السبت 17 مايو 2025
29°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

قابوس بن سعيد... مهندس تطور سلطنة عمان الحديثة وبانيها

Time
السبت 11 يناير 2020
View
10
السياسة
قيادته مثلت علامة تاريخية فارقة انطلقت معها عمان إلى مصاف الدول العصرية القادرة على تحقيق التقدم والرخاء لأبنائها ومواكبة التطور الإنساني من حولها


مسقط - وكالات: يعد سلطان عمان الراحل قابوس بن سعيد باني ومهندس تطور سلطنة عمان في شتى مناحي الحياة الممزوجة بروح الاصالة والتقاليد العربية والاسلامية الاصيلة.
وفقدت سلطنة عمان، والعالم، احد القادة البارزين في رسم السياسة الخارجية للعلاقات الدولية المبنية على الاحترام المتبادل والحياد وتوثيق عرى التعاون المشترك ايمانا منه بان الحوار هو اساس لحل الخلافات بين الدول.
والسلطان قابوس بن سعيد، هو السلطان الثامن لعُمان في التسلسل المباشر لأسرة آل بوسعيد التي تأسست على يد الإمام أحمد بن سعيد في العام 1741.
وولد السلطان قابوس في الثامن عشر من نوفمبر 1940 في مدينة صلالة بمحافظة ظفار، وبدأ أولى مراحل تعليمه في عمان ومن ثم التحق بأكاديمية "ساند هيرست" الملكية العسكرية البريطانية في العام 1960، وتخرج منها بعد سنتين.
وانضم السلطان قابوس إلى إحدى كتائب المشاة البريطانية العاملة آنذاك في ألمانيا الغربية، حيث أمضى 6 أشهر كمتدرب في فن القيادة.
وبعد إكماله العلوم العسكرية ضمن الوحدة التحق بدراسة نظم الحكم المحلي وأكمل دورات تخصصية في شؤون الإدارة.
وفي العام 1964 عاد إلى عُمان وتعمّق في دراسة علوم الشريعة الإسلامية وحضارة وتاريخ السلطنة.
وتسلم السلطان قابوس مقاليد حكم عُمان في 23 يوليو 1970، وعمل منذ ذلك الوقت على إقامة إصلاحات كبيرة في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والثقافية.
كما حصل السلطان قابوس خلال مسيرته السياسية الحافلة على العديد من الأوسمة العربية والدولية، منها جائزة السلام الدولية من قبل 33 جامعة ومركز أبحاث ومنظمة أميركية في العام 1998، وجائزة السلام من قبل الجمعية الدولية الروسية في 2007، وجائزة جواهر لآل نهرو للتفاهم الدولي من الهند في العام نفسه.
ومن الأوسمة التي تقلّدها السلطان قابوس وسام الملك عبدالعزيز آل سعود في 1971، وقلادة مبارك الكبير في الكويت 2009.
وعرف عن السلطان قابوس حبه للفروسية فأقام العديد من مهرجانات الفروسية ومسابقات للهجن، واهتمامه بحماية البيئة العُمانية بمختلف تنوعاتها وقد تجلى ذلك بإنشاء جائزة السلطان قابوس لصون البيئة في عام 1989 وتمنحها منظمة اليونسكو كل عامين.
وفي عهد السلطان قابوس بن سعيد الذي امتد نحو 50 عاما استخدمت عوائد النفط لتطوير البنية التحتية في البلاد اذ نجح في تحويل عمان الدولة النفطية إلى بلد يتمتع بدرجة من الرخاء.
وتشكل قيادة السلطان قابوس بن سعيد لسلطنة عمان علامة تاريخية فارقة انطلقت معها عمان دولة وشعبا ومجتمعا إلى بناء دولة عصرية قادرة على تحقيق التقدم والرخاء لأبنائها ومواكبة التطور الإنساني من حولها.
واستندت رؤية السلطان قابوس منذ توليه مقاليد الحكم إلى أسس راسخة قوية في السياسة الداخلية والخارجية حيث اتسمت ببناء جسور المودة والصداقة مع الدول المحيطة بها بالمنطقة ومع دول العالم.
وحرصت القيادة العمانية على تهيئة اسباب التقدم عن طريق التنمية وتحقيق الاستقرار وتعميق الوحدة الوطنية وتعزيز الامن والامان في البلاد عبر تهيئة المناخ المناسب للمضي قدما في مسيرة النهضة الحديثة.
وحظي المواطن العماني بالثقة والاهتمام في عهده وتعتبر من اولوياته في جميع السياسات والبرامج والخطط التنموية الساعية الى ترسيخ مبادئ العدل والمساواة وتطبيق حكم القانون اضافة الى تشجيع المواطن على المشاركة الفعالة في البناء والتنمية.
وسعى خلال قيادته لسلطنة عمان الى تعزيز مكانة المواطن وحشد طاقاته وقدراته للمشاركة الفعالة في تطويرالبلاد على اساس المساواة وتكافؤ الفرص وخاصة الشباب كما تهدف ايضا إلى الارتقاء بمستواهم عبر تثقيفهم وتدريبهم وتأهيلهم لتمكينهم من استغلال الفرص المتاحة لهم لخدمة وطنهم.
وتمكنت السلطنة خلال الاعوام الـ49 الماضية من مواجهة التحديات والعقبات التي أمامها من خلال تضافر كامل لجهود المواطنين ما نتج عنه بناء الدولة العصرية وتمهيد الطريق لمستقبل افضل.
ونجحت السلطنة في ظل توجيهات القيادة العمانية في تحقيق الانجازات والمساعي المرجوة خلال السنوات الماضية بالمجالات كافة في تحقيق الحياة الكريمة للمواطن العماني وفقا للاحصائيات الرسمية في هذاالخصوص.
وتشمل الانجازات التي شهدتها السلطنة خلال الـ49 عاما الماضية جميع المجالات حيث شهدت البلاد نقلة نوعية في التعليم والثقافة والصحة والاقتصاد والسياحة تجسدت في توقيع الاتفاقيات ومذكرات التعاون والتفاهم مع دول العالم المختلفة.
كما اتسمت السياسة العمانية الخارجية في عهد الراحل السلطان قابوس بن سعيد بمحاولة بناء جسور المودة والصداقة بين دول العالم لتحقيق الامن والاستقرار العالميين.
وساهمت الانجازات العمانية منذ تولي السلطان قابوس مقاليد الحكم في تشجيع القيادة الحكومة على التخطيط لمرحلة جديدة تشهد مزيدا من التطوير الذي يعكس تطلعات المواطنين.
وشهدت مرحلة حكم السلطان قابوس بن سعيد تعزيز مبدأ الشفافية وسيادة القانون ومشاركة المواطنين في صنع القرار وتهيئة أفضل مناخ ممكن للحوار مع الدول والشعوب الاخرى اضافة الى دعم جهود المنظمات الدولية والاقليمية لتحقيق عالم أفضل وأكثر سلاما واستقرارا.
ويعد السلطان قابوس بن سعيد صاحب أطول فترة حكم من بين الحكام العرب والثالث في العالم.
ونجح السلطان العماني الراحل في تحويل الدولة الشرق أوسطية من دولة منعزلة تعاني من نزاعات داخلية إلى دولة مستقرة مصدرة للنفط وحليف لكل من الولايات المتحدة وإيران على حد سواء.
آخر الأخبار