الأحد 13 أكتوبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

قبول الاستقالة!

Time
السبت 28 يناير 2023
View
5
السياسة
طلال السعيد

راهن البعض رهانا خاسرا على ان استقالة الحكومة لن تقبل، والنتيجة انها قبلت وعلى الرحب والسعة.
استقالت حكومة المهمة الواحدة بعد ان تحقق العفو السامي الذي جاءت من اجله، فهو الاهم بالنسبة لها، وقد قبلت استقالتها، وبذلك يكون قد توقف عمل مجلس الامة، شاء ام أبى، بمعنى ان المجلس لا يزال قائما، لكنه لا يعمل ولا قيمة لاجتماعات لجانه واستجوابات اعضائه، اذا لم ينعقد، وبحضور الحكومة.
كلنا نعلم علم اليقين ان المايكروفونات والتصاريح لا تصنع بطولة، انما البطولة الحقيقية هي بتحقيق المطالب الشعبية، والانجاز الذي يشعر به المواطن في حياته اليومية، فما هي قيمة الخطب الرنانة من خطيب مفوه، فيما المواطن يتعرض لاشد انواع التعذيب من خلال الطرق والشوارع، والحالة التي وصلت اليها، وخسائره المادية مستمرة!
ما يجب ان يعرفه الجميع ان ليس هناك ايمان حقيقي بالديمقراطية لدى المواطن الكويتي، سواء كان مثقفا او مواطنا عاديا، طالما ان الاساسيات لم تتحقق من خلال المجلس، او حتى الحكومة، ناهيك عن القصص اليومية التي يتداولها الناس عن المعاشات الاستثنائية والمكافآت الفلكية للوزراء، وغير ذلك من الامور الاخرى التي ألبت الشارع الكويتي ضد الحكومة والمجلس!
الحكومة باستقالتها تعني انها عاجزة عن المواجهة، وتحمل المسؤولية التاريخية، فاختارت اقصر الطرق وهو طريق السلامة، والمجلس يتصور انه نجح باجبار الحكومة على الاستقالة، بينما واقع الحال يقول ان الضربة التالية سوف تكون في المجلس نفسه، ويتكرر السيناريو نفسه، القديم الجديد، استقالة الحكومة ثم حل المجلس، أن لم يكن هناك تعليق للدستور، كما نص الخطاب السامي.
فقد تعودنا على هذه الاجراءات في السنوات الاخيرة، ولا نرى شيئا قد تغير، الا اذا كان الاعضاء مقتنعين انهم هم الاهم، ولا يمكن الاستغناء عنهم، ولا عن اعمالهم الجليلة، فالحكومة ترحل وتأتي بدلا منها حكومة او حكومتان اوثلاث وهم باقون!
المشكلة ان الرسائل التي ترسل الى اعضاء مجلس الامة تتواصل، رسالة تلو رسالة، الا انهم لا يهتمون بمضمونها، مع العلم ان الشارع الكويتي فهمها فهما جيدًا، فهل الاعضاء يرون شيئًا لا يراه الشارع، ام ان التطمينات التي وصلتهم بطريقة او اخرى جعلتهم واثقين ان الدور لن يكون عليهم...زين؟
آخر الأخبار