الخميس 18 ديسمبر 2025
12°C
بيّن الكتاب الإحصائي الصادر عن وزارة العدل، أن قضايا السرقة والاعتداء على مال الغير، شهدت ارتفاعا ملحوظا في البلاد، بتسجيل 1555 قضية نظرتها النيابة العامة في العام 2019. ويوضح الكتاب الاحصائي، أن أحكام المحكمة الكلية في جرائم الاعتداء على مال الغير حسب التهمة بلغت 1204 قضايا خلال العام 2019، واحتلت أحكام الاستيلاء على مال الغير بالقوة المرتبة الأولى بـ557 قضية، فيما جاءت أحكام قضايا السرقة بالكسر أو التسور أو بوسيلة غير عادية في المرتبة الثانية بـ512، وحلت قضايا الحريق المتعمد في المركز الثالث بمعدل 65 قضية، وقضايا دخول مسكن بقصد ارتكاب جريمة حلت رابعا بـ22 قضية، وجاءت في المركز الخامس قضايا السرقة بالاكراه بـ15 قضية، واحتلت قضايا السطو المسلح المركز الخامس بـ15 قضية، ثم قضايا ابتزاز مال الغير بالتهديد في المركز السادس بـ6 قضايا. وجاءت قضايا خيانة الأمانة في المرتبة السابعة بـ4 قضايا، تلتها قضايا السرقة ليلا مع حمل السلاح بـ3 قضايا، وحلت ثامنا قضايا النصب والتدليس بـ3 قضايا، وفي المركز الأخير قضيتان صنفتا ضمن "قضايا أخرى" لكنها تقع ضمن جرائم السرقة. وعلى صعيد الأحكام التي أصدرتها محكمة الاستئناف لقضايا الاعتداء على مال الغير خلال عام 2019 بلغت نحو 1269 فضلا عن تأجيل 68 قضية حسب إحصاءات وزارة العدل في القضايا التي أحيلت للاستئناف. واحتلت قضايا الاستيلاء على مال الغير بالقوة المرتبة الأولى بعدد 642 قضية فيما جاءت قضايا السرقة بالكسر أو التسور أو بوسيلة غير عادية في المرتبة الثانية بعدد 545، وحلت قضايا الحريق العمد في المرتبة الثالثة بعدد 48 قضية وفي المرتبة الرابعة جاءت قضايا دخول مسكن بقصد ارتكاب جريمة فيه بعدد 15 قضايا فيما جاءت قضايا ابتزاز مال الغير بالتهديد في المرتبة الخامسة بعدد 7 قضايا وفي المركز السادس قضايا السرقة بالإكراه التي بلغت 5 أحكام فيما جاءت قضايا سرقة السيارات في المركز السابع بعدد 3 قضايا وبلغت قضايا خيانة الأمانة 2 قصية محكوم فيها لتأتي في المركز الثامن وحل في المركز التاسع أحكام سرقة الاشياء المفقودة بقضية واحدة وقضايا اتلاف مال الغير عمدا أو بقصد الإساءة بقضية واحدة. ملاحقة اللصوصوفي ضوء تلك الأرقام، استطلعت "السياسة" آراء عدد من القانونيين وعلماء النفس ومجموعة من المواطنين والمقيمين، الذين شددوا على أهمية ملاحقة اللصوص وضرورة تركيب كاميرات مراقبة في جميع الشوارع الرئيسية والجانبية، الى جانب تكثيف دوريات الشرطة في معظم المناطق، لاسيما التي تكثر فيها السرقات. كما شددوا على أهمية تفعيل دورالأسرة والمدرسة والمسجد ومؤسسات المجتمع المدني، للحد من معدلات السرقة في البلاد.وفي هذا السياق، يرى الخبير في علم الاجتماع محمد الزامل، أن التفكك الأسري الناتج عن الطلاق، يلقي بظلال سلبية على المجتمع ككل، حيث يمكن للأبناء الذين يعانون من انفصال آبائهم عن أمهاتهم، أن ينقادوا من قبل أصدقاء السوء نحو الجريمة بشكل عام والسرقة بشكل خاص.وقال الزامل إن تزايد حالات السرقة يأتي كذلك مع تزايد العمالة الهامشية التي تدخل البلاد عن طريق تجارة الإقامات، فضلا عن غياب دور مؤسسات المجتمع المدني في مناقشة القضايا المجتمعية، كتزايد معدلات الطلاق والادمان والسرقة. من جانبه، قال أستاذ علم النفس في جامعة الكويت د.خضر البارون، إن الإدمان أحد الأسباب الرئيسية في تزايد قضايا السرقة، مبينا أن الشاب المدمن إذا لم يجد المال لشراء المخدرات فهو على استعداد لارتكاب أي جريمة مهما كانت من أجل الحصول على الأموال لشراء جرعة هيرويين أو حبوب مخدرة.وأكد البارون أن غياب القدوة وعدم تقويم الأبناء بالسلوكيات الإيجابية منذ الصغر يمكن أن تدفع بهم نحو العنف واتباع الكثير من السلوكيات السلبية، ومنها تعاطي المخدرات أو السرقة، مطالبا بضرورة القضاء على ظاهرة الإدمان من خلال ملاحقة تجار المخدرات، مع ضرورة تكاتف المدرسة والأسرة والمسجد وإلاعلام لنشر الوعي والتحذير من خطورة الأمراض الإجتماعية كافة ومن بينها السرقة. تهديد أمن المجتمعمن جانبه، يقول المحامي فيصل الشامري إن جريمة السرقة من أخطر الجرائم التي تهدد المجتمعات، وقد قرر المشرع لها عقوبات تصل إلى الحبس لمدة سنتين، وقد تصل إلى ثلاث سنوات إذا صاحبتها ظروف مشددة، وترك تقدير الظروف المشددة للقضاء، والتي قد تكون جناية وتصل عقوبتها إلى خمس سنوات. وبين الشامري أن من أهم أسباب السرقة والسلب: تراخي الرقابة الأسرية أو تفككها، وكذلك آفة المخدرات، وأيضاً هناك فراغ وبطالة بسبب عدم الاهتمام والتقصير من مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني، ولا شك في أن أزمة كورونا زادت الطين بلة حيث أغلقت جميع الأماكن التي يرتادها الشباب من ملاعب وأماكن ترفيه وتسلية، ونحن إذ نشير إلى التقصير فإن هيئة الشباب والرياضة قصورها بين وواضح!وذكر أن إغلاق هذه المراكز في هذه الأوضاع غير العادية ينشط فيها مروجو المخدرات وتجارها الذين يستغلون الشباب في وقت فراغهم الطويل ومشاعر الكبت والطاقات المنغلقة التي صاحبتهم في هذه الأزمة.بدوره، يقول إمام المسجد الشيخ أحمد الحسن، إن السرقة هي مايؤخذ من الغير بطرق غير شرعية والسرقة بكافة أنواعها حرام وهي من الكبائر ولهذا نزلت فيها آيات كريمة كقوله تعالى "وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ".نماذج من الضحايا