قانون حرب 67 أين هو؟

أحدث مفاجأة كويتية كشف عنها النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، الشيخ طلال الخالد بقوله: "مرسوم 1967 بان الكويت في حالة حرب مع العصابات الصهيونية مازال سارياً".
فبعد هذا الخبر من معالي النائب الاول رحت اتصفح اخونا "غوغل" نقطة… نقطة وسطر… سطر لعلي اصطاد هذا القانون، الا ان نظري قد غشيه غمام، ولم افلح وارجو من يجده ان يرسله مشكوراً.
الذي نعلمه ان في حرب 67 شاركت الكويت بقوات على جبهتي سورية ومصر، اما فلسطين معلومة جديدة، هذا اولاً، ثانيا ان حرب 67 كانت نكسة وهزيمة وصدمة وخدعة صدمت كل الوطن العربي، وعم حزن من الكويت الى المغرب وموريتانيا.
فكل العرب كانوا يأملون من الحرب انتصاراً ورمي الصهاينة في البحر، وفق مزاعم قيادات الجيوش العربية، الا ان من زعموا وروجوا تلك المزاعم في حينه كانوا مسطولين، فالجيوش العربية في تلك الحرب جميعها انهزمت، وبعضها وصفها انها جولة والجولات قادمة والنصر لنا.
لكن النصر لم يتحقق فادرك الرئيس المصري انور السادات ان الحرب استهلاك واستنزاف، وان الحرب تقودها اميركا- وانا بصراحة مقدرش احارب اميركا- ثم كانت الزيارة التاريخية للسادات الى تل ابيب، وانتهت بصكوك السلام وعودة سيناء المحتلة الى مصر.
انا لم اجد في قاموس الحروب العربية، كل الحروب، ان الكويت ارسلت، او اقلها شاركت في حروب الفلسطينيين داخل الاراضي المحتلة، ولو على افتراض ارسلت الكويت قوات الى فلسطين، لما ترددت اسرائيل الى ضرب الكويت بالصواريخ الطويلة المدى ولافسدت علينا نفطنا، ومياهنا، وكهرباءنا، ولكنا في حال لا يُرضى.
لكن الصحيح ان الاسرائيليين في الغزو العراقي التزموا عدم الرد على صواريخ صدام على تل ابيب، تفادياً لتوسيع نطاق الحرب.
جندوا اعلامهم الراديو والتلفزيون والصحافة للدفاع عن الكويت، لكن الكويت التي كان عليها في اثنائه ان تشكر قادة اسرائيل على موقفهم المساند لها، اعتبرها جماعتنا انها لا تزال عدوا للكويت، للاسف كانوا يعيشون في الماضي.
الكويت ظلت ترفع شعار اخر دولة تطبع مع اسرائيل، وكأنها دولة عظمى، بينما اشقاؤنا الخليجيون والعرب تبادلوا النخب واطباق الحلوى مع الاسرائيليين، وصارت الزيارات متبادلة، والاعلام ترفرف على مباني السفارات في كل من تل ابيب والعواصم العربية.
الكويت في حالة حرب مع العصابات الصهيونية وفق تصريح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ طلال الخالد كلام "ماخوذ خيره"، وكان علينا ان تكون الكويت بعد الغرو اول مطبعين مع الدولة العبرية، ودعونا من الهرج اللي مو قدنا.
اسرائيل ليست عدوة للكويت، ولن تكون، ونحن بصراحة نصنع عدواً من لا شيء، نحن لسنا اصحاب القضية، ولا كان لنا يد في حروب 47 و 48، وتالياً القانون هذا ما هو الا غطاء لقضية ليست لنا بها يد.
نحن شعب مسالم يؤمن بالسلام، لم نعادي احداً، ولن نعادي، فنحن دولة صغيرة نمد يد السلام والصداقة مع كل محب، اما الحروب والقوانين البالية فانتهى تاريخها!

صحافي كويتي

حسن علي كرم

[email protected]