الأحد 22 سبتمبر 2024
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
قانون عبدالرحمن!
play icon
كل الآراء

قانون عبدالرحمن!

Time
الاثنين 02 أكتوبر 2023
View
76
حسن علي كرم

لا أعلم من الذي نصح، او حرض، او ضغط، او وشوش في اذنه حتى يسارع وزير الاعلام عبدالرحمن المطيري ليمد يده الى قانون الاعلام، ليكون محل الضحية والتقطيع والتفتيت، في وقت لا نرى ان هناك حاجة الى تعديل القانون البعيد عن متناول السياسيين؟
أقول وأمري الى الله، لا اعلم من حرض الوزير لكي يفاجئ اهل الكار من العاملين في الاعلام بتنوعاته، من مطبوع الى الالكتروني الى التلفزيوني والاذاعي والعلاقات العامة والاخباري، كل هؤلاء ومعهم سياسيون وفضوليون، ومن لا شغل له، على ان يمد يده الى قانون الاعلام، الذي بات وفق نظره، او نظر الذي حرضه، او نصحه، مهلهلا، ولا بد من قانون جديد يقوم على الضبط والربط.
قرص الاذان، وقطع الالسن، يضع كل متبجح، او متطاول، او متفلسف في حجمه الطبيعي، فالاعلام في مفهوم الظلاميين لا ينبغي ان يفتح الاضواء على كل اتجاهاتها، فكما فُصل البنات عن الاولاد في قاعات المحاضرات في الجامعة، ووضعت محاذير على الشواطئ، ولا سباحة بالمايوه للنساء، ولا دراسة في المدارس بلا حجاب، فلماذا لا تمتد الممنوعات الى الاعلام، وان يكون وفق رؤيتهم الظلامية؟
هكذا استجاب معالي الوزير، وتقدم بنسخة على مقاس دشداشة أخونا صاحب "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، الا انه لا يبدو هذه المرة تجري الامور بأهواء ذوي الدشاديش الـ"ميني جوب" واللحى الكثة المباركة، فالصحوة المضادة كانت كافية لكي تنقض على خزعبلات الظلاميين، وتقلب الطاولة على رؤوسهم، وتجد الوزير يمزق النسخة الاولى من ما سمي "تعديلات على قانون الاعلام".
نسخة مدهونة بالعسل والسم، وتعال يا معالي الوزير اصعد على خشبة المسرح، واشرح للجمهور الذي حضر محتوى التعديلات، حروف بلا نقاط، لكن الوزير عجز ان يقنع المدعوون، ما دفعه ليلف اوراقه وينزل من على خشبة المسرح، وكأن شيئاً لم يكن!
وزير الاعلام تقلد المنصب، وهو بعيد كل البعد عن الاعلام، خصوصاً، وهنا الاهم ان الاعلام مع الثورة الالكترونية السريعة ليس كاعلام ما قبل عصر التكنولوجيا الحديثة، أو التكنولوجيا القادمة، فهي باتت اسرع من عقل الانسان، بل ازعم ان المستثمرين في حقل التكنولوجيا عاجزون عن ملاحقة هذه الالة السحرية الشيطانية.
فمن الغرائب والعجائب ان الاحفاد الصغار يعلمون الاباء والاجداد خصائص الهاتف النقال، وهم لا يزالون في عمر الفطام.
الدنيا تسير بسرعة البرق يا معالي الوزير، وانت جئت بقانون يصلح مع ما قبل عصر الجاهلية، كل ذلك لكي ترضي دعاة الظلمة، في زمن متغير ومتسارع.
ليت الوزير بدلاً من ان نكش قانون الاعلام بزعم تعديلات، لو اهتم بالاهم، في الداخل، من اذاعة وتلفزيون ومسرح ودراما.
عبدالرحمن المطيري وزير لكن ليس مكانه الاعلام، مثله مثل الوزراء السابقين، اذ لم يحظ الاعلام الكويتي بعد رحيل المرحوم محمد السنعوسي، وقبله المرحوم الشيخ سعود الناصر الصباح، وقبلهما الشيخ جابر العلي، يجيد لعبة الاعلام، فلقد بات بعد رحيل هؤلاء، يرحمهم الله، اعلاما غريباً مجرد بث بلا محتوى!
اعترف، لا اعلم ما هي اسباب اصدار قانون جديد للاعلام، لكنني اعلم ان الوزير أدخل انفه بمسألة كان عليه ان يحذر من دخولها!
صحافي كويتي

حسن علي كرم

[email protected]

آخر الأخبار