافات العالم وآدابه وفنونه وعلومه، وإثراء التراث العالمي بإبداعات الثقافة العربية والإسلامية، وتقدير مَن يسهمون في نشر ثقافة السلام وإشاعة التفاهم الدولي، أفراداً ومؤسسات.
ما فئات الجائزة، وما القيمة المادية لكل منها؟
تتوزع الجائزة عموماً على ثلاث فئات، الأولى جوائز الترجمة في اللغتين الرئيسيتين "الكتب المفردة"، وتنقسم إلى أربعة فروع: الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية وبالعكس، والترجمة من اللغة العربية إلى إحدى اللغات الأجنبية وبالعكس.
وخُصص لهذه الفئة 800 ألف دولار، توزَّع بواقع 200 ألف دولار لكل فرع؛ 100 ألف دولار للمركز الأول، و60 ألف دولار للمركز الثاني، و40 ألف دولار للمركز الثالث.
وإلى جانب اللغة الإنكليزية التي يتم اعتمادها سنوياً لغةً رئيسية، يتم ضمن هذه الفئة اختيار لغة رئيسة ثانية كل عام؛ فاختيرت التركية في هذا الإطار في الموسم الأول، والإسبانية في الموسم الثاني، والفرنسية في الموسم الثالث، والألمانية في الموسم الرابع، والروسية في الموسم الخامس، والفارسية في الموسم السادس، والصينية في الموسم السابع، والتركية –مجدداً- في الموسم الثامن.
وخُصص مليون دولار للفئة الثالثة التي استُحدثت في عام 2017 (فئة "جائزة الإنجاز")، وتُمنح لمجموعة أعمال مترجمة من لغات مختارة إلى اللغة العربية ومن العربية إلى تلك اللغات، إذ يتم اختيار خمس لغات فرعية في كل عام، ووقع الاختيار في الموسم الثامن على اللغات: الرومانية، وبهاسا أندونيسيا، والكازاخية، والفيتنامية، والسواحيلية.
ما الدور الذي تؤديه الجائزة لدعم حركة الترجمة؟
الجائزة تهتم بالترجمة في مجالات الإنسانيات والعلوم الاجتماعية لما لها من آثار إيجابية في تحقيق المثاقفة بين الحضارات، ولها دور ملموس في دعم حركة الترجمة بالوطن العربي وحول العالم، ويمكن ملاحظة ذلك تحديداً في المعاهد العلمية والأكاديمية، فضلاً عن الأوساط الثقافية، فهناك إقبال على اقتناء الكتب المترجمة الفائزة واعتمادها في التدريس والبحث العلمي، فضلاً عن الحرص المتزايد من طرف المهتمين على متابعة الجائزة في كل موسم، وارتفاع عدد الراغبين بالمشاركة فيها، وازدياد اهتمام دور النشر بترشيح الأعمال التي تراها مناسبة ضمن فئات الجائزة الثلاث.

الموسم الثامن
حدثينا عن الموسم الثامن للجائزة، ونشاطكم التعريفي بالجائزة خلاله؟
عُقدت خلال هذا الموسم مجموعة ندوات علمية ولقاءات إعلامية للتعريف بفئات الجائزة وفروعها وغاياتها في عدد من الدول، هي: زنجبار، كازاخستان، فيتنام، إندونيسيا، والكويت.
إن مشروع الندوات العلمية الذي نعدّه بالتعاون مع جهات أكاديمية ومعاهد وجامعات وأفراد في دول اللغات المدرجة في كل موسم، يهدف إلى مناقشة واقع وآفاق الترجمة بين اللغة العربية وكل من تلك اللغات، وحفز المشتغلين بالترجمة لإنجاز مشاريع نوعية تؤهلهم لخوض المنافسة وصولاً إلى نيل الجائزة.
في الموسم الثامن، أعدتم إدراج اللغة التركية ضمن فئة جوائز الترجمة في اللغتين الرئيسيتين "الكتب المفردة"، بعد أن أُدرجت في الموسم الأول للجائزة عام 2015، لماذا كان هذا القرار؟
اتخذنا هذا القرار نظراً لثراء الثقافة التركية ولغنى المحتوى الفكري والمعرفي فيها، فضلاً عن أهمية هذه اللغة في تحقيق التقارب الثقافي العربي التركي، وبالتالي زيادة المنجز المعرفي المترجَم بين اللغتين.
ولا شك أن ترجمة الأدب العربي إلى اللغة التركية ساهمت إلى حد كبير في تغيير الصورة النمطية عن العرب، بل إننا نلحظ وجود تقارب أدبي بين الثقافتين العربية والتركية في الوقت الراهن بفعل حركة الترجمة المتبادلة لأعمال معاصرة أو من التراث الأدبي للأمتين.
وأتوقف هنا عند تجربة المترجم التركي محمد حقي كمثال، وكنا قد استضفناه في ورشة عقدتها الجائزة مؤخراً ضمن موسمها الثامن، إذ ترجم حقي مجموعة من الأعمال الأدبية العربية إلى التركية، من أهمها المعلقات السبع، و"طوق الحمامة"، وعدداً من روايات نجيب محفوظ، وكتب جبران خليل جبران، ومجموعات أدونيس ومحمود درويش الشعرية.

وتيرة متسارعة
وإذا كانت الترجمة من التركية إلى العريية بدأت مع الكتب الدينية إلى حد كبير قبل سواها، فإننا نشهد في العقود الأربعة الأخيرة وتيرة متسارعة لترجمة الأعمال الأدبية لعدد من المبدعين الأتراك الذين برزوا خلال القرن الأخير، على اختلاف مدارسهم الأدبية وأساليبهم، على شاكلة عزيز نسين، وأورهان باموق، وناظم حكمت، وأليف شافاق.
ويرتبط الاهتمام المتزايد بالثقافة العربية في تركيا خلال الأعوام الأخيرة، إلى حد كبير، بالانفتاح الناتج عن ازدياد أعداد الجاليات العربية في تركيا، إضافة إلى الوعي المتزايد في الأوساط الأكاديمية والثقافية بأهمية تعميق المعرفة بالآخر؛ وبخاصة أن هناك تاريخاً مشتركاً بين تركيا والمنطقة العربية، فضلاً عن أثر الجيرة وعامل الجغرافيا.
وكما هو واضح؛ فإن إقبال الطلبة الأتراك على دراسة اللغة العربية في الأعوام الأخيرة يسير بوتيرة متسارعة، ناهيك عن اختيار تركيا مقصداً سياحياً لكثير من العرب في الآونة الأخيرة، إذ لا يكاد يمر شهر في السنة إلّا ونسمع فيه عن تظاهرة ثقافية أو فكرية في تركيا بحضور عربي ومشاركة عربية أو تحتفي بالثقافة العربية؛ من معارض كتب، ومهرجانات، ومؤتمرات، وندوات، وملتقيات ومشاريع أكاديمية مشتركة، بل إن هناك مراكز وصروحاً ثقافية وفكرية وإعلامية وفنية عربية تم تأسيسها في تركيا مؤخراً، في الوقت الذي ينشط فيه المركز الثقافي التركي "يونس أمرة" في عدد من الدول العربية، للتقريب بين الشعوب والثقافات وتعزيز التفاهم الإنساني.

الوسيط اللغوي
هل تعتقدين أن الجائزة ستسهم في تقليل الاعتماد على "الوسيط اللغوي" في الترجمة، أي بالترجمة مباشرة من اللغة الأخرى أو إليها دون احتياجٍ للغة ثالثة بين اللغتين (المصدر والهدف)؟
إذا كان هناك مَن لايزال يعتمد على "الوسيط اللغوي" في الترجمة، فالأمل كبير أن تزداد – بجهود الجائزة- وتيرة الترجمات المباشرة من العربية وإليها بشكل مباشر، فالترجمة المباشرة تتيح للمترجم التفاعل مع النص في سياقه، هذا إذا كان ملمّاً باللغة المنقول عنها، قادراً على التعامل مع المصطلحات والتعابير وتحولات المعنى والدلالة، عارفاً بحضارة الأمة التي يترجم عنها وبثقافتها.

التأثير الثقافي
كيف تنظرين إلى دور الترجمة على المستوى الإنساني؟
للترجمة دور كبير في التأثير الثقافي المتبادل بين الحضارات والأمم والشعوب مختلفة اللغات، وهي وحدها القادرة على نقل التجليات الحضارية في أي أمة وإشاعتها على المستوى الإنساني، وهي بالطبع لا تعني النقل قدر ما تعني الكشف عن ثراء الحضارة المنقول عنها وإثراء الحضارة المنقول إليها.
فلولا حركة الترجمة التي شهدها العالم الإسلامي، منذ العصر العباسي تحديداً، لما عرفنا شيئاً عن معارف الأمم الأخرى في ذلك الزمن أو قبله، ولما تعرفنا على العلوم والفنون والآداب فيها. والأمر نفسه حين بدأت حركة الترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى، فعرف العالم من خلالها أعمال المسلمين وإبداعاتهم العلمية والفكرية التي أصبحت مصدراً لعصر التنوير الأوروبي وللاختراعات العلمية.
حدثينا عن مجلس أمناء الجائزة؛ هل هو ثابت لكل المواسم، أم يتغير بين موسم وآخر؟
للجائزة مجلس أمناء يتم اختيار أعضائه من جنسيات متعددة لمدّة سنتين قابلة للتجديد، ويقوم بتقديم النصح والمشورة، والإسهام في اختيار اللغات الأجنبية المخصصة للجائزة كل عام، والمشاركة في تقويم الأداء الإداري والعلمي للجائزة.
• ماذا عن إدارة شؤون الجائزة؟
تتولى هذا الجانب لجنة تسيير تشرف على أعمال الجائزة وضمان شفافيتها، والفصل بين عمليات الإدارة وبين اختيار الأعمال المرشحة وتحكيمها ومنحها الجوائز، وأود أن أشير هنا إلى أنه لا يحق لأي من أعضاء مجلس الأمناء أو لجان التحكيم أو لجنة التسيير الترشُّح للجائزة.

لجان دولية
هناك سؤال يشغل أيّ شخص أو جهة عند الترشح للجائزة؛ يتعلق بكيفية اختياراللجنة.
يُسنَد تحكيم الأعمال المرشحة إلى لجان تحكيم دولية مستقلة، تضم أعضاء ذوي مكانة علمية رصينة ويتسمون بالموضوعية والحيادية، يتم اختيارهم من قِبل لجنة تسيير الجائزة بالتشاور مع مجلس الأمناء، ويمكن زيادة أو إنقاص عدد أعضاء كل لجنة بحسب الحاجة في كل موسم، كما يمكن الاستعانة بمحكمين ذوي اختصاصات محددة لتقييم الأعمال في مجالات اختصاصاتهم.


الجائزة في سطور

تأسست جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في الدوحة - قطر عام 2015، وهي جائزة عالمية يشرف عليها مجلس أمناء، ولجنة تسيير، ولجان تحكيم مستقلة. تسعى الجائزة إلى تكريم المترجمين وتقدير دورهم في تمتين أواصر الصداقة والتعاون بين أمم العالم وشعوبه، ومكافأة التميز، وتشجيع الإبداع، وترسيخ القيم السامية، وإشاعة التنوع والتعددية والانفتاح.
وتطمح إلى تأصيل ثقافة المعرفة والحوار، ونشر الثقافة العربية والإسلامية، وتنمية التفاهم الدولي، وتشجيع عمليات المثاقفة الناضجة بين اللغة العربية وبقية لغات العالم عبر فعاليات الترجمة والتعريب. للوقوف علي اهداف الجائزة وعن الدور الثقافي الذي تقدمه عربيا واقليميا من احياء حركة الترجمة.
آخر الأخبار