الجزائر، عواصم- وكالات: أكد رئيس أركان الجيش الجزائري، أحمد قايد صالح، أمس، أن عملية مكافحة الفساد التي تشهدها البلاد لا تزال في بدايتها، محذرا من إفلات الفاسدين من العقاب، وذلك في وقت تظاهر آلاف الطلبة الجامعيين، مطالبين برحيل كل رموز النظام الحاكم.وأوضح قايد صالح، في كلمة أمام مجموعة من العسكريين، "ضرورة تفادي التأخر في معالجة ملفات الفساد بحجة إعادة النظر في الإجراءات القانونية التي تتطلب وقتا طويلا، مما قد تتسب في إفلات الفاسدين من العقاب"، مشددا على دوره في مكافحة الفساد، قائلا :"نحن في الجيش لم ولن نسكت عن الفساد، بل قدمنا مثالا إذ كنا السباقين في محاربته، من خلال إحالة قادة عسكريين على القضاء العسكري"، مشيرا إلى محاكمة قادة المناطق العسكرية الأولى والثانية والرابعة وغيرهم، الذين تأكد تورطهم في قضايا فساد بأدلة ثابتة.وقال :"اطلعت شخصيا على ملفات فساد ثقيلة بأرقام خيالية في نهب الأموال العامة"، مشددا على أهمية أن تطال العدالة كل الفاسدين، لكن بعيدا عن الظلم وتصفية الحسابات، لافتا إلى أن "مصالح الدفاع الوطني تحوز على معلومات مؤكدة بشأن ملفات فساد ثقيلة".وفي السياق، مثل أمس، رئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى، أمام القضاء لسماع أقواله حول قضايا تبديد المال العام ومنح امتيازات غير مشروعة، وذلك وسط تواجد أمني مكثف بمحيط المحكمة، وحضور عدد كبير من الجزائريين الذين رددوا شعارات معادية له.
وكانت فصيلة الأبحاث التابعة للدرك الوطني وجهت استدعاءات الاسبوع الماضي إلى أويحيى، ووزير المالية الحالي محافظ بنك الجزائر المركزي السابق محمد لوكال، للمثول أمام المحكمة في قضايا تبديد المال العام وتقديم امتيازات غير مشروعة.ومثل لوكال، أول من أمس، أمام المحكمة للاستماع إلى أقواله، كما مثل المدير العام السابق للامن الوطني عبدالغني هامل، ونجله، أمام محكمة في تيبازة غربي العاصمة في اطار تحقيق بضلوعه في أنشطة غير مشروعة، واستغلال النفوذ والاستيلاء على أراض واساءة استخدام منصبه.من جهة أخرى، أعلنت وزارة الداخلية الجزائرية أن 54 مرشحا محتملا سحبوا استمارات الترشح للانتخابات الرئاسية، المقررة في 4 يوليو المقبل، مضيفة في بيان أن جميع المرشحين المحتملين حصلوا على استمارات جمع التوقيعات اللازمة للترشح للرئاسة.وبحسب القائمة التي أعلنتها وزارة الداخلية فإن المرشحين الـ54 بينهم 53 مرشحا مستقلا، ومرشح حزبي واحد هو بلقاسم ساحلي رئيس حزب "التحالف الوطني الجمهوري الجزائري"، الذي التقى بالرئيس الجزائري المؤقت عبد القادر بن صالح في 23 أبريل الجاري، في إطار مشاورات رئيس الدولة حول الوضع السياسي في البلاد، حسبما ذكر بيان للرئاسة الجزائرية عقب اللقاء.