الجمعة 27 سبتمبر 2024
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
قابل للنشر
play icon
الأخيرة

قابل للنشر

Time
الاثنين 14 أغسطس 2023
View
42
السياسة

زين وشين

يتداول بين الناس وعبر وسائل التواصل الاجتماعي قصة فتاة قصدت مخفر الجهراء بعد ان ضاقت بها السبل لتشتكي على شاب اعطته ثمانية الاف دينار ليتقدم لخطبتها، بعد ان اعتذر لعدم وجود المهر لديه، وما ان تسلم الالاف الثمانية حتى هرب وغير، او الغى رقم هاتفه!
هذه هي القصة بكل تفاصيلها من دون اسم، كما سربت، لكن السؤال المستحق لوزير الداخلية وكبار مسؤوليها الافاضل: كيف وصل هذا الخبر الى مواقع في وسائل التواصل؟
لن تجد بوزارة الداخلية كلها مسؤول واحد يجيب عن هذا السؤال، وسوف يختفي توحيد الكندري، ويتمترس في مكتبه، ولن يصرح بحرف واحد باسم الاعلام الامني، ولن يجدوا كلهم عذرا يبرر تسريب حكاية تلك الفتاة، التي استجارت بالمخفر بعد ان وقعت بحبال نصاب محترف، لتقع في حبال الفضيحة بعد ان سرب (رجال) المخفر قضيتها لتصبح على كل لسان في الكويت.
وللعلم ليست هذه الفضيحة الوحيدة التي يتم تسريبها، وليست الاولى، ولن تكون الاخيرة، فقد سبق وسربت قصص كثيرة من سجلات المخافر الى درجة ان صفحة كاملة من دفتر احوال احد المخافر صورت وتم تسريبها، بسبب اسم مشهور فيها، ولا يزال الحبل على الجرار، فما ان يدخل مواطن الى احد المخافر شاكيا او مشتكى عليه، الا وسربت قضيته بسرعة البرق الى وسائل التواصل الاجتماعي، وتحولت من قضية الى فضيحة، حتى لو كان حادث مرور! ولا معنى لجملة المتهم بريء حتى تثبت ادانته في عالم الفضائح والـ"ميديا".
المشكلة ان هذا الوضع المزري مستمر، ولا يتوقع له ان يتوقف عند حد معين، طالما لم تتعب الداخلية على قطع دابر التسريبات، والتنكيل بالمسربين، وكشفهم ومعاقبتهم على رؤوس الاشهاد بعد ان طفح الكيل!
يفترض في "رجال" الداخلية على كل المستويات المحافظة على اسرار الناس، واحاطة عملهم بشيء من السرية نظرا الى حساسية المواضيع التي تصل الى المخافر، كما كان الوضع في السابق ايام المرحوم عبداللطيف الثويني، ويوسف الخرافي، وناصر العثمان ايام الهيبة، حين كان من تحدثه نفسه بتسريب خبر يرتجف قبل ان يتكلم باسرار العمل، او يسرب خبرا يمس حياة الاشخاص اليومية، مثال آخر لكي لا يقال اننا نتجنى على احد من دون دليل:
بالامس القريب رجال شرطة المهبولة يلقون القبض على فتاتين اشتبكتا مع الشرطة، احداهن هددت الشرطة بوالدتها، وتم التحفظ على المتهمتين، فكيف وصل هذا الخبر الى وسائل التواصل، واصبح حديث الناس، رغم اننا ضد ما فعلته هاتان الفتاتان، الا اننا ضد نشر الفضائح بكل قوة، فمن العار ان يستغل احدهم وظيفته بتسريب ما يقع تحت يده من اخبار يفترض انها سرية! ولا يعرف احدنا متى يأتي الدور عليه فيكون هو الضحية القادمة للتسريب!
ماذا سوف يقول لنا الاعلام الامني عن هذا الموضوع الحساس جدا، وما الذي سوف يقوله كبار مسؤولي الداخلية، أتحداهم ان يبرر واحد منهم موقف الوزارة، وهي تبدو عاجزة عن مكافحة المسربين، فهل نطلب من وزارة مخترقة ان تحافظ على امننا وهي لم تحم امنها، فكل شيء عندهم قابل للنشر…زين؟

طلال السعيد

آخر الأخبار