بروكسل، طهران، عواصم - وكالات: كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن قاذفات "بي 52" أميركية حلقت ليل أول من أمس فوق سماء إسرائيل، وهي في طريقها إلى قاعدة "العديد" الجوية الأميركية في قطر، لتنضم إلى القوات الأميركية التي أرسلتها واشنطن إلى الشرق الأوسط، بسبب التهديدات الإيرانية.وأكدت أن مجموعة الهواة الإسرائيليين "سبوتريم"، وهم من محبي الطائرات، والذين يتابعون تحركها في السماء، التقطوا تحليق القاذفة الستراتيجية الأميركية، مؤكدة أن الأميركيين ينوون إرسال أربعة قاذفات من النوع نفسه، وتعد المهاجم الرئيسي للجيش الأميركي، وتمتلك بنسختها الجديدة أنظمة مضادة للطائرات في جزئها الخلفي، وقادرة على حمل صواريخ كروز وأسلحة نووية.من جانبه، دافع رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة جوزيف دانفورد، عن قرار إرسال حاملة الطائرات الأميركية "أبراهام لينكولن" إلى الخليج العربي، قائلا خلال جلسة للكونغرس، إن القرار جاء "لردع التهديد الإيراني في المنطقة". وأضاف: "كان تركيزنا على عامل الردع. فاستنادا إلى المعلومات الاستخبارية أردنا إرسال رسائل لإيران تفيد بأننا مدركون للتهديد الذي تمثله في المنطقة، وبأننا مؤهلون للرد على هذا التهديد". في غضون ذلك، رفض الاتحاد الأوروبي أمس، مهلة إيران، معربا عن القلق من تهديدها باستئناف نشاطها النووي. وحضت الممثلة العليا للاتحاد فيديريكا موغريني ووزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا في بيان مشترك طهران "بشدة على مواصلة تنفيذ التزاماتها، والامتناع عن أي خطوات تصعيدية". من جانبها، عبرت رئيسة ليتوانيا داليا جريباوسكايتي عن قلقها بشأن إعلان ايران تقليص الالتزام بقيود برنامجها النووي، قائلة إن على الاتحاد الاوروبي البحث عن سبل لتلافي ذلك.في غضون ذلك، فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليل أول من أمس عقوبات جديدة على قطاع المعادن والتعدين في إيران، متوعدا طهران بإجراءات أشد إذا لم تغير سلوكها "الداعم للارهاب"وجاء في أمر تنفيذي وقعه ترامب، أن العقوبات تستهدف قطاعات الصلب والألومنيوم والنحاس، لحرمان نظام طهران من أهم مصادر إيراداته من الصادرات غير النفطية.وأوضح البيت الأبيض في بيان أن "الاجراء يستهدف عائدات إيران من تصدير المعادن الصناعية التي تشكل 10 في المئة من اقتصادها التصديري"، مضيفا أنه بموجب العقوبات الجديدة "نلفت انتباه الدول الأخرى إلى أن السماح بإدخال الصلب الإيراني وغيره من المعادن عبر موانئها لم يعد مقبولا".وقال ترامب في البيان "يمكن لطهران أن تتوقع المزيد من الإجراءات ما لم تغير سلوكها بشكل أساسي"، مضيفا "نجحنا في فرض أقوى حملة ضغط شهدناها على الإطلاق وإجراء اليوم يزيد إحكامها"، لكنه أبقى الباب مفتوحا أمام مفاوضات، قائلا "أتطلع للقاء في يوم ما مع قادة إيران من أجل التوصل إلى اتفاق، والأهم اتخاذ خطوات لمنح إيران المستقبل الذي تستحقه".من جانبها، أعلنت الخارجية الاميركية تأجيل وزير الخارجية مايك بومبيو زيارة إلى جرينلاند كانت مقررة أمس لضرورة عودته لواشنطن.
وكان بومبيو أكد في لندن أن بلاده لن تخضع للابتزاز النووي للنظام الإيراني، وستسعى للتصدي لجميع أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار، معتبرا "أن إعلان النظام الإيراني عزمه توسيع برنامجه النووي، يتحدى المعايير الدولية وهو محاولة صارخة لإبقاء العالم رهينة".وأضاف "أن تهديدها بتجديد النشاط النووي الذي يمكن أن يختصر الوقت أمام تطوير سلاح نووي، يؤكد التحدي المستمر الذي يشكله النظام الإيراني للسلام والأمن في جميع أنحاء العالم"، مشيرا إلى التزام بلاده "بحرمان النظام الإيراني من كل السبل المؤدية للحصول على سلاح نووي"، وداعيا "المجتمع الدولي لمحاسبة النظام الإيراني على تهديده بتوسيع برنامجه النووي".بدورها، رأت صحيفة "تليغراف" الهولندية أن "إيران تضع السكين على صدر أوروبا، عندما تهدد باستئناف برنامجها النووي في غضون 60 يوما"، مشيرة إلى أن إيران تهدد بروكسل بسيل عارم من اللاجئين والمخدرات، معتبرة أنه "لا يمكن الحد من الخطر النووي الذي تمثله إيران من خلال الاستجابة للابتزاز، بل فقط من خلال عقوبات شديدة الصرامة".في المقابل، أعلنت الخارجية الإيرانية أنها تنوي الانسحاب من الاتفاق النووي على مراحل. وقال نائب وزير الخارجية عباس عراقجي "طرحنا على الأجندة الانسحاب من الاتفاق، وسيجري الخروج منه على مراحل"، زاعما أن "إدراج الانسحاب على مراحل، لا يمثل نقضا للاتفاق وإنما يعني الاستفادة من أدوات داخل الصفقة لتوفير مصالح إيران ولا يعني ذلك الخروج الحتمي منها"، ومشددا على الاستعداد للعودة إلى المرحلة السابقة، فيما لو نفذت الأطراف الأخرى تعهداتها.من جانبه، أكد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية بهروز كمالوندي، إن بلاده ترغب في تعزيز الاتفاق النووي وإعادته إلى مساره، بينما زعم رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام صادق لاريجاني، انه "على الأميركيين أن يدركوا ان نظام إيران مستقر وقوي، واذا تعامل بصبر فإن ذلك ليس من موقف الضعف". على صعيد متصل، أكدت وزارة التجارة الصينية أن بكين تعارض العقوبات الاميركية من جانب واحد على ايران، وأن القيود المفروضة على النفط الايراني لن تؤدي سوى لمزيد من عدم الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية، وأن بكين ستدافع عن حقوق شركاتها.بدورها، وصفت مجموعة الأزمات الدولية قرار إيران بتعليق بعض التزاماتها في الاتفاق النووي، بأنه "متوقع ونتيجة غير مرحب بها"، داعية باقي الأطراف الدولية في الاتفاق للتعاون لتقديم حوافز اقتصادية لتشجيعها على العودة للالتزام الكامل بالاتفاق وتجنب التصعيد.إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم منظمة الطوارئ بمحافظة أذربيجان الشرقية وحيد شادي نيا، عن إصابة 16 شخصا جراء حريق اندلع في سوق تبريز التاريخية ليل أول من أمس، وتمت السيطرة عليه فجرا.على صعيد آخر، هبطت ليل أول من امس طائرة نقل ركاب فرنسیة اضطراريا فی مطار أصفهان وسط إيران، في طريقها من باريس إلى مومباي في الهند، واختفت الطائرة من الرادار لفترة وجيزة قبل الهبوط اضطراريا بسبب مشكلة فنية، وقالت شركة "أير فرانس" إن الطائرة كانت تقل 256 راكبا و11 من أفراد الطاقم، وعانت من عطل في نظام التهوية.