فيك الخصام وأنت الخصم والـ"لاين مان"

محمد خلف الشمري

"في أواخر ستينيات القرن الماضي كان الوضع عندنا بقرية بلاليط سبهلله"! قالها الشايب، ثم أضاف: "والكلام هذا كان بكل الوزارات، ومنها وزارة التربية، وخصوصا المرحلة الابتدائية".
أيامها كان الأستاذ مثل "سوبرمان" المجلات لانه كان يعطي طلبة صفه كل المواد الدراسية! وبيوم ما يا عله سعيد ومبارك حاجون تزوج حضرة الناظر زوجه ثانية، وكانت العروس أخت حارس المدرسة.
ومثل ما قالوا بالمثل كن نسيبا ولا تكن ابن عم، اهتم الناظر بنسيبه على حساب المدرسة! وكان عند غياب اي أستاذ يقول لأبونسب رح عط العيال الحصة! وشوي شوي مع غياب رقابة الوزارة عين النسيب مدرسا بالمدرسة! وما من بطى الناظر صار مدير منطقة تعليمية، فرقى ابو نسب ناظر على المدرسة! ودارت الايام، ومرت الايام، على رأي الست أم كلثوم، صار المدير وزير وعين خال العيال مدير منطقة (مكتب فخم وخدم وحشم والقهوة والشاي برنة جرس ومساحة جوخ وجرايد ومجلات).
وبيوم وهو يتفحص الجريدة وقع نظره على خبر تشكيل الوزارة لجنة لتقييم شهادات العاملين بالوزارة! ارتبك الحارس وجاه خابط لابط يصاحبه إسهال، تكرمون، ببطنه وهو يردد: لا بالله رحت فيها، وراح العز واكل الوز!
ما اطولها عليكم اتصل بنسيبه الوزير، وهو يقول العلم يا وزيروه، اشوفك مشكل فلافل لجنة تقييم للشهادات، انت ناسي ان انا ما عندي الا شهادة تطعيم الجدري وبس؟
ضحك الوزير وقال: يا أخو حرمنا المصون لا تخاف هاللجنة عينتك ريس لها"!
الشاب: "للأسف هكذا تدار أمور (النخل والفجل والرويد وغيرها) التحقيقات بقضايا الفساد بكل مفاصل البلد، وبلدان بني يعرب يا سادة! وأختم بقول المتنبي: يا أعدل الناس إلا في معاملتي...فيك الخصام وأنت الخصم والحكم".
المتمولس: "أكيد فيه أيام حلوة بس شكلها مستحيه تجي"!
وفي هذه الأثناء رفع على مسامعنا الشيخ زغلول اذان الظهر.

كاتب كويتي

‏[email protected]